اعلن ناطق عراقي ان القوات العراقية والمسلحين الموالين لها تحتاج الى 72 ساعة لاستعادة مدينة تكريت التي ما زال العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية يتحصنون فيها، واضعين آلاف العبوات الناسفة.ومنذ بدء عملية استعادة تكريت (110 كلم شمال بغداد) ومحيطها في الثاني من آذار/مارس، بمشاركة الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وابناء بعض العشائر السنية، تقدمت القوات تدريجيا وببطء لتفادي وقوع خسائر كبيرة في صفوفها، لا سيما مع لجوء التنظيم الى تكتيكات قتالية غير تقليدية، كالعبوات والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة.وقال كريم النوري وهو متحدث عسكري باسم قوات الحشد الشعبي الموالية للحكومة، اليوم السبت للصحافيين ان "تكريت ستتحرر خلال 72 ساعة".والنوري قيادي في "منظمة بدر" احدى ابرز الفصائل الشيعية التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية ابان هجومه الكاسح في حزيران/يونيو.ويشكل "الحشد الشعبي" غطاء لهذه الفصائل ومتطوعين حملوا السلاح الى جانب القوات الامنية.ولجأت الحكومة الى "الحشد الشعبي" اثر انهيار العديد من قطعاتها العسكرية في وجه التنظيم.واوضح النوري ان الجهاديين الذين ما زالوا متحصنين في مركز مدينة تكريت "مطوقون من كل الجهات".واوضح في تصريح لوكالة فرانس برس من قرية العوجة المجاورة لتكريت، ان عدد هؤلاء "هو بين 60 و70"، مشددا على ان اعلان "تحرير" المدينة لن يتم قبل انجاز رفع العبوات الناسفة المقدر عددها بالآلاف، والمزروعة على جوانب الطرق وفي المنازل.الا ان ضابطا برتبة مقدم في فوج مكافحة الارهاب، وهو ابرز افواج النخبة العراقية، قدم تقديرات مختلفة بعض الشيء عن مسار العملية. وقال الضابط لفرانس برس "المعارك في المدن صعبة بالنسبة للجيوش"، مقدرا ان عدد الجهاديين في تكريت اعلى من ذلك، دون تقديم تفاصيل اضافية.ورأى صحافيان في فرانس برس تجولا السبت في الاجزاء الشمالية من تكريت التي دخلتها القوات العسكرية الاربعاء، عشرات الحفر الناتجة عن تفجير العبوات الناسفة.وشاهد الصحافيان قناصا من المسلحين الموالين للحكومة، قدم نفسه باسم "الحاج ابو مريم"، قال انه تمكن حتى ظهر اليوم، من قتل قناصين اثنين من تنظيم الدولة الاسلامية. ولم يسجل الصحافيان حصول اشتباكات اليوم في المدينة، الا ان القوات الامنية تواصل قصفها بالمدفعية والطيران.وكانت القوات الامنية، مدعومة بمسلحين موالين لها غالبيتهم من الشيعة اضافة الى ابناء بعض العشائر السنية، تقدمت تباعا نحو تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. واستعادت القوات البالغ عددها نحو 30 الف عنصر، مناطق محيطة بالمدينة الواقعة عند الضفة الغربية لنهر دجلة.وتتم العملية وهي اكبر هجوم عراقي ضد التنظيم منذ حزيران/يونيو، دون مشاركة طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، في مقابل دور ايراني بارز تمثل بتواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في الميدان، بحسب صور نشرتها وسائل اعلام ايرانية.وكثف التنظيم في الايام الماضية نشاطاته الدعائية، والتي غالبا ما تشمل اشرطة مصورة تظهر عمليات اعدام جماعية وذبح للاسرى. ونشر التنظيم امس شريطا مصورا يظهر قيامه باعدام تسعة اسرى في مدينة الفلوجة (غرب بغداد)، والتي يسيطر عليها منذ مطلع العام 2014، حينما كان لا يزال يعرف باسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام". وقام مسلحون باطلاق النار رصاصة على رأس كل من الاسرى الراكعين على الارض، مقيدي اليدين ومعصوبي العينين. واتهم التنظيم الاسرى بتقديم معلومات للقوات الامنية عن تحركاته.واتى الشريط بعد ايام من نشر التنظيم شريطا آخر يظهر قيام فتى باطلاق الرصاص على رأس اسير قال انه عربي اسرائيلي يعمل لصالح الموساد.وفي تسجيل صوتي بث الخميس، اعلن المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني "تمدد" اراضي "الخلافة" التي اعلنها في حزيران/يونيو في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، عبر قبول بيعة جماعة بوكو حرام الافريقية.ويرى خبراء ان توقيت الاعلان يلائم حاجة الطرفين لنصر معنوي، في مقابل صعوبات ميدانية يواجهانها، اكان في سوريا والعراق، او افريقيا.وقالت مجموعة "صوفان غروب" البحثية "بالنسبة الى المجموعتين، هذا الربط الجديد يأتي في وقت مناسب لحاجتهما بشدة الى نصر دعائي".اضافت "في هذه اللحظة، سيأخذ تنظيم الدولة الاسلامية اي نصر يمكنه الحصول عليه".وتشكل عملية تكريت، بحسب الخبراء، مقياسا لقدرة القوات العراقية على شن عملية لاستعادة مدينة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد.واثارت عملية تكريت مخاوف من عمليات انتقامية من المقاتلين الشيعية بحق السكان السنة، الذين تتهم الفصائل البعض منهم بالتعاون مع التنظيم او المشاركة في عمليات قتل جماعية بحق مجندين شيعة.وشدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقادة بعض هذه الفصائل على اهمية حماية المدنيين وعدم ارتكاب اعمال تسيء الى "النصر".وسبق لمنظمات حقوقية دولية ان اتهمت الفصائل الشيعية بارتكاب اساءات بحق السكان السنة وممتلكاتهم في المناطق التي تستعاد من الجهاديين.وفي تقرير الجمعة، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية ان القوات الحكومية ومقاتلين موالين لها "تورطوا في تدمير متعمد للممتلكات المدنية" بعد فك الحصار عن بلدة آمرلي التركمانية (شرق) في ايلول/سبتمبر.وعلى الجبهة السورية، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان التحالف استهدف ليل الجمعة السبت مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا.وتأتي الضربات الجوية غداة مناشدة المقاتلين الاكراد التحالف، لمساندتهم في مواجهة هجوم بدأه الجهاديون في المحافظة نهاية شباط/فبراير.