ما إن أعلن اتحاد كرة القدم عن انطلاق موسمه الجديد في الأول من شهر نوفمبر الجاري بمسابقة كأس الاتحاد «التنشيطية» حتى بدأت تعاميم التأجيل تتوالى لأسباب يمكن قبول بعضها، ولا يمكن قبول البعض الآخر كون هذه المسابقة تقام خلال فترات تجمع المنتخبات الوطنية والبطولات والدورات الرسمية بمعنى أنها مسابقة ثانوية أساسها عدم تجميد النشاط الكروي خلال تجمعات والتزامات المنتخبات الوطنية ومن أجل منح الفرصة لأولئك اللاعبين الذين لا يحصلون عليها بالقدر الكافي خلال المسابقات الرئيسية.

لذلك لا أجد مبرراً مقنعاً لطلب التأجيل ولا أجد عذراً لاتحاد الكرة قلبول مثل هذه الطلبات وهو يعلم مدى تأثير ذلك على رزنامته وعلى سمعته وهيبته وشخصيته كجهة منظمة للمسابقة.

الأندية تعلم أن هذه المسابقة تقام بدون لاعبي المنتخبات وأن عليها أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وهي تبدأ الإعداد للموسم الجديد، فكيف لها أن تطلب تأجيل مبارياتها لأسباب غير مقنعة، مثل عدم وجود العدد الكافي من اللاعبين ولديها في كشوفاتها الرسمية ما يقارب ستين لاعباً موزعين بين الدرجة الأولى ودرجة الشباب، ما يعني وجود العدد القانوني لخوض منافسات هذه المسابقة «التنشيطية» التي لا تغني بطولتها ولا تسمن من جوع!

قد نلتمس العذر لأصحاب طلبات التأجيل المدعمة بأعذار مقنعة كالإصابة بفيروس «كورونا» من منطلق الحفاظ على سلامة البشر وهذه أعذار طارئة تستوجب أخذها بعين الاعتبار، ما دون ذلك فلا نجد لها أي مبررات طالما أننا نتحدث عن مسابقة تنشيطية ليس إلا!

أتمنى أن يتوقف اتحاد كرة القدم عن قبول مثل هذه الطلبات حتى لا تصبح التأجيلات «ماركة مسجلة» باسم هذا الاتحاد العريق وحتى نشعر بأن مسابقات الاتحاد تسير وفق رزنامة ثابتة حالها كحال المسابقات الكروية في الدول الأخرى ومثل هذا الأمر لا يحتاج من الاتحاد سوى التعامل وفق اللوائح والأنظمة بعيداً عن العواطف والمحسوبيات.

أما الأندية فإن عليها أن تلتزم بتنفيذ خطط وبرامج الاتحاد التي أقرتها كجمعية عمومية وأن تكون خير عون للاتحاد لتسيير هذه البرامج وفق الرزنامة المعدة لها وأن تستغل هذه المسابقة التنشيطية الاستغلال الأمثل لاكتشاف وصقل المواهب الشابة، بدلا من البحث عن المبررات والأعذار الواهية!

دعونا نستمتع بموسم كروي خال من التأجيلات ومن التوقفات التي تعرقل عمل المدربين وتشتت أفكار اللاعبين وتبعثر أوراق الإدارين وتطفىء حماسة المتابعين والمشجعين!