قبل أن يجف تراب قريبتي الغالية التي ووريت الثرى قبل أيام قليلة بعد معاناة طويلة وسلسلة من الأخطاء الطبية الواضحة للعيان، وأقلها كان حرمانها من الأكسجين الذي كانت تحتاجه بسبب حالتها الصحية حتى قبل إصابتها بفيروس (كوفيد 19) قبل شهر ونيف، حيث ظل أبناؤها يستمعون لشكواها من الإهمال طيلة مدة إقامتها بمجمع السلمانية الطبي دون أن يلووا على شيء، حيث إن منع الزيارة في مثل ظروف الجائحة الحالية وإن كان مفهوماً ومقدراً فإنه ينبغي أن يتواكب معه مستوى عالٍ من الاهتمام والعناية الطبية والتمريضية بالمستشفى. وهذا ما لم تحصل عليه للأسف.
ومما زاد الطين بلة أنها ظلت مدة ثلاثة أيام دون غسل أو تكفين إلى حين مواراتها الثرى في غير منطقة سكناها، وما كابده أحبتها من وجع ومعاناة بسبب ذلك الانتظار الطويل لإكرام ميتهم بدفنه، وهي ذاتها أيضاً التي كانت قد ودعت قبل أيام قليلة من رحيلها حفيداً لها كان قد راح هو الآخر ضحية خطأ طبي في أثناء ولادته أدخله في غيبوبة أشهراً قبل أن يفارق الحياة.
مقابل ذلك وفي خضم الحالة التي عشناها وإذا بنا نجد هذا الحزن يتضاءل ويصغر وقد يتلاشى أمام وجع أكبر عاشه والدان بحرينيان فقدا للتو توأمهما بسبب تجاوزات وإهمال وأخطاء طبية صادمة ومفجعة!
قصة التوأم «البلادي» ليست قصة عادية و يجب ألا تكون قضية عابرة نمر عليها مرور الكرام، وليس من المقبول أن تجمد في لجان التحقيق الروتينية التي ما تلبث أن تتحول إلى أدراج صماء تُخرس فيها آهات وأوجاع المكلومين والفاقدين والمفقودين.
التفاصيل المفجعة التي ساقها الأب المكلوم الذي فقد توأمه بسبب تصرفات وأخطاء لا إنسانية ومهينة، يجب أن تقابل بإجراءات سريعة حازمة ورادعة؛ حتى لا يتكرر مثل هذه الأخطاء الفادحة فيفقد المواطن الثقة بالقطاع الصحي.
فما معنى أن يسلم الوالد توأمه الخديجتين على أنهما ميتتين ليدفنهما وإذا بهما حيتان ترزقان، كيف مر ذلك كله على الطاقم الطبي والتمريضي والإداري؟! أيعقل ذلك؟ أيعجز مجمع طبي يتعاطى يومياً مع حيوات آلاف البشر بكل ما يملك من أطباء وخبرات واستشاريين عن التفريق بين حياة طفل ومماته؟!
إنها لعمري جريمة لا تغتفر في حق الطفلتين في الحياة أولا، مهما كانت حالتهما الصحية، فالأعمار بيد الله أولاً وأخيراً، كما أنها جريمة في حق الوالدين اللذين فقدا فلذتي كبدهما وفي حق المجتمع بصفة عامة.
من المؤسف حقاً أن نعيش مثل هذه الأوقات الصعبة وأن نشهد مثل هذه الحوادث التي تكون نتائجها كارثية لا تعوض ذلك. إنها تتعلق بحياة بشر، بشر أعزاء جداً على أهلهم وأحبتهم بغض النظر عن أعمارهم سواء كانوا كباراً في السن أو أجنةً فقدوا ضوء الحياة قبل أن تتفتح أعينهم عليها!!
* سانحة:
التحقيق في الأخطاء الطبية يجب أن يكون محايداً وشاملاً، على نحو يجتث أساس هذه الأخطاء التي تكررت وتزايدت على نحو غير مقبول، ووجب اتخاذ إجراءات فورية رادعة حيالها، على أن تستهدف أعلى الهرم المسؤول عنها.
وفي مثل هذه الحالات وجب أن تتقدم المساءلة السياسية على المساءلة القضائية؛ ففي البلدان التي يحترم الوزراء فيها مواطنيها ويخشون محاسبتهم لا أقل من استقالة الوزير المعني عن أي تقصير فور حدوثه، وقبل أن تبدأ أي لجنة تحقيق عملها حياله.
ومما زاد الطين بلة أنها ظلت مدة ثلاثة أيام دون غسل أو تكفين إلى حين مواراتها الثرى في غير منطقة سكناها، وما كابده أحبتها من وجع ومعاناة بسبب ذلك الانتظار الطويل لإكرام ميتهم بدفنه، وهي ذاتها أيضاً التي كانت قد ودعت قبل أيام قليلة من رحيلها حفيداً لها كان قد راح هو الآخر ضحية خطأ طبي في أثناء ولادته أدخله في غيبوبة أشهراً قبل أن يفارق الحياة.
مقابل ذلك وفي خضم الحالة التي عشناها وإذا بنا نجد هذا الحزن يتضاءل ويصغر وقد يتلاشى أمام وجع أكبر عاشه والدان بحرينيان فقدا للتو توأمهما بسبب تجاوزات وإهمال وأخطاء طبية صادمة ومفجعة!
قصة التوأم «البلادي» ليست قصة عادية و يجب ألا تكون قضية عابرة نمر عليها مرور الكرام، وليس من المقبول أن تجمد في لجان التحقيق الروتينية التي ما تلبث أن تتحول إلى أدراج صماء تُخرس فيها آهات وأوجاع المكلومين والفاقدين والمفقودين.
التفاصيل المفجعة التي ساقها الأب المكلوم الذي فقد توأمه بسبب تصرفات وأخطاء لا إنسانية ومهينة، يجب أن تقابل بإجراءات سريعة حازمة ورادعة؛ حتى لا يتكرر مثل هذه الأخطاء الفادحة فيفقد المواطن الثقة بالقطاع الصحي.
فما معنى أن يسلم الوالد توأمه الخديجتين على أنهما ميتتين ليدفنهما وإذا بهما حيتان ترزقان، كيف مر ذلك كله على الطاقم الطبي والتمريضي والإداري؟! أيعقل ذلك؟ أيعجز مجمع طبي يتعاطى يومياً مع حيوات آلاف البشر بكل ما يملك من أطباء وخبرات واستشاريين عن التفريق بين حياة طفل ومماته؟!
إنها لعمري جريمة لا تغتفر في حق الطفلتين في الحياة أولا، مهما كانت حالتهما الصحية، فالأعمار بيد الله أولاً وأخيراً، كما أنها جريمة في حق الوالدين اللذين فقدا فلذتي كبدهما وفي حق المجتمع بصفة عامة.
من المؤسف حقاً أن نعيش مثل هذه الأوقات الصعبة وأن نشهد مثل هذه الحوادث التي تكون نتائجها كارثية لا تعوض ذلك. إنها تتعلق بحياة بشر، بشر أعزاء جداً على أهلهم وأحبتهم بغض النظر عن أعمارهم سواء كانوا كباراً في السن أو أجنةً فقدوا ضوء الحياة قبل أن تتفتح أعينهم عليها!!
* سانحة:
التحقيق في الأخطاء الطبية يجب أن يكون محايداً وشاملاً، على نحو يجتث أساس هذه الأخطاء التي تكررت وتزايدت على نحو غير مقبول، ووجب اتخاذ إجراءات فورية رادعة حيالها، على أن تستهدف أعلى الهرم المسؤول عنها.
وفي مثل هذه الحالات وجب أن تتقدم المساءلة السياسية على المساءلة القضائية؛ ففي البلدان التي يحترم الوزراء فيها مواطنيها ويخشون محاسبتهم لا أقل من استقالة الوزير المعني عن أي تقصير فور حدوثه، وقبل أن تبدأ أي لجنة تحقيق عملها حياله.