العربية.نت
على الرغم من كل الوساطات الدولية التي انطلقت خلال الأيام الماضية من أجل تخفيض التصعيد الحاصل بين الحكومة الاتحادية في إثيوبيا وإقليم تيغراي، لا يزال الصراع مستمرا منذ أكثر من أسبوعين.وبين تعنت الأطراف، ووسط مخاوف من تمدده، أطلقت منظمة الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء تحذيراً من أزمة إنسانية منتظرة عند الحدود بين إثيوبيا والسودان.
وأكدت المنظمة الدولية أن الأزمة ستنشأ جراء القتال في إقليم تيغراي.
جاء هذا التحذير بعد أيام من بيان أصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة توقعت فيه فرار عدد كبير من اللاجئين إلى السودان المجاور، حيث وصل العدد حتى الآن 25 ألف إثيوبي.
وكشف ممثل لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الخميس، أن نحو آلافاً عبروا من إثيوبيا إلى السودان، فراراً من الصراع الدائر في بلدهم وأن ما يقدر بنصفهم أطفال.
وقال أكسل بيستشوب، ممثل المفوضية، للصحافيين في إفادة عبر الإنترنت "إنهم يأتون دون متعلقات تذكر وفي حين جاء معظمهم في صحة جيدة، لدينا معلومات عن بعض المصابين".
بدورها، أشارت الأمم المتحدة إلى أن كثيراً من النساء والأطفال فروا إلى السودان بحثا عن الأمان. وأضافت أنه "مع توقعاتنا بوصول المزيد من الإثيوبيين إلى الدول المجاورة فقد أنشأت المفوضية مركزا إقليميا للطوارئ مع حكومات الإقليم ووكالات الأمم المتحدة".
وطالبت دول الجوار بإبقاء حدودها مفتوحة أمام الذين أجبرهم النزاع على الفرار.
آبي: "المهلة انتهت"
وكان رئيس الوزراء آبي أحمد، أعلن في وقت سابق اليوم انتهاء مهلة مدتها 3 أيام منحت لاستسلام قوات وميليشيات إقليم تيغراي، شمال البلاد. وقال إن العملية العسكرية "النهائية والحاسمة" ستنطلق في الأيام المقبلة ضد حكومة تيغراي المتمردة.
في حين أعلنت لجنة الطوارئ الحكومية، أن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية نفذت "عمليات جوية دقيقة وجراحية" خارج ميكيلي عاصمة تيغراي، مع استمرار الصراع الدائر في الإقليم منذ نحو أسبوعين.
ضغط لبدء التفاوض
وكانت مصادر دبلوماسية أكدت، أمس الاثنين، أن حكومات إفريقية وأوروبية عديدة تضغط من وراء الكواليس على إثيوبيا لتبدأ التفاوض مع القادة المحليين في تيغراي من أجل إنهاء الصراع.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أمس، أن قواته سيطرت على بلدة أخرى في تيغراي في إطار الصراع المستمر الذي امتد بالفعل إلى إريتريا المجاورة ويهدد بزعزعة الاستقرار في باقي أنحاء القرن الإفريقي.
يشار إلى أن المئات قتلوا وفر 20 ألفا على الأقل إلى السودان، خلال الأسبوعين الماضيين، بينما أفادت تقارير محلية بارتكاب أعمال وحشية ومجازر.
تراشق بالصواريخ والاتهامات
وكان القتال قد امتد قبل أيام إلى خارج تيغراي ليصل إلى أمهرة، وهو إقليم قواته متحالفة مع قوات أبي.
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أُطلقت صواريخ على مطارين في أمهرة فيما وصفته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بأنه انتقام من الضربات الجوية الحكومية.
ويتهم زعماء تيغراي أبي، وهو من جماعة أورومو العرقية الأكبر في البلاد، باضطهادهم وتطهير الحكومة وقوات الأمن منهم على مدى العامين الماضيين، بينما يؤكد رئيس الوزراء أنهم تمردوا على الحكومة بالهجوم على قاعدة عسكرية.