أيمن شكل

مع ثاني أسبوع من تطبيق التعليم في المدارس للطلبة الراغبين، لم تشهد المدارس حضوراً "كامل العدد" لمن أبدى أولياء أمورهم الرغبة في ذلك، حيث بلغت نسبة الحضور في مدارس أقل من النصف بحسب ما ذكره أولياء أمور ومعلمون.

وقال معلمون إن المفترض حضور 70 طالباً في المراحل الثلاثة، إلا أنهم فوجئوا بحضور أقل من ثلاثين طالباً، وأشاروا إلى أن كل قاعة تضم 9 طاولات بينما الحضور الفعلي كان لستة طلاب فقط.

وحول طرق الشرح اختلف أولياء أمور في الجدوى من الحضور، حيث بينت مجموعة عدم وجود فارق بين البيت والمدرسة، إذ يتم شرح الدروس على شاشة، للحاضرين أو القاعدين في منازلهم، وهو ما أحبط كثيراً من الطلبة الذين توقعوا أن يكون هناك شرح عملي دون الاستعانة ببرامج تيمز.

وأوضح معلمون أن عملية الشرح وحضور المدرس في الفصول إلزاميان، لكنها تختلف من مرحلة لأخرى، حيث يلتزم معلم المادة بالحضور والشرح لطلبة الصفوف الثلاثة للمرحلة الثانوية، في حال استفسر الطلبة عن شيء، ولفتوا إلى أن الحصص تبقى كما هي في المنزل من حيث البث على برنامج "تيمز".

وبالنسبة إلى المرحلة الإعدادية لوحظ الاستعانة بأي مدرس لدخول الفصول مع الطلبة ولم يشترط أن يكون معلم المادة التي تشرح على الشاشة، ويتم تطبيق ذلك على الصفين الأول والثاني الإعدادي، وهو الوضع الذي اختلف مع منتصف الأسبوع الأول بالنسبة إلى الطلبة في الصفوف الابتدائية، حيث وصل تعميم بالشرح للطلبة في الصف، وظلت المرحلة الثانوية تقدم خدمتي الشرح الفعلي والافتراضي.

طلبة: إرهاق دون فارق يذكر عن البيت

وعلق بعض الطلبة وأولياء أمورهم على الدراسة الفعلية، حيث أشار طلبة إلى أن البقاء طيلة فترة الساعات السبع على المقاعد دون أي فرصة للتحرك أو الخروج، تمثل إرهاقاً كبيراً بالنسبة إليهم، كما يمنع عليهم التواصل مع زملائهم أو الاقتراب من بعضهم البعض، وقد شعر الطلبة بأنهم يقضون عقوبة الحبس الانفرادي في يومين أسبوعياً.

وقالت أم الطالب علي حسين في المرحلة الابتدائية إن ابنها يعاني من عدم القدرة على السيطرة على نفسه عند الرغبة في الدخول إلى الحمام، ولذلك أشعرت المسؤولين في المدرسة بهذه القضية، حيث تسبب هذا الطارئ بمشكلة لمعلمة الصف التي اضطرت إلى مرافقته للحمام -طبقاً للتعليمات- وذلك عندما لم تجد مشرفة الطابق ولا العاملة، وهو ما كاد يعرض المعلمة للمساءلة لتركها الصف عشر دقائق.

وتأتي مشكلة المواصلات التي بدأت مع انطلاق الدراسة في الصفوف حيث يشترط على الطالب الذي سيستخدم الباص أن يلتزم بذلك في الذهاب والعودة، وهو ما أحدث إرباكاً لبعض أولياء الأمور الذين كانوا يفضلون توصيل أبنائهم عند الذهاب أو العودة، بسبب تأخر الباصات في الوصول إلى النقاط أو التوصيل إلى البيوت، لكن هذه المشكلة تم حلها بسرعة بسبب العدد الضئيل من الطلبة، وكذلك توفير باصات لمناطق بعينها.

وفي بداية الأسبوع الأول اشتكى الطلبة والمعلمون من ضعف شبكة الإنترنت في بعض المدارس، ما كان يعطل استمرارية الدروس على "تيمز"، لكن تم حل المشكلة من قبل الوزارة التي وفرت أجهزة إنترنت إضافية، ولم تصدر شكاوى من هذا الوضع بالنسبة إلى طلبة المرحلة الثانوية، حيث يتم البث من الوزارة بعكس المرحلتين الإعدادية والابتدائية.

الزم مقعدك سبع ساعات دون حركة

ولاحظ بعض المعلمين أن طلبة غير راضين عن الحضور إلى المدرسة، حيث يأتي رغماً عن أنفه وإرضاء لوالديه، ما يسبب بعض المشكلات داخل الفصول، وتصاعد الشكاوى بسبب طول فترة الجلوس على المقاعد دون أي تحرك يذكر، وهو ما ظهر بجلاء في الأسبوع الثاني من الدراسة، حيث لم يرجع هؤلاء الطلبة إلى المقاعد وفضلوا الدراسة عن بعد.

ومن ضمن المشكلات التي اشتكى منها أولياء الأمور والطلبة الدارسون عن بعد، هو عمليات البحث عن الحصص المجدولة في "تيمز" وعدم ظهورها أمام الطالب وهو ما أضاع على كثيرين منهم دقائق ثمينة من وقت الحصة إلى حين العثور عليها.

واقترحت أم الطالب حسين جاسم، أن تتم جدولة الحصص من خلال "تيمز" بالتوقيت ويظهر في أجندة الطالب فيتمكن من الدخول في الوقت المحدد دون عائق البحث، وعلقت معلمة على ذلك بأن الخيار موجود ويمكن لكل معلمة أن تفعله لأن نسبة الحضور تظهر على "تيمز" وترسل إلى الوزارة ويكون هناك تسجيل للحضور والغياب إلكترونياً ويظهر عدد الطلاب الحاضرين، ويتم تحميل مسؤولية الغياب للمعلم.