عواصم - (وكالات): قالت بعثات بريطانيا وفرنسا وألمانيا لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن يعتزم التصويت على مشروع قرار بنشر مجموعة من فريق مراقبين غير مسلحين في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الهش في البلاد. وأعدت المشروع الولايات المتحدة ودعمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والمغرب. ويدعو المشروع إلى نشر 30 مراقباً مبدئياً في سوريا استجابة لطلب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. من جهته، انتقد مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين مشروع القرار، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً للاتفاق على النص. ميدانياً، خرج عشرات آلاف المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى باحات وشوارع المدن والقرى في تظاهرات أطلقوا عليها «جمعة ثورة لكل السوريين»، غداة تطبيق وقف إطلاق النار الذي سجل خرقاً تمثل بإطلاق قوات النظام النار على المتظاهرين ما تسبب بمقتل 11 شخصاً في حماة وريف إدلب ودعرا وداريا بريف دمشق. وبدأت التظاهرات صباح أمس وتكثفت بعد صلاة الجمعة، وسط انتشار أمني كثيف «في محاولة لمنع التظاهرات»، بحسب المرصد وناشطين. واتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» «مجموعات إرهابية مسلحة» باغتيال ضابط في الجيش السوري في حماة وجندي في حلب ومدنيين أحدهما في حلب والآخر في محافظة إدلب. واعتبر خبراء وناشطون أن أمس يشكل اختباراً للنظام السوري حول مدى التزامه بخطة عنان.سياسياً، أجرى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان محادثات تركزت على الوضع في سوريا غداة دخول وقف إطلاق نار هش حيز التنفيذ في سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء «بحث مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين». وأعلن السفير التركي في السعودية أحمد مختار غون قبل وصول أردوغان أن «الملفات الإقليمية الرئيسة وعلى رأسها الملف السوري ستطرح خلال المشاورات» بين العاهل السعودي وأردوغان. وأضاف غون أن «تركيا تعطي أهمية كبرى للتنسيق مع السعودية»، واصفاً الرياض بأنها «الصديق والشريك الأقرب لتركيا في المنطقة». وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا بدأت في تلقى المساعدات الدولية المرسلة إلى اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها. ودعا كوفي عنان إلى ضمان «وصول» مساعدات إنسانية إلى أكثر من مليون شخص في سوريا هم بحاجة إليها، حسبما أفاد المتحدث باسمه أحمد فوزي. وحول الوضع الأمني على الأرض في سوريا، قال فوزي «إن عنان يدرك أن الوضع ليس مثالياً في سوريا في الوقت الحاضر» مشيراً خصوصاً إلى وجود «معتقلين لابد من إطلاق سراحهم». من جهة ثانية، أعلن فوزي أن السلطات السورية أبلغت عنان إعطاء 53 تأشيرة دخول لصحافيين و21 تأشيرة دخول لممثلي منظمات. كما أشار فوزي إلى أن الجنرال النرويجي روبرت مود لم يتوجه إلى سوريا أمس. وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إليزابيث بيرز إن المنظمة توزع مساعدات إنسانية عبر الهلال الأحمر السوري منذ ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنه تم الوصول إلى 106 آلاف خلال مارس الماضي.من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا تملك «قرائن» على قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا تتيح اللجوء إلى القضاء الدولي. إلى ذلك، قالت السفارة الفرنسية في عمّان إن فرنسا تدرس إمكانية تقديم دعم للسوريين الذين لجأوا إلى الأردن بينما يستمر تدفق السوريين إلى المملكة هرباً من العنف في بلدهم. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه لا يثق في صدق نية بشار الأسد ولا في فرص نجاح وقف إطلاق النار. وقال «أعتقد أنه من الضروري إرسال مراقبين أقله لنعلم ماذا يحصل». وفي موسكو، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية الجمعة عن مصدر عسكري، أن روسيا قررت إبقاء سفن من أسطولها الحربي «بشكل دائم» قبالة الشواطئ السورية.
International
مجلس الأمن يصـــوِّت على نشـــر مراقـــبين دوليــــين في سوريــــا
15 أبريل 2012