استبعدت الحكومة الاشتراكية في فرنسا، اليوم الاثنين، تغيير النهج الذي تتبعه، وذلك غداة نكستها الجديدة في انتخابات مجالس الأقاليم التي تصدرتها المعارضة اليمينية.وفي الدورة الأولى للاقتراع، تقدم الاتحاد من أجل حركة شعبية بزعامة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي مع حلفائه الوسطيين بنسبة 29.4% على حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبن بنسبة 25.8%.وبالرغم من تحقيقه نتيجة أفضل مما كان متوقعا، احتل الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند الموقع الثالث بحصوله على 21.8% من الأصوات.وصرح رئيس الوزراء مانويل فالس عبر إذاعة "ار تيه ال" "بأن الحزب الاشتراكي صمد بشكل أفضل مما كان متوقعا"، داعيا في الوقت نفسه الى "تجمع كل اليسار" المنقسم أثناء الدورة الثانية المقررة في 29 مارس الجاري.واعتبر أنه "ينبغي متابعة سياسة تفضي الى نتائج"، مؤكدا ان بلاده "على طريق النهوض الاقتصادي" حتى وان كان النمو البطيء يجعل من الصعب تخفيض البطالة التي بلغت مستوى قياسيا يزيد على 10%. وتعول الحكومة الفرنسية على الثمار الاولى لإصلاحاتها ووضع دولي افضل مع تراجع اليورو.وواجه الحزب الاشتراكي أمس الاحد نكسته الانتخابية الرابعة على التوالي، بعد الانتخابات البلدية والاوروبية ومجلس الشيوخ في 2014، ليدفع بذلك ثمن انقساماته وتفتت اليسار وخيبة امل ناخبيه امام اخفاقات الرئيس فرنسوا هولاند.أما حزب الجبهة الوطنية الذي حظي قبل الاقتراع بـ30% على الأقل من نوايا التصويت، فلم ينجح بتحقيق رهانه ليكون أول حزب في فرنسا للمرة الثانية بعد الانتخابات الأوروبية، لكنه رسخ قاعدته بنحو ربع الأصوات. وعبرت زعيمته مارين لوبن عن ارتياحها الاثنين لتحقيق نتيجة "تاريخية".واستبعد الحزب الاشتراكي وحلفاؤه في انتخابات الاحد في 524 دائرة من أصل حوالي 2000، وخسروا خصوصا إقليم الشمال الأكثر اكتظاظا بالسكان في فرنسا. واليسار الذي يترأس حتى الآن 60 إقليما من أصل 101، قد لا يحتفظ سوى بعشرين منها في الدورة الثانية.وبعد الانتخابات الإقليمية، ربما يعمد الرئيس الفرنسي الى إجراء تعديل في حكومته سعيا لإعطاء زخم لغالبيته.