رؤى الحايكي
ذكر تقرير صحفي نشرته صحيفة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي أن احتمالية حصول البالغين على لقاح «فيروس كورونا» سيكون بحلول فصل صيف العام المقبل، ولكن الأطفال ربما سينتظرون فترة أطول للحصول على اللقاح الخاص بهم.
وقد كشفت أيضاً صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً مفصلاً بينت فيه أنه على الرغم من انشغال العالم بتوفير لقاح «كورونا» فإنه لا يوجد إلى الآن أي محاولات أو تجارب تخص «لقاح» الأطفال والسبب وراء ذلك هو اختلاف تركيبة اللقاحات الخاصة بالبالغين مقارنة بلقاحات الأطفال بسبب اختلاف بيولوجية الأطفال وتباين استجابتهم للقاحات باختلاف فئاتهم العمرية. وذكرت الصحيفة أيضاً «أن هذه الحقائق تؤخر الجدول الزمني المخصص لحصول الأطفال على اللقاح؛ فربما يكون في خريف عام 2021 أو ربما بعد ذلك».
أسئلة كثيرة كانت ولا تزال تدور في أذهاننا حول «اللقاح» ومتى ستحصل عليها البشرية، فالجميع يتابع مستجدات أخبار اللقاح، وهم على أمل سماع أخبار مفرحة قريباً. وعلى الرغم من محاولات التأقلم مع روتين الإجراءات الوقائية والصحة والسلامة فإن النفس تتوق للحياة التي عرفناها بأمانها وروعتها، حياة عشناها باندفاع المشاعر ومع السلام الحار على الأهل والأقرباء وسط راحة القلب والطمأنينة والسلام الداخلي.
فالكل بلا استثناء ينتظر هذا «اللقاح» الذي سيعيد بعض الألوان لأيامنا الباردة والجافة. ومثلما ننتظر نحن هذا اللقاح ينتظره أيضًاً أطفالنا، فقد أرهقتهم القيود وأتعبتهم الإجراءات وأحزنهم فراق الألوان. سمعت يوماً طفلة في عمر العاشرة تقول صدفة: «أنا أعيش في صندوق مربع»، فسألتها بدهشة: «ماذا تعنين بالصندوق المربع؟» قالت: «هذا هو شعوري طوال الوقت وكورونا هو السبب». استوقفتني اللحظة بكل معطياتها، وشعرت بالحزن الشديد والأسى لأن عبارة «الصندوق المربع» تشبيه بلاغي في اللغة العربية، وقد جاء على لسان حال طفلة في العاشرة من عمرها ليصف حال البشرية جمعاء، وتمنيت حينها لو كان جميع الأطفال يعيشون على كوكب آخر بعيداً عما يجري.
وصراحة أقول لو توفر اللقاح الناجح الذي يتشاركه البالغون والأطفال معاً وكان علي أن أختار دوري ما كنت لأمانع أن أنتظر قليلاً وأعطي لقاحي لأحد الأطفال، فقط لأني لا أحتمل فكرة انتظار طفل دوره، وأنا قادرة على أن أنعش قلبه قبل قلبي، وأوفر عليه بعض الدقائق أو الثواني كي يعود مسرعاً إلى روتين الحياة ويخرج من «الصندوق المربع».
ستبقى هذه التجربة برمتها محفورة في أعماق الذاكرة، وإلى اليوم لا نستطيع أن نحدد أين تقف أقدامنا وأين تقف أيضاً تلك الأقدام الصغيرة؛ فالأطفال من وجهه نظري حانقون على الجائحة أكثر منا نحن البالغين. والنهاية الوحيدة التي ننتظرها هي وصول الجميع إلى بر الأمان النفسي والصحي عن طريق حصول البشرية على «اللقاح» الناجح الذي سيضع النقطة على السطر وينهي رحلتنا ورحلة الصغار مع «الجائحة».