افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اليوم - عبر الاتصال المرئي - أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
و ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطاب الملكي السنوي فيما يلي نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبيّ بعده ،،،
الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرنا افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى ، سائلين المولى أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه ، وأن يعيننا لخدمة الوطن والمواطن ، وأٌقدر لمجلسكم الموقر أعمالكم الجليلة .
أيها الإخوة والأخوات
منذ أن وحّد جلالة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ المملكة العربية السعودية وهي تأخذ بمبدأ الشورى ، مما أسهم في تعزيز مسيرتها التنموية الشاملة لتحقيق ما تصبو إليه من أمن ورخاء وازدهار.
وإننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين ، وتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين ، وقد حرصنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة كورونا المستجد التي أصابت العالم ، ودفعنا المزيد من احتياطات السلامة والوقاية ، فاقتصر الحج على عددٍ محدودٍ من مواطنين ومقيمين، لضمان صحة الحجيج.
لقد أثمرت جهود بلادكم في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة ، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى وانخفاض أعداد الحالات الحرجة ولله الحمد.
وأكرر شكري لإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي المواطنين والمقيمين ، على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات ، كما أشكر أجهزة الدولة كافة، على جهودهم في مواجهة الجائحة .
وإني لأشكر من هذا المقام أبنائي الجنود البواسل في الحد الجنوبي، وأدعو لهم بالثبات ، ولشهدائنا بالجنة.
وفي سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد ، سارعت بلادكم لتقديم مبادرات حكومية للقطاع الخاص ، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة ، شملت أكثر من ( 218 ) مليار ريال ، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ ( 47 ) مليار ريال.
ولقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي ، وسنواصل التقييم المستمر ، حتى انتهاء الجائحة بإذن الله.
الإخوة والأخوات
في تأكيد لريادة بلادكم ، دعت المملكة العربية السعودية ، التي ترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين ، في ظرف جائحة فيروس كورونا المستجد ، وبغية مواجهة عالمية تخفف آثار الجائحة ، لعقد قمة اسثنائية افتراضية ، جرت في ( مارس ) الماضي ، ونتطلع من قمة مجموعة العشرين ، التي ستعقد بحول الله هذا الشهر إلى تعزيز التنمية ، وتحفيز التعاون عالمياً ، لصنع مستقبل مزهر للإنسان .
وإضافة إلى ذلك ، فقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ تأسيس منظمة أوبك على استقرار أسواق البترول العالمية ، وليس أدل على ذلك من الدور المحوري الذي قامت به في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك بلص ، وذلك نتيجة مبادرات المملكة الرامية إلى تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها.
كما عملت المملكة ، ولا تزال تعمل لضمان استقرار امدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء ، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية.