يوسف البي
ودعت الأسرة الرياضية فقيدها المدرب القدير والكبير عبدالعزيز أمين، الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي بعد صراع طويل مع المرض، فقد حفر اسمه بأحرف من ذهب تاركاً وراءه بصمة لاتنسى وأرثاً تدريبياً كبيراً سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية.
ولد الراحل عام ١٩٥٥ في منطقة المحرق وبعدها انتقل مع عائلته إلى العاصمة المنامة، وبسبب عشقه وحبه لكرة القدم اتجه لممارستها عندما لعب في الفئات السنية مع نادي العربي، الذي تغير اسمه فيما بعد إلى (الوحدة-النجمة)، حيث يعتبر أفضل إنجاز له الظفر كلاعب بلقب الدوري مع فريق العربي موسم 1974-1975. وبعد ذلك اتجه للعمل التدريبي وبالتحديد في عام ١٩٧٩، ولاشك أن أهم إنجازات الكرة البحرينية تحققت تحت قيادته، حيث تأهل مع منتخب الناشئين إلى نهائي بطولة أمم آسيا التي أقيمت في تايلند عام ١٩٨٨، فقد خسر المباراة النهائية أمام شقيقه المنتخب السعودي، ولكن رغم ذلك ضمن منتخبنا التأهل للمشاركة في بطولة كأس العالم في اسكتلندا عام ١٩٨٩، حيث حقق إنجازاً تاريخياً فريداً من نوعه بتحقيقه المركز الرابع في المونديال تحت قيادة عبدالعزيز أمين، ليكسب منتخبنا احترام الجميع في العالم نظير ماقدمه من مستويات مميزة وراقية آنذاك، وفي عام ١٩٩٧ تمكن أيضاً من قيادة منتخب الناشئين للتأهل إلى نهائيات كأس العالم بمصر وخرج آنذاك من دور المجموعات. وعلى المستوى التدريبي مع الأندية فقد درب أندية الرفاع الشرقي والنجمة والبستين، ويعتبر أفضل إنجاز له الفوز بكأس جلالة الملك مع ناديه النجمة عام ٢٠٠٦، كما وصل إلى الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب مع نادي البسيتين.
الكابتن الراحل عبدالعزيز أمين وبفضل دهائه التدريبي ونظرته الثاقبة تمكن من صقل مواهب الكثير من اللاعبين، الذين أصبحوا بعد ذلك نجوم على مستوى كرة القدم البحرينية، وبالتحديد عندما كان مدرباً للناشئين بنادي الوحدة، وأبرز هؤلاء اللاعبين فياض محمود وحسن خلفان وجمعة محمد ويوسف حسن وعلي بوشقر وبدر سوار، ناهيك لدوره الفعال في تطوير أداء لاعبي منتخب الناشئين وبالأخص جيل مونديال ١٩٨٩ الذي قادهم عبدالعزيز أمين، وعلى رأسهم فيصل عبدالعزيز ومحمد عبدو وسامي عنبر ومحمد الشملان وحسن حبيب وخالد جاسم وحسين تاج وطلال حسن والحارس علي حسن وغيرهم من اللاعبين.
وفي الختام فإن الأسرة الرياضية لن تنسى إطلاقاً الراحل عبدالعزيز أمين الذي سيبقى حاضراً بتاريخه الناصع والكبير وبطيبته وحسن أخلاقه وتعامله الراقي مع الجميع، رحمك الله يا «أبو أمين» وأسكنك فسيح جناته.