العربية.نت

محمية سعودية تحتضن في داخلها عددا من الشواهد التاريخية التي تعود إلى العصر الحجري، كما أكدته عدد من المراجع التاريخية المتخصصة، المستدلة بدراسات النقوش والآثار التي تم اكتشافها.

المتخصص في التراث والآثار المصور عبد الاله الفارس، وثق موقع "كلوة" الأثري الواقع داخل محمية الملك سلمان -محمية الطبيق سابقاً- شمال السعودية، والتي تبعد 280 كم شمال شرق مدينة تبوك، ويمكن الوصول إليها عبر الطريق الواصل بين تبوك وطبرجل.

وقال: "محمية الملك سلمان هي محمية طبيعية، تقع ضمن حدودها ثلاث محميات سابقة وهي الخنفة والطبيق وحرة الحرة والمناطق المجاورة لها، وهي أكبر المحميات الملكية الست من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها 130,700 كم، وتعد شاهداً على الاستيطان البشري القديم منذ العصر الحجري الحديث، يمكن تمييز عدد من المراحل الحضارية تبدأ بفترة ما قبل التاريخ مروراً بالعصور التاريخية والفترة السابقة للإسلام إلى جانب الفترة الإسلامية، ويبدو أن العوامل المناخية أثرت على حياة الإنسان في هذه المنطقة، الأمر الذي أصبح معه الاستقرار مرتبطاً بشكل كبير بتوفر الظروف المناخية الملائمة خاصة المياه، حيث عثر الفريق السعودي الفرنسي عام 1428هـ و 1429هـ على أدوات صوانية من شفرات ورقائق ومكاشط ومخارز وغيرها تعود إلى العصر الحجري الحديث".

وأضاف: "كشف موقع كلوة الأثري عن رسوم صخرية، ويعتقد الآثاريون أنها تعود إلى الألف الثامن قبل الميلاد، وكذلك رسوم ونقوش ثمودية متطورة، حيث تتشكل في الموقع واجهات من الرسومات الصخرية المميزة والتي نفذت بدقة متناهية يصل طول إحداها إلى حوالي 7م، وتضم رسومًا لأشكال آدمية وحيوانية وأشكالا هندسية منحوتة بشكل فني على سطح أحد الأحجار الموجودة بالقرب من المواقع الأثرية، وتشير الدراسات إلى أن جميع ما تم اكتشافه من رسومات صخرية في المواقع يعود إلى فترات موغلة بالقدم في إشارة إلى نشاط القوافل التجارية".

يذكر أنه قد تم اكتشاف هذا الموقع لأول مرة من قبل عالمة الآثار البريطانية أغنيس هورسفيلد وعالم الآثار الأميركي نيلسون غلوك، وذلك في عام 1932م، وعلى بعد مسح المنطقة وُجدت منحوتات صخرية من رسوم ونقوش وأدوات حجرية ترجع للعصر النطوفية أي العصر القديم القريب Epi Palaes Lithie، والرسوم الصخرية تكون الأكثر قدماً في الجزيرة العربية، ويدل على ذلك الأسطح المتآكلة وتأثير العوامل الصخرية عليها، حيث يقع تاريخ الرسومات الصخرية للمنطقة في الحقبة بين 9000-7000 ق.م، وتم تحديد تاريخ موقع كلوة لكثرة الأدوات الحجرية التي ترجع للعصر القديم ما قبل الوسيط.

كما سجل فريق وكالة الآثار والمتاحف في عام 1984م حوالي 313 موقعاً تحتوي على رسوم صخرية تعود إلى فترات تمتد إلى 15,000 سنة قبل الميلاد، وقد استخدم الأهالي هذه الرسومات لتسجيل الأحداث التي مرت بهم، وأعمال الصيد، والحرب، والطقوس الدينية، حيث كانت تمثل هذه البداية للكتابات التصويرية التي بدأت في المنطقة وتطورت في الجزيرة العربية.