سأنزع العمامة من فوق رأس مصر وأعيد إلى الدولة هيبتهاالقاهرة - (وكالات): كشف نائب الرئيس السابق ورئيس جهاز المخابرات السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية اللواء عمر سليمان تفاصيل خطيرة فيما يتعلق بجماعة «الإخوان المسلمين» مؤكداً أنهم «خطفوا الثورة من الشباب، ومارسوا العمل المسلح في حرق أقسام الشرطة والعديد من المرافق الحيوية في البلاد».وقال في تصريحات نشرتها صحيفة «الأهرام» المصرية أمس أن «الإخوان المسلمين جهزوا قانون العزل السياسي على مقاس عمر سليمان بعد أن قرر الترشح لينزع العمامة عن رأس مصر».وحول عدم ممارسته لصلاحيات منصبه كنائب فور تخلي مبارك عن الحكم قال سليمان «الإخوان خطفوا الثورة من الشباب وكان لديهم غل وحقد شديدان وأرادوا الانتقام فقط وحرق البلد، كما رأينا فهم مدربون ومسلحون على أعلى مستوى، ونجحوا بالفعل في حرق أقسام الشرطة والعديد من المرافق الحيوية، وبالتالي وجدنا البلد «هتولع» فقرر مبارك نقل السلطة للجيش عامود الخيمة الوحيد في البلد المتبقي بعد سقوط الشرطة والنظام، ومبارك إذا أراد دستورياً أن يضع البلد بعد تخليه عن الحكم في مشكلة ومأزق كبيرين لفعلها بإسناد السلطة لرئيس مجلس الشعب ليعلن خلو المنصب وبدء إجراءات انتخاب رئيس جديد بنفس الدستور ويختاره المجلس الذي يرفضه الناس، ولكن كانت ثورة الشعب ستكون عارمة لأنه لا يقبل من الأساس رئيس مجلس الشعب، ويريد حل المجلس، فكيف يسند لرئيسه إدارة شؤون البلاد، فلم يكن اختيار المجلس العسكري من فراغ بل في إطار ثوري للحفاظ على البلاد».وأطلق سليمان هذه التصريحات أثناء تدشينه لحملته، حيث دخل سليمان يحيط به كعادته اللواء جمال حسين أحد أبرز قادة الحملة الانتخابية واللواء سعد العباسي المرشح الأول كمتحدث رسمي للحملة.وفي أول ظهور له عقب الضجة الكبري التي أثيرت فور ترشحه تحدث قائلاً «لم أتصور على الإطلاق حالة القلق الشديدة لدى الناس والشعور الداخلي بالاضطراب واليأس، فلقد وضعت شرطاً بالغ الصعوبة لترشحي وهوجمع 30 ألف توكيل من المواطنين في أقل من11 ساعه وكان الأمر أشبه بالمستحيل وانتظرت وأنا أضع في بطني بطيخة صيفي وقلت لن يستطيعوا جمع كل هذه التوكيلات ولن أترشح، ولكن شباب حملات تأييدي ومطالبتي بالترشح فعلتها ووقعت في الحفرة، وفوجئت بشعب مصر يقدم لي أكثر من 60 ألف توكيل في ساعات وهنا كان قراري بالترشح نهائياً وحاسماً، وأعلم أن هناك الكثيرين ممن يخشون إفشاء هذه الأسرار ولهذا يقاومون ترشحي بعنف وقريباً سأكشف العديد من الحقائق والأسرار أمام الشعب.وأضاف أنه «شعر أن هناك قوة إلهية وإرادة ربانية تدفعه إلى مواجهة هذه الموجة الجبارة من الاعتراض والمقاومة التي ليس لها أي أساس من الصحة».وأضاف «كل ما أتمناه أن تمر هذه المرحلة على خير دون عنف وأن تحكمها فقط إرادة الناخبين وأن يتولى البلاد الأصلح لرعايتها، فالمجتمع المصري لم يكن يوماً منشقاً على نفسه كما يحدث الآن، فلقد كان منظماً ومغلقاً ويتم مناقشة كل الأمور بدقة وهدوء للوصول إلى الأصلح».