اكد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أن القمة العربية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الفترة من 28 الى 29 مارس الحالي تعقد في ظل أوضاع إقليمية ودولية معقدة وتحديات خطيرة تواجهها أمتنا العربية .وقال سمو أمير دولة قطر في كلمته خلال جلسة العمل الاولى لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها السادسة والعشرين ان القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة هذه التحديات ، فلن يتحقق السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا الا بالوصول إلى تسوية عادلة وشاملة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والعربية وفق مبدأ حل الدولتين.وشدد على ان السلام العادل والشامل خيارنا الاستراتيجي الذي حافظنا عليه طوال عقود إلا أن عملية السلام ما زالت تراوح مكانها منذ ما يزيد عن عشرين عاما ، بل وشهدت للأسف تراجعا متواصلا ، فإسرائيل لم تزل مستمرة في اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، وكان آخرها عدوانها على قطاع غزة والحصار الجائر للقطاع ، والاستمرار في عمليات الاستيطان والخطط الاسرائيلية المستمرة لتهويد مدينة القدس، كما عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤخرا بوضوح تام عن رفضه قيام دولة فلسطينية ، وحاز معسكره على الأغلبية الانتخابية بعد هذا التصريح. وعن الوضع في سوريا أكد سموه ان النظام السوري حول بلاده الى ركام ممتد على كامل أراضي سوريا، وتشردت غالبية السوريين ، وأصبحت عرضة للغربة والمنافي في البحار والصحاري. وتعرض الاطفال لأهوال مشاهد القتل والدمار. والنظام سادر في غيه دون رادع . إنه يمارس أكثر أشكال القتل وحشية وأشدها بشاعة بما في ذلك التعذيب حتى الموت والاسلحة الفتاكة ضد المدنيين. ولم يعد أمامنا إزاء هذا الوضع إلا أن نقف سويا وبحزم من أجل إيقاف الحرب ضد الشعب السوري وقفا نهائيا ، يعيد الاستقرار لسوريا ويوفر الأمن والكرامة لأشقائنا السوريين.واضاف ان العالم شهد خلال السنوات القليلة الماضية ، تنامي ظاهرة الارهاب وامتدادها في دول عربية عديدة ، وأصبحت تمثل خطرا جديا على الامن الاقليمي العربي والامن الدولي على حد سواء , مؤكدا انه أيا كانت الاسباب ، لا يجوز تبرير الارهاب .وعن اليمن قال " انطلقنا من أن مخرجات الحوار الوطني الذي تم وفقا للمبادرة الخليجية وبرعاية الامم المتحدة تشكل أساسا متينا لمرحلة جديدة في اليمن على أساس المشاركة بين جميع الاطياف ، على نحو عادل ومتكافئ ، الا ان الاحداث الاخيرة التي قامت بها جماعة انصار الله وبالتنسيق مع الرئيس السابق، هي اعتداء على عملية الانتقال السلمي في اليمن ، وتفرغ نتائج الحوار الوطني من مضمونها وتصادر الشرعية السياسية وتقوض مؤسسات الدولة. والأخطر من هذا كله أنها تزرع في اليمن بذور ظاهرة مقيتة لم تكن قائمة فيه، وهي الطائفية السياسية " .واضاف " لقد توجه الرئيس اليمني الشرعي إلى دول مجلس التعاون وإلى الجامعة العربية طالبا حماية اليمن الشقيق وشعبه ومؤسساته واستقراره ، فلبي طلبه على خلفية هذه المعطيات ، ومن منطلق التضامن العربي " .وقال إن موقفنا ثابت إزاء تطورات الاوضاع في ليبيا الشقيقة ، وسيبقى داعما للحوار الوطني بين جميع الاطراف ، انطلاقا من رؤيتنا في أنه لا حل عسكري في ليبيا ، وأن المخرج الوحيد من تداعيات الازمة هو حل سياسي يحترم ارادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الامن والاستقرار ويهيئ الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية الليبية ودون اقصاء او تهميش بعيدا عن التدخلات الخارجية.واضاف أن التضامن مع العراق وتقديم الدعم والعون له في مواجهة الاخطار التي يتعرض لها مسؤولية عربية في المقام الاول ، وذلك من خلال مساعدته على إطلاق عملية سياسية شاملة لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي لتكريس نمط جديد من العلاقات السياسية والاجتماعية تزول فيها كل النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية ، وتؤسس لمرحلة جديدة تكفل مشاركة الجميع ، وتستجيب لتطلعات الشعب العراقي بجميع مكوناته، من أجل بناء وطن يتمتع فيه كل العراقيين بالحقوق المتساوية ، والمواطنة الكاملة ، والعيش الكريم ،ومساعدته أيضا على مواجهته للإرهاب، وبما يحفظ سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه.وقال " نحن ننظر بإيجابية تامة إلى الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران حول مشروعها النووي سلميا. كان هذا نهجنا دائما في دعم السلام والاستقرار في منطقة الخليج " .
International
أمير قطر: القمة العربية تعقد في ظل أوضاع إقليمية ودولية معقدة وتحديات خطيرة
28 مارس 2015