أيمن شكل

في أثناء ما كانت تدفن جنينها الذي فقدته في المقبرة تواصلت السيدة التي تعرضت لخطأ طبي أدى إلى فقدان جنينها وتشوه مواضع من جسمها، في اتصال هاتفي مع "الوطن"، حيث أوضحت أنها تركت في المستشفى أكثر من 13 ساعة دون رعاية طبية أو فحص لحالتها التي كانت خطِرة، مشيرة إلى أن طبيبة آسيوية طردتها من غرفة المعالجة عندما طلبت منها متابعة حالتها، بل قالت طبيبة أخرى لها اذهبي إلى البيت لا يوجد بكِ أي مشكلة تستدعي القلق.

وأكدت السيدة أنها لم تكن تشكو من أي أمراض في أثناء فترة الحمل قبل التوجه إلى المستشفى، وأن آخر تقارير للجنين كانت تبين أنها في حالة طبيعية وممتازة، وعندما بدأ الالتهاب في داخل الجسم توجهت إلى المستشفى، وقد أوضح أطباء آخرون أنه لو تم إجراء تحليل دم كان سيظهر في كريات الدم البيضاء ماهية المرض أو الالتهاب، كما لم يتم فحص نسبة الأكسجين في الدم والتي ظهرت عند مستويات منخفضة، وقالت إن الالتهاب بدأ في إحداث تآكل بجسمي إلى أن وصل إلى المنطقة الخارجية للكتف وحينئذ ظهر أمام الأطباء تلون الجلد باللون الأحمر ثم الأزرق والأسود وبدأت تخرج سوائل من الجسم، وعندها بدأوا في إجراء التحاليل لمعرفة السبب.

ما هو التهاب اللفافة الناخر؟

وأظهرت تقارير حول نوع الالتهاب بأنه هو مرض بكتيري نادر لكنه خطِر، ويمكن أن يدمر الجلد والدهون والأنسجة التي تغطي العضلات في غضون فترة زمنية قصيرة جداً لذلك يطلق عليه أحياناً آكل اللحم، ويسمى علمياً "التهاب اللفافة الناخر".

الأطباء يستعينون باختصاصيين في "العسكري"

وأوضحت السيدة أنه تم إجراء عملية جراحية في اليوم التالي وفتح الذراع للتعامل مع التلف الحاصل فيها، وفي أثناء ذلك اكتشفوا تسمم الجنين، فتم إجراء جراحة قيصرية عاجلة لإخراج الجنين الذي توفي بسبب التسمم، ولفتت إلى أنه خلال الثلاث عشرة ساعة الأولى كانت طفلتها مازالت على قيد الحياة ولكن التأخر في تشخيص الحالة والإهمال في وضعها أدى إلى تسمم وتعفن في الدم ما أدى إلى تسمم الجنين، وفي اليوم التالي من دخولها إلى المستشفى حالتها كانت خطِرة حيث لم يتمكن الأطباء من ضبط النبض السريع ورفع ضغط الدم المنخفض ووضعها على جهاز تنفس اصطناعي، وأضافت: قاموا بتعريضي لصدمات كهربائية سبع مرات، وعندها قرروا التواصل مع متخصصين في المستشفى العسكري، وبعد فترة تمت السيطرة على الوضع.

5 عمليات جراحية في شهر واحد

وأزال أطباء التجميل مساحات كبيرة من ذراعها حتى ظهر العظم تقريباً، لأن الشرايين أصابها تلف وتجلط دموي.

وبعد ساعات انتشر الالتهاب إلى الذراع الأخرى بسبب وضع "سيلان" سائل وريدي مغذٍّ، ووجود جرح الإبرة فدخلت السيدة غرفة العمليات مرة ثانية وتمت إزالة الأجزاء الميتة من الجلد لتبقى على التنفس الصناعي وفي العناية القصوى لدة 8 أيام إلى أن استقر وضعها في اليوم التاسع، وبقيت في المستشفى شهراً كاملاً لإجراء عمليات التجميل حيث استعان الأطباء بجلد من الفخذ لترقيع الذراعين، وبلغ عدد العمليات التي أجرتها خلال الشهر 5 عمليات ومازالت تتابع العلاج الطبيعي، حيث لا تستطيع الإمساك بأي شيء وأصيبت إصبعها الخنصر بعاهة مستديمة.

وعندما طلبت من المستشفى إعطاءها تقرير بشأن العاهة تم رفض طلبها، حيث أكد الأطباء في مستشفى خاص احتمال عدم عودة الإصبع إلى حالتها الطبيعية وحدوث تشوه.

وقالت السيدة إن 6 أطباء في قسم الولادة تم تحميلهم المسؤولية عما جرى، فيما أعربت عن شكرها للطبيب يوسف العالي بمستشفى السلمانية، وللنيابة العامة لاهتمامها العاجل بالواقعة، وكذلك النائب أحمد الدمستاني.

وأوضحت السيدة أن لديها 3 توائم "ولدين وبنت" أعمارهم 8 سنوات، وقد انتظرت ثماني سنوات كانت تتابع العلاج لكي ترزق بطفل رابع، ودفعت تكاليف كبيرة للحمل الذي خسرته مؤخراً.

<->