الخرطوم - (وكالات): وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير ورئيس وزراء أثيوبيا هيلا مريام ديسالين أمس في الخرطوم اتفاق مبادئ سياسي لحل خلافاتهم حول سد النهضة الاثيوبي الذي يخشى من أن يعرقل تدفق نهر النيل إلى مصر والسودان. وقال رئيس وزراء اثيوبيا في كلمة في حفل التوقيع «أؤكد أن تشييد سد النهضة لن يسبب أي ضرر لدولنا الثلاث وتحديداً للشعب المصري». وأضاف «بالتوقيع على إعلان المبادئ فإننا نضع الأساس لنصنع مستقبل تعاوننا، مؤكداً أن الاتفاق «يمهد الطريق لمزيد من التعاون بين الدول الثلاث». وتابع «أجدد التأكيد أن لا احد سيتضرر من سد النهضة الإثيوبي، ونسعى لتحقيق التنمية وسنتشارك في هذا النيل لتحقيق التنمية والاستفادة من مياهه». وتخشى مصر من أن يؤدي بناء سد النهضة الى تقليل كمية ما يصلها من مياه النيل التي تعتمد عليها في الزراعة والشرب منذ الف عام. الا ان الرئيس المصري قال ان «هذا اتفاق إطار وسيكتمل نحن اخترنا التعاون واخترنا أن نثق في بعضنا البعض من أجل التنمية واستكمال هذا الاتفاق الإطار». وأضاف في حفل التوقيع «سنمضي قدماً في الطريق الذي اخترنا أن نسلكه سوياً حتى ننتهي للاتفاق على قواعد ملء خزان النهضة الإثيوبي وفق أسلوب يحقق المنفعة والتنمية لأثيوبيا دون الإضرار بمصالح مصر والسودان». وأكد أن التوقيع على الاتفاق «أصدق برهان على قدرة دولنا وإصرارها على ترجمة المكاسب المشتركة للجميع عدم الإضرار بمصالح اي طرف من خلال مبادئ محددة والتزامات واضحة».بدوره، وصف الرئيس السوداني التوقيع على الاتفاق بانه «تاريخي». وقال ان الاتفاق «خطوة على طريق إرساء الدعائم الراسخة للتعاون بين شعوب دولنا وستنعكس إيجابا على الأمن والتنمية لشعوب حوض النيل الشرقي». وأكد أن المصالح الداخلية «يجب ألا تأتي خصماً للمصالح الإقليمية ومصالح دول الجوار». وتقدر نسبة الإنشاءات التي تمت في سد النهضة بنحو 40 %.وقال وزير الموارد المائية والري المصري حسام مغازي بعد توقيع الاتفاق إن المبادىء التي تضمنها الإعلان تشمل إعطاء دول المصب أولوية في الكهرباء المولدة منه وآلية لحل الخلافات وتقديم تعويضات عن الأضرار.وأضاف للصحفيين أن الموقعين على إعلان المبادىء تعهدوا أيضاً بحماية مصالح دول المصب حين يمتلىء خزان السد. ووصل السيسي إلى أديس ابابا اليوم في بداية زيارة لاثيوبيا تستغرق يومين يلقي خلالها خطاباً أمام البرلمان الأثيوبي. ويلتقــي النيـل الأزرق بالنيــل الأبيض في الخرطوم ليشكلا مياه نهر النيل الذي يمر عبر السودان إلى مصر قبل أن يصل إلى البحر المتوسط. والنيل الأزرق، الذي ينبع من بحيرة تانا في اثيوبيا، هو المصدر الرئيسي لمياه نهر النيل إذ يؤمن 75% من المياه المغذية للنهر.وبدأت اديس ابابا في مايو 2013 بتحويل مياه نهر النيل الأزرق لبناء سد النهضة المثير للجدل، والذي من المفترض أن يولد 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، وسيتحول لأن يصبح أكبر سدود القارة الأفريقية عند الانتهاء منه في 2017. وبحسب مسؤولين اثيوبيين، فإن بناء السد، بطول 1780 متراً وارتفاع 154 متراً، سيكلف 4.2 مليار دولار «3.2 مليار يورو». وتعتقد مصر أن «حقوقها التاريخية» في مياه نهر النيل مضمونة في اتفاقيتين تعودان لعامي 1929 و1959، وتسمح لها بالحصول على 87 % من مياه النهر.