تصدر، اليوم الأربعاء، حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو نتائج الانتخابات بالفوز بـ 30 مقعداً يليه المعسكر الصهيوني بـ 24 مقعداً ويحل في المركز الثالث القائمة المشتركة 14 مقعداً و11 مقعداً لعتيد و10 للبيت اليهودي و8 مقاعد لقائمة كحلون و7 مقاعد لشاس، وحصل هاتورا الديني على 6 مقاعد ومثلهم لإسرائيل بيتنا وجاءت قائمة ميرتص بـ 4 مقاعد، حسب ما أفاد مراسل العربية.وقالت "فرانس برس" إنه لم توضح اللجنة ماذا تعني نسب الأصوات في حساب تشكيلة الكنيست المقبل، لكن الإذاعة العامة أوضحت أن هذه النتيجة تعني أن حصة الليكود في الكنيست المقبل المؤلف من 120 نائبا ستكون 30 نائبا مقابل 24 نائبا لحزب الاتحاد الصهيوني.وكان نتنياهو أعلن مساء الثلاثاء فوزه في الانتخابات، متعهدا تشكيل "حكومة قوية ومستقرة".ومع تأكد هذه النتائج يكون نتنياهو قد ضمن ولايته الثالثة على التوالي كرئيس للوزراء، والرابعة منذ توليه هذا المنصب لأول مرة قبل نحو عقدين من الزمن (1996-1999).من جانبه، قال زعيم المعارضة اسحق هرتزوج إنه اتصل بنتنياهو لتهنئته على الفوز في الانتخابات.وكانت نتائج استطلاعين لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع والتي نشرتها القناتان التلفزيونيتان الأولى والعاشرة أظهرت أن كلا من الليكود والاتحاد الصهيوني حصل على 27 مقعدا من أصل 120 في البرلمان الإسرائيلي، في حين أفاد استطلاع ثالث للقناة التلفزيونية الثانية أن الليكود حصل على 28 مقعدا متقدما بفارق مقعد واحد على الاتحاد الصهيوني.ولكن النتائج الرسمية الأولية أتت لتثبت خطأ هذه الاستطلاعات جميعها ولتضع نتنياهو، الذي يتولى رئاسة الوزراء بلا انقطاع منذ مارس 2009، في الموقع الأول ليكلفه الرئيس رؤوفين ريفلين تشكيل الحكومة.وكان نتنياهو قال في خطاب إعلان الفوز مساء الثلاثاء في المقر الرئيسي لحملته الانتخابية في تل ابيب "خلافا لكل التوقعات، حققنا نصرا كبيرا لليكود. حققنا نصرا كبيرا للمعسكر الوطني بقيادة الليكود. حققنا نصرا كبيرا لشعبنا الإسرائيلي".وأضاف أمام أنصاره الذين احتشدوا للاحتفال بالفوز "علينا حاليا أن نشكل حكومة قوية ومستقرة".القائمة العربية الموحدةوالحدث الثاني في هذه الانتخابات تجلى في الإنجاز الذي حققته القائمة العربية المشتركة المؤلفة من الأحزاب العربية الإسرائيلية والتي أصبحت، بحسب نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها قنوات التلفزة الثلاث، القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي.وبحسب الاستطلاعات التي نشرتها القناتان التلفزيونيتان العاشرة والثانية فإن القائمة المشتركة حازت 13 مقعدا من أصل 120 في حين قال استطلاع القناة الأولى أنها حصلت على 12 مقعدا.وهذه المرة الأولى تتقدم الأحزاب العربية بقائمة واحدة إلى انتخابات البرلمان الاسرائيلي منذ عام 1948.وكان رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة أعرب في وقت سابق عن ثقته بحصول القائمة على 15 مقعدا قائلا "هذا يوم تاريخي للجماهير العربية. سنرد على العنصرية وعلى من أراد اقصاءنا واخراجنا بأن نكون القوة الثالثة في الكنيست".وعرب اسرائيل هم أحفاد 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم بعد عام 1948 ويشكلون 20% من السكان.الموقف الفلسطينيوبعيد نشر نتائج الاستطلاعات الأولية للانتخابات في إسرائيل، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله أن الفلسطينيين سيقومون بتكثيف حملتهم الدبلوماسية.وقال عريقات "واضح أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين) نتنياهو سيشكل الحكومة المقبلة، لذلك نقول بوضوح إننا سنسرع سعينا للتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية وسيستمر ويتصاعد".وأضاف "استمعنا جميعا لتصريحات نتنياهو أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية وسيستمر في الاستيطان"، موضحا أن "على المجتمع الدولي الآن أن يساند مسعى فلسطين كدولة تحت احتلال بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية والانضمام إلى المواثيق والمؤسسات الدولية الأخرى".وأكد نتنياهو الاثنين قبل ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية في مقابلة صحافية أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه بالانتخابات.وبعد أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات في موعد أقصاه بعد ظهر الخميس على الأرجح، سيكون أمام ريفلين سبعة أيام لاختيار من سيكلفه تشكيل الحكومة.وأمام الاخير 28 يوما لتشكيل ائتلافه. ويستطيع الرئيس اذا اقتضت الضرورة تمديد هذه الفترة 14 يوما. وفي 2013 تطلب تشكيل الحكومة ثمانية اسابيع قبل التصويت على الثقة بها.وحتى اللحظة الأخيرة من اليوم الانتخابي الطويل، واصل نتنياهو جهوده لحشد المترددين ودعوتهم للتصويت إلى اليمين وحزب الليكود.وتوجه الإسرائيليون للتصويت اعتبارا من ساعات الصباح الأولى في اليوم الانتخابي الذي اعلن يوم عطلة رسمية. وبلغت نسبة التصويت 71,8% (مقابل 67,8% في 2013).ونتنياهو هو الذي دعا الى هذه الانتخابات التشريعية المبكرة قبل نحو سنتين من استحقاقها بعدما حل في نهاية 2004 الائتلاف الحكومي الذي شكله قبل أقل من سنتين بعد مفاوضات شاقة، إثر تعرضه لانتقادات من الوسطيين في حكومته.وكان نتنياهو يعتقد في حينه انه في موقع قوة في مواجهة جميع خصومه بدءا بهرتزوغ (54 عاما) المحامي الذي سبق أن شغل مناصب وزارية عدة ويبدو على النقيض تماما منه غير أنه يفتقد للشعبية.وسيواجه رئيس الوزراء المقبل تحديات عدة مع تصاعد التوتر في الشمال خشية من اندلاع حرب أخرى. وهناك قلق إزاء تقدم التنظيمات الجهادية وتصاعد النفوذ الإيراني. كما تبدو الاحتمالات ضئيلة للتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بالإضافة إلى توتر العلاقات مع الحليف الأميركي.وطرح نتنياهو نفسه خلال الحملة في موقع الضامن لأمن بلد خاض ثماني حروب منذ قيامه عام 1948 غير أن خطابه التهويلي وخطابه الاستثنائي أمام الكونغرس الأميركي حول الملف النووي الإيراني لم يكفيا لوقف تقدم خصومه.في المقابل، ركز هرتزوغ وليفني هجماتهما على نتنياهو على صعيد غلاء المعيشة وكلفة المساكن والفوارق الاجتماعية.