قال محافظ المحرق سلمان بن هندي إن المحافظة على موعد مع إطلاق مشروعات كبرى في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن المحافظة تعمل على «إحياء المهن القديمة، والعادات والتقاليد الأصيلة، والحفاظ على التراث والتاريخ، كونه الرافد الأساسي لهوية المدينة».ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن بن هندي قوله إن «المحافظة تلعب دوراً تنموياً واجتماعياً مهماً، وتعمل بالتعاون مع كل الجهات لتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات، التي تستهدف خدمة المواطنين والمقيمين».وأضاف أن «خدمات المحافظة تمتد لتصل إلى الجميع، وترفع مقترحات وملاحظات الأهالي إلى المسؤولين الذين يوجهون دائماً بضرورة خدمة المواطن»، لافتاً إلى أن «كل القضايا والمشاكل التي يتم طرحها في المجلس الأسبوعي للمحافظة نراها أولوية بالنسبة لنا، سواء كانت فردية أو جماعية، ونعمل على حلها بواسطة الأقسام والإدارات المتخصصة». وأوضح أن أبرز القضايا التي تعرض من خلال الأهالي بالمجلس تتمحور حول «السكن والتوظيف والأمن وسكن العمال بوسط الأحياء، والسكن العشوائي، ومواقف السيارات، وأسعار بعض السلع، والصناديق العشوائية التي شوهت سواحلنا، ومنعت الأهالي من الاستمتاع بها».وذكر أن «التنسيق دائم ومستمر بين المحافظة والمجلس البلدي حول كل ما يتعلق بالمحرق وأهلها»، واصفاً الجانبين بأنهما «جناحان لطائر واحد، وما يزيد على ذلك العلاقات الشخصية التي تربطه برئيس المجلس البلدي وأعضائه والمدير العام ناصر الفضالة، وهو ما يسهل كثيراً من التنسيق لخدمة الأهالي».وتابع أن المحافظة ومنذ المجلس البلدي الأول «احتضنت اجتماعاته، وأكدت تعاونها مع أعضائه، ووفرت المقر الملائم له، ومازال التعاون مستمراً، ودائماً أيدينا في أيديهم في كل المشاريع لمصلحة الوطن».وقال إن المحرق بكل مدنها وقراها «تقطنها طائفة واحدة، تعيش على المحبة والولاء، أبوابها مفتوحة للجميع، أفراحها وأحزانها واحدة، وبوجودك في المحرق وفي مجالسها تتلاشى المسميات المتعلقة بالطوائف، ولا تجد للمعتقدