كتب -أبوذر حسين:كشف نائب قائد الأسطول الخامس والقيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية جيمس لوبلين، أن الحرب ضد داعش تكلف بلاده أكثر من 8 ملايين دولار يومياً، وأن الأسطول الخامس والقوات الجوية الأمريكية تنفذان أكثر من 80 % من الضربات الجوية ضد داعش، بواقع 20% للأولى و60% للثانية، مشيراً إلى أن الطيران الأمريكي نفذ أكثر من 2700 ضربة جوية على التنظيم منذ بداية الحرب قبل نحو 6 أشهر».ونفى لوبلين، خلال لقاء مع صحافيين، أثناء جولة في مقر قيادة الأسطول الخامس في الجفير أي تنسيق مع إيران في الحرب على داعش بشكل عام وتكريت خاصة، مؤكداً أن الاتهامات بعدم جدية قوات بلاده في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية «غير صحيحة».وقال إن «إرسال طائرات عسكرية بحرينية إلى الأردن تم بقرار بحريني وبتنسيق مسبق مع قيادة قوات التحالف»، موضحاً أن «الدول المشاركة في قوات التحالف الدولي لا تعمل منفردة ولا تقود طلعاتها الجوية ضد داعش وفقاً لخططها الخاصة وإنما بالتنسيق مع مركز عمليات قوات التحالف في قاعدة العديد بدولة قطر».دعم البحرين والإمارات للأردنوقال نائب قائد الأسطول الخامس إن القرارات التي اتخذتها البحرين والإمارات بإرسال طائرات عسكرية إلى الأردن خيار بحريني إماراتي لدعم الأردن. وأضاف أنه تم بالتنسيق مع قيادة التحالف، لافتاً إلى أن رسم الأهداف التي تتولى القوات الجوية لدول التحالف ضربها في العراق وسوريا تأتي من قبل مركز عمليات قوات التحالف في قاعدة «عديد» بدولة قطر.ونفى وجود تنسيق على الأرض مع إيران في الحرب ضد داعش أو المعارك في تكريت، مشدداً على «أننا نساعد العراق بناء على طلب الحكومة، وهي التي تحدد من يقدم لها المساعدات في القضاء على الجماعات الإرهابية».ورفض لوبلين الاتهامات التي تصف الدور الأمريكي بعدم الجدية في محاربة داعش، مؤكداً «نحن نضع الرجال والسلاح والمال من أجل قتال داعش، الحرب على داعش تكلفنا يومياً 8 مليون دولار».جدوى ضرب داعشوقال نائب قائد الأسطول الخامس والقيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية جيمس لوبلين إن 20% من الضربات الجوية على «داعش» في كل من العراق وسوريا ينفذها طيران البحرية الأمريكية تحت إمرة الأسطول الخامس، فيما تنفذ القوات الجوية التابعة لدول الأخرى المشاركة في التحالف وعلى رأسها السعودية والبحرين والإمارات والأردن بإضافة إلى دول أوروبية منها بريطانيا وفرنسا والدنمرك وبلجيكا وأستراليا ما يصل إلى 20% من مجموع الضربات.وبرر لوبلين ما يثار حول عدم جدوى الدور الأمريكي في القضاء على داعش بأن «الولايات المتحدة الأمريكية لديها التزام كامل اتجاه التحالف للقضاء على داعش، إذ إننا ننفق قرابة 8 ملايين دولار يومياً على طائراتنا ومعداتنا وأسلحتنا من أجل تنفيذ تلك الضربات الجوية، كما إننا نضع رجالنا وأسلحتنا وأموالنا لخدمة العمليات العسكرية ضد داعش في العراق وسوريا، كما إن هناك جانباً آخر يتعلق بالحكومة العراقية التي تقاتل هي الأخرى عبر قواتها ضد داعش، وهم طلبوا مساعدتنا ونحن نقدم لهم، لذلك نتطلع إلى المسألة كفريق واحد يساعد العراقيين في حربهم ضد «داعش».وأضاف «لا أتفق مع هذه الاتهامات، نحن جادين بالقضاء على داعش لكن مهماتنا تتركز اليوم على القضاء على التنظيم في العراق، بالتأكيد سوف نستمر بضربهم في الأراضي السورية للتأكد من قطع أي إمدادات عنهم، ومنعهم من إعادة بناء قدراتهم، وبالنسبة للعراق فهناك قوات عراقية على الأرض تستخدم قواعدها وأسلحتها، وهذا جزء مهم لاسيما عندما نقارن بين رؤية داعش عندما دخلت العراق وبين وضعها اليوم على الأراضي العراقية، وهذا بفضل القوات العراقية وكذلك المليشيات الشيعية والتجمعات السنية وقوات البشمركة الكردية في الشمال، إلى جانب الضربات الجوية التي نقوم بها». وقال إن القوات الجوية الأمريكية نفذت أكثر من 2700 ضربة جوية على داعش منذ بدء الحرب على التنظيم، هذا في الجانب العسكري، غير أن الحرب على التنظيم لها شق اقتصادي وجوانب تتصل بمكافحة أيدلوجية أفراد التنظيم المتطرفة، وبالتالي لا يمكن فقط التعويل على الجانب العسكري في حسم المعارك نهائياً مع داعش.تحديد الأهدافوتعليقاً على تصريحات قائد أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي التي أطلقها من البحرين مؤخراً بأنه «من الأفضل في المرحلة الحالية تقليل كثافة الضربات الجوية على تنظيم داعش». قال نائب قائد الأسطول الخامس «ما أكد عليه الجنرال ديمبسي هو أن الضربات الجوية لعبت دوراً فعالاً في هذه الحرب، فالعمليات الجوية هي المسؤولة عن تدمير المعدات التابعة لداعش وتدمير المركبات واستهداف المقاتلين بشكل عام والقيادات خاصة، وكل هذه الإنجازات التي تحققت لا تسقط فرضية أن تكثيف الضربات قد يسقط أهالي أبرياء، ويدمر مشروعات البنية التحتية المقامة في العراق، خاصة وأن مقاتلي داعش يتحصنون داخل المدن المأهولة بالسكان.ولذلك فإن الضربات الجوية وحدها لن تؤدي للقضاء على داعش بل يجب أن يكون هناك قضاء على عوامل بقائهم». وأشار إلى أن مهام الحرب على داعش في العراق تحددها في المقام الأول حكومة العراق، حيث إنها هي من تطلب المساعدة من الأطراف التي ترى أنها ستقدم لها مساعدات تقضي على المجموعة الإرهابية، وهو ما نقوم به الآن بعد طلب مباشر ورسمي من الحكومة العراقية.ورداً على سؤال حول كيفية تفادي وقوع خسائر بشرية من الأبرياء خلال الضربات الجوية، أكد أن قوات التحالف تعتمد على خلايا تمدهم بالمعلومات الاستخباراتية التي تحدد مواقع استهداف الضربات بدقة، فضلاً عن التعاون الوثيق مع المخابرات العراقية. أما عن التنسيق فيما بين دول التحالف. وقال «بالتأكيد ليست كل دولة تعمل بمعزل عن الأخرى، فجميع المواقع التي تستهدفها القوات التابعة للتحالف تأتي بأمر وتنسيق من القاعدة المركزية في «العديد» بقطر، حيث يتم فيها رسم الخطط لاستهداف المواقع في سوريا والعراق وكذلك تحديد الأدوار وفقاً لمقدرات كل قوات جوية للمهمة المطلوب القيام بها للعملية المنوط القيام بها.وأوضح أن حكومة بلاده لديها تنسيق دائم مع الحكومة العراقية وتزودها بأكثر من 17 مليون دولار سنوياً.وكشف جيمس لوبلين أن الحكومة العراقية لم تطلب من قوات بلاده الجوية مساعدات في المعارك التي تدور بتكريت، مؤكداً أن» المعارك في تكريت مسؤولية حكومة العراق، وأن كل العمليات التي نقوم بها في العراق تتم وفقاً لطلبات الحكومة وليس بينها تكريت».وفي سؤال حول خطة إنقاذ الطيارين في حال تحطمت طائرة أياً منهم وما إذا كان هناك تقصير في هذا الجانب من قبل قيادة التحالف لاسيما بعد سقوط طائرة الطيار الأردني الشهيد النقيب معاذ الكساسبة قال لوبلين: «جميع الطيارين لدينا محترفون، ويعملون بظروف قاسية جداً، لدينا التزام واضح اتجاه كل طائرة نضعها في الجو لتوجيه ضربات جوية، لديهم مهمات بالغة التعقيد، وأحياناً تطلب منهم مهمات وهم في الجو يجب عليهم تنفيذها، هذه العملية برمتها ليست سهلة ودائماً هناك خطورة».وأضاف: «بالنسبة للجزء الأكبر الذي يقع على عاتقنا يتعلق بحاملات الطائرات التي توفر الدعم اللوجستي لتنفيذ هذه العمليات إضافة إلى طائراتها التي تنطلق منها لتنفيذ الضربات الجوية، هذا يضاف إلى المهمات الروتينية التي يقوم بها الأسطول اتجاه التحالف المرابط في الخليج لمنطقة 152 والذي قادته البحرين لمرتين وكذلك الإمارات فيما تقوده حالياً السعودية، لذلك جميع السفن التي قمت بزيارتها والراسية في البحرين تقوم بمهمات مساندة لهذا التحالف».