وقال سليمان «هناك أسباب رئيسة وراء ترشحي للرئاسة فطوال عمري لم أتخاذل في أي عمل وظيفي كلفت به، وتعرضت بسبب ذلك لأشياء لا يتصورها عقل وكاد بعضها أن يودي بحياتي، فهل بعد هذا العمر الطويل من العمل في خدمة مصر أتخلى عنها وخاصة أن الناس يطالبونني بإنقاذ ما تبقى من مصر كدولة، ولا أخفي أن بداخلي كان هناك شعور قوي بأنه كفاك يا عمر لقد بذلت الكثير من أجل الحفاظ على استقرار هذا الوطن والحفاظ على أمنه ويجب إعطاء الفرصة للشباب لكي يحكموا ويغيروا ما دفعهم إلى القيام بثورتهم المجيدة واختفيت بسبب هذا الشعور لأكثر من عام وشهر تقريباً وكنت فقط أتعرض للشتائم وحملات التشنيع والاتهامات الظالمة وتحملت بصبر شديد، وللأسف منذ قيام الثورة التي خطفها الإخوان من شباب مصر لم أجد أي ديمقراطية تحققت بل وجدت عمليات إقصاء وانتقام وتشويه وكذب وتشويش، بخلاف معاناة المصريين من انفلات أمني لم تشهده البلاد من قبل وسيستمر طالما لم تعد هيبة الدولة ونظامها، فحتى الآن لا يوجد سوى مجلس عسكري يدير متحملاً ما لا يطيقه بشر وبرلمان غريب الشكل والمواطنون حائرون.وأضاف عمر سليمان موجهاً حديثه لشباب حملات دعمه «عندما أذهب للنوم يومياً أقول متحسراً يا خسارتك يا مصر ولكن الأمل مازال بداخلي، فلم أعرف اليأس يوماً وكنت على يقين شديد بأن ظهوري على الساحة السياسية من جديد سيثير جدلاً واسعاً وحاولت تجنب ذلك وكنت أقول مش نازل الانتخابات وأنتم تتحدوني قائلين لأ حتنزل وبالفعل شعرت أن هناك مطلباً شعبياً لترشحي وخاصة بعد نقض الإخوان لتعهداتهم كعادتهم وترشيحهم لمرشحين دفعة واحدة لانتخابات الرئاسة، مع التأكيد أنهم يريدون الاستيلاء على السلطة من قمتها بمعنى رئيس إخوان وحكومة إخوان وبرلمان إخوان وبالتالي يمكنهم اختراق كل مؤسسات الدولة لنصبح دولة دينية».وأضاف ناديت كثيراً ألا تحتوي مؤسسات الدولة على صبغة دينية وخاصة من جماعة الإخوان المسلمين وأن يتم بصفة دائمة السيطرة عليهم، حتى تستمر علاقتنا المنفتحة على العالم وإلا ستصنف مصر مثل باكستان وأفغانستان التي يحكمها النظام الديني وتهرب منها دول العالم وتحجم علاقاتها معها وكأنها شخص مصاب بفيروس قاتل أومسافري هذه الدول إلى مختلف دول العالم يعاملون في المطارات بعنف وكإرهابيين.واستطرد سليمان قائلاً «لست تواقاً على الإطلاق لمنصب الرئيس فهو ليس مغنماً وكل من يعرفني يعلم جيداً أنني شديد الزهد في السلطة وفكرت من قبل في الاستقالة من منصب رئيس المخابرات ولكن لم يكن الأمر بيدي وتمت نصيحتي بإلغاء هذه الفكرة من رأسي تماماً فلم يسبق لأحد أن استقال بإرادته في ظل النظام السابق»، مضيفاً «ولكن إذا أراد الله أن أتولى منصب الرئيس فسأكون خادماً لمصر وشعبها لأعيد إلى الدولة هيبتها وأنزع العمامة من فوق رأس مصر والتي يحاول البعض وضعها بالقوة».وقال سليمان رداً على سؤال حول قانون العزل السياسي لرموز النظام السابق الذي يجري تجهيزه في مجلس الشعب «هذا القانون يجري تجهيزه على مقاس عمر سليمان فقط مع تأكيد أن هذا القانون يسيء لمصر وللبرلمان أمام العالم ويتنافى مع الحقوق السياسية لكل مواطن».وأكد سليمان إذا ما وجدت صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور الجديد لا تمكنه في حالة فوزه بالانتخابات من القيام بعمله فإنه سيستقيل على الفور قائلاً «لن أصبح طرطوراً ولن أقبل سوى أن أكون جاداً وفاعلاً ولن أخضع لمحاولات الترهيب والتهديد».وقال إنه «علم مسبقاً أنهم سيصدرون القانون وسيدعمون موقفهم بإضرابات واحتجاجات للترهيب والضغط علي المجلس العسكري والايحاء له أن البلد حتولع بسبب ترشح عمر سليمان ولا أعرف ماذا سيفعل المجلس العسكري أمام هذه المهاترات؟ ولكني مطمئن وكلي ثقة أننا سنكمل المشوار وأن مثل هذا القانون سيهد البلد، وخاصة مع سيطرة الإخوان على كل شيء في البلد.ورداً على سؤال حول حقيقة تعرضه للاغتيال فور تعيينه نائباً للرئيس السابق مبارك، قال سليمان «كانت محاولة اغتيال منظمة ونجوت منها بأعجوبة وتم اختيار موعدها بدقة يوم 30 يناير2011، وحاول الإرهابيون تنفيذها في مصر الجديدة بميدان الخليفة المأمون واستغل المجرمون الانفلات الأمني وإقالة الحكومة وعدم تواجد الشرطة وعدم استكمال انتشار قوات الجيش ورأيت الموت بعيني، وكنت أتمنى الشهادة بدلاً من حارسي الذي قتل برصاصات الغدر التي مزقت جسده، ويومها رويت للرئيس السابق مبارك ما حدث فأمر رئيس الحرس الجمهوري بكشف المجرمين فلم يجد أي خيوط تساعده في الكشف عن أية تفاصيل، وحتى الآن لست متأكداً من أسباب محاولة اغتيالي الفاشلة وعندي كم كبير من الاستنتاجات التي تكشف لمن كانت المصلحة في اغتيالي ولكني كرجل مخابرات في المقام الأول لا أتحدث إلا إذا كان بين يدي حقائق واضحة بنسبة 100%. وقال سليمان «بذلنا في جهاز المخابرات المصرية جهوداً كبيرة للحفاظ علي أمن مصر واستقرارها، وليس لمصلحة نظام أو شخص أو حزب كما يتاجر البعض حالياً».وكشف سليمان أنه «تقدم للرئيس السابق مبارك بتوضيح شامل في نهاية عام 2010 عن حالة الاحتقان التي يعيشها الشعب المصري بسبب الخوف من توريث الحكم لجمال مبارك وانتخابات 2010 التي لم يرضَ عنها أحد ونصحته بضرورة التحرك الرئاسي فوراً لاحتواء غضب الشارع المصري واحتقانه المتزايد، وفي 28 يناير2011 نصحته بحل مجلس الشعب فوراً وخاصة مع وجود نحو 400 طعن في صحته وقلت له الشعب المصري ينتظر منك الكثير، وبالفعل درس الأمر بدقة، ولكن فضل إقالة الحكومة بدلاً من حل البرلمان وشاءت إرادة الله أن تقوم الثورة.وقال رداً على سؤال حول حقيقة تمزيق قرار تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية في عام 2007 «لم يكن قراراً ولم يمزق أحد شيئاً، الأمر كان مجرد فكرة طرحها الرئيس السابق مبارك قائلاً «أنا عايز عمر سليمان يبقي النائب بتاعي، ويومها رفض الجميع بالطبع وبإصرار خاصة أنهم كانوا يزينون له توريث جمال مبارك للرئاسة، خاصة أن جمال مبارك كان طموحه السياسي يصل إلى هذا الحد، وكان تعييني نائباً يعني وأد حلم التوريث، ومن يومها لم يتحدث معي الرئيس مبارك في هذا الأمر إلا بعد نشوب الثورة، وقام بتعييني على الفور في محاولة لاحتواء غضب الشارع الذي كان يرحب بتعييني نائباً للرئيس».من جهة أخرى، قالت مصادر مقربة من سليمان إنه دخل في مفاوضات مع شخصيات مصرية لاختيار 3 نواب له «إسلامي وامرأة وقبطي»، مشيرة إلى أن واحداً منهم سيكون من ثوار ميدان التحرير الذين ساهموا في ثورة 25 يناير المجيدة، وفقاً لقناة «العربية».
International
«الإخوان المسلمين» خطفوا الثورة ومارسوا العمل المسلح بحرق الأقسام والمرافق
15 أبريل 2012