توسع نطاق الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين والقوات العسكرية المتحالفة معهم لتشمل عدة مناطق في اليمن وذلك بمشاركة مقاتلات اماراتية، فيما وصل الرئيس اليمني الى شرم الشيخ لحضور القمة العربية.واكد المتحدث باسم التحالف العميد احمد العسيري ان "القوات الجوية الاماراتية (كانت) حاضرة بكثافة اليوم" الجمعة مشيرا الى ان العمليات "استمرت باستهداف اسلحة الدفاع الجوي، سواء منظومات صواريخ سام او المدفعية المضادة للطائرات" كما "استمرت باستهداف منصات الصواريخ البالستية".وعرض العسيري تسجيلات مصورة لضرب اهداف بما في ذلك عملية نفذتها المقاتلات الاماراتية في الساعات ال24 الماضية.كما جدد العسيري التاكيد بان قوات التحالف تسيطر بالكامل على المجال الجوي اليمني، وان الطائرات التي كان يسيطر عليها الحوثيون قد دمرت منذ بداية العملية.وبحسب العسيري، فقد استهدفت غارات التحالف في الساعات ال24 الاخيرة قاعدة العند الجوية شمال عدن التي كان سيطر عليها الحوثيون في وقت سابق.واكد ان الضربات استهدفت مدرج القاعدة "لمنع الميليشيات الحوثية من استخدام" القاعدة.كما اكد ضرب "تحركات محدودة (للحوثيين) على الحدود الشمالية لليمن تم استهدافها اليوم باستخدام طائرات اباتشي (مروحيات) ومدفعية الميدان" مشيرا الى انه "لا يوجد الان اي تحركات لعمليات برية من هذه التجمعات بالقرب من الحدود في شمال اليمن".وردا على سؤال حول امكانية سيطرة الحوثيين على عدن، اكد العسيري "سنقوم بما هو ضروري لحماية شرعية الحكومة" في المدينة التي اعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد.واشار العسيري ايضا الى ضرب تحركات لنقل امدادات للحوثيين بين شمال وجنوب اليمن وجسور يستخدمونها "لنقل التموين وتحريك الصواريخ البالستية".وطالب العسيري اليمنيين ب"الابتعاد عن التجمعات الحوثية" والابتعاد عن المركبات التي تنقل تموينات عتاد لان قوات التحالف ستهاجمها.واضاف انه "لن يسمح لاحد كائنا من كان بتقديم الامداد للحوثيين".وتهدف عملية "عاصفة الحزم" التي اطلقتها الرياض ليل الاربعاء الخميس مع دول عربية اسلامية، بحسب الرياض الى الدفاع عن "الشرعية" المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ومنع حركة الحوثيين المدعومة من ايران من السيطرة على البلاد.وقتل 39 مدنيا على الاقل في اليمن منذ بدء الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الاقليمي على ما افاد مسؤولون في وزارة الصحة في صنعاء وكالة فرانس برس الجمعة.وسقط 12 من القتلى في غارة استهدفت قاعدة عسكرية شمال صنعاء ليل الخميس الجمعة واصابت حيا سكنيا قريبا، بحسب ما افاد مسؤولو الوزارة التي يسيطر عليها الحوثيون.والقاعدة المستهدفة هي قاعدة الصمع التي تستخدمها وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الحليف للحوثيين والذي يعتبره المراقبون القوة الحقيقية خلف صعودهم المثير في الاشهر الاخيرة.وفي وقت باكر الجمعة، استهدفت ثلاث غارات اخرى بحسب شهود عيان المجمع الرئاسي في شمال صنعاء، وهو يقع تحت سيطرة الحوثيين.وقد افاد مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان 22 جنديا ومقاتلا حوثيا قتلوا في غارات استهدفت مناطق عدة في صنعاء فجر الجمعة.كما اكد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس الجمعة ان مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية ضربت خلال الليل معسكرا يحتوي على "مستودع ضهم للسلاح" في الضاحية الجنوبية لصنعاء.واشار المسؤول الى وقوع "عشرات" الضحايا في المعسكر الذي تعد قيادته ايضا موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنحى عن الحكم في 2012 بعد 33 سنة في سدة السلطة، وذلك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية وفي اطار مبادرة سياسية رعتها دول الدول الخليج.الى ذلك، افادت مصادر امنية ان مقاتلة تابعة للتحالف نفذت صباح الجمعة غارة جوية استهدفت كتيبة الدفاع الجوي 49 بالقرب من حقل وادي بنا في منطقة صافر النفطية شرق مدينة مأرب في وسط اليمن، وهي كتيبة تضم بطاريات صواريخ ورادار، وقد تم تدميرها بالكامل.وفي مأرب ايضا، كما تعرض معسكر للقوات اليمنية الموالية لصالح لقصف جوي ليل الخميس الجمعة بحسب مصادر قبلية.وفي جنوب البلاد، استهدفت غارتان جويتان قاعدة العند العسكرية التي استولى عليها الحوثيون الاربعاء، بحسب مصادر عسكرية.كما استهدفت غارة جوية اخرى قاعدة لوحدة من القوات الخاصة موالية للحوثيين في قعطبة (120 كلم شمال عدن)، كبرى مدن الجنوب والعاصمة المعلنة للبلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، كما افاد سكان.كذلك شوهدت طائرات حربية في سماء مدينة ابين الواقعة شرق عدن حيث قاعدة المجد العسكرية التي يعتقد ان موالين للحوثيين يسيطرون عليها.وفي عدن نفسها، معقل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تواصلت المعارك الجمعة بين المتمردين وميليشيات مناهضة للحوثيين.اكد مصدر محلي ان 21 مقاتلا حوثيا قتلوا الجمعة في كمين نصبه مسلحون قبليون مناهضون لهم في قرية شمال مدينة عدن.وذكر المصدر ان "21 حوثيا قتلوا في كمين نصبه سكان في قرية الوهط استهدفت مركبات كانت تقل مقاتلين قادمين من صنعاء".وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان ثلاث مركبات تابعة للحوثيين كانت في طريقها الى عدن اعترضها مسلحون قبليون من بلدة الوهط الواقعة بين محافظة لحج ومدينة عدن.وقال احد الشهود ان "المسلحين القبليين اطلقوا النار على الحوثيين الذي قتلوا جميعهم".وتستمر في مدينة عدن المواجهات حول الجيوب التي ينتشر فيها مسلحون حوثيون.وتدور الاشتباكات بين الحوثيين من جهة واللجان الشعبية المناهضة لهم وسط غياب تام للاجهزة الامنية الحكومية عن المدينة.وتستمر الاشتباكات بشكل متقطع في حي خور مكسر وفي محيط مطار عدن الذي سيطر مسلحون حوثيون على مدرجه مجددا بعد ان انسحبوا منه الخميس.كما تدور اشتباكات قوية في حي دار سعد خصوصا في محيط مبنى الادارة المحلية الذي يسيطر عليه مسلحون حوثيون.واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان المواجهات في عدن اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص بينهم خمسة من الحوثيين.وتشهد عدن شللا تاما وحالة من الخوف بين السكان الذي ينظمون انفسهم ويتسلحون للدفاع عن انفسهم في ظل انعدام تام للامن.وقام شبان غاضبون باقتحام مخزن اسلحة في خور مكسر واستولوا على رشاشات وذخيرة بعد ان انسحبت الكتيبة العسكرية التي كانت فيه.وقد وصل الرئيس اليمني الى شرم الشيخ في مصر الجمعة للمشاركة في القمة العربية التي تلتئم السبت، وذلك بعد يوم من وصوله الى الرياض.وفي الاثناء، تبادلت الرياض وطهران الاتهامات في موضوع اليمن.وندد الرئيس الايراني حسن روحاني مساء الخميس ب"العدوان العسكري" على اليمن خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بحسب ما افاد موقع الرئاسة الايرانية.واذ اشار الى "العدوان العسكري هذا الصباح على اليمن"، ندد روحاني ب"اي تدخل عسكري في الشؤون الداخلية للدول المستقلة"، داعيا "دول المنطقة الى تجنب اي عمل يفاقم الازمة" في اليمن.الى ذلك، اعتبر روحاني في اتصال هاتفي اخر مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "التدخلات العسكرية الاجنبية بالغة الخطورة وتؤجج هذه الازمة"، مضيفا ان "حل المشكلة اليمنية ليس عسكريا".الا ان السفير السعودي لدى واشنطن اكد في تصريحات لقناة فوكس نيوز ان "الايرانيين هم من يتدخلون في شؤون الدول العربية، ان كان في لبنان او سوريا او العراق او اليمن، وهذا ما لا نقبله".واضاف "علينا ان نواجه التعدي الايراني على المنطقة. نحن نعارض دعمهم للحوثيين ومحاولة الحوثيين الاستيلاء على اليمن" معتبرا انه "من الواضح ان ايران تريد السيطرة على المنطقة".