تسبب كلام وزير الخارجية جون كيري عن "التفاوض" بزوبعة عمدت الإدارة الأميركية إلى تهدئة مضاعفاتها، وأخذ الأمر 36 ساعة تقريباً.وخلال حديث مسجّل في شرم الشيخ، قال الوزير كيري لشبكة "سي بي إس": "إننا نعمل بجدّ مع أطراف أخرى مهتمة ونعمل على التوصل الى حلّ دبلوماسي. لماذا؟ لأن الكل يقرّ أنه لا وجود لحل عسكري بل حل سياسي".تحدث الوزير كيري عن ممارسة الضغوط على نظام الأسد للتفاوض: "ونوضح له أن الجميع مصرّ على التوصل إلى حلّ سياسي ونريد تغيير حساباته"، وبعد قليل أشار إلى زيادة الضغوط على الأسد قريباً.لكنه أشار ردّاً على سؤال استيضاحي حول التفاوض مع الأسد: "حسناً، يجب أن نفاوض في النهاية".أوحى كلام الوزير كيري بمجمله أن المقصود هو التوصل إلى حل سياسي مع الأسد والتفاوض معه، وتسببت الجملة الأخيرة أي "حسناً، يجب أن نفاوض في النهاية" بتساؤلات الصحافيين المرافقين للوزير كيري في رحلته من شرم الشيخ إلى لوزان في سويسرا.حاولت المتحدثة المرافقة للوزير كيري إيضاح تصريح الوزير، وقالت ماري هارف إن كيري لم يقصد التفاوض مع الأسد عندما قال "حسناً، يجب أن نفاوض في النهاية".لكن عناوين الأخبار كانت أقوى من إيضاح المتحدثة، فغالبية العناوين مثل وكالة "رويترز" قالت: "كيري: واشنطن ستضطر للتفاوض مع الأسد على انتقال سياسي للسلطة"، كما أن النظام السوري استغل الموجة.عمد المتحدثون باسم الإدارة الأميركية على إيضاح الموقف الأميركي وظهرت جين ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية على شاشات التلفزيون لتؤكد أنه لا تغيير في الموقف الأميركي، وقالت خلال الإيجاز اليومي في وزارة الخارجية: "إننا نستغرب وجود اللغط". وأوضحت ساكي "أن الطريق الوحيد لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوري هو من خلال حلّ سياسي يتطابق مع مبادئ جنيف".والمقصود طبعاً هو صيغة مؤتمر جنيف التي تتحدث عن جلوس "ممثلين" من النظام السوري وعن المعارضة السورية والتفاوض على حلّ ومرحلة انتقالية بدون بشار الأسد في السلطة.المتحدث باسم البيت الابيض جوش إرنست كان شديداً لدى سؤاله عن الأسد، وبعدما أوضح أن "ممثلين" عن نظام الأسد، وليس بشار الأسد نفسه، يجب أن يجلسوا إلى الطاولة ويتفاوضوا مع المعارضة السورية، عدّد إرنست ما ارتكبه الأسد بحق شعبه من إسقاط البراميل المتفجّرة والتسبب بتمزيق نسيج الشعب السوري "والسماح لداعش بالسيطرة على مناطق كبيرة من البلاد التي يجب أن يكون حاكمها، وأيضاً قتله مواطنين يجب أن يكون خادمهم".الأهم في تصريحات إرنست الذي يعد الناطق الأقرب الى الرئيس الأميركي باراك أوباما هو الإشارة إلى أن بلاده ستعمل مع الأسرة الدولية للتوصل إلى حل سياسي للمشكلة السورية، وأشارإلى "أن أولويتنا هي التعاطي مع الخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يستغلون الفوضى في سوريا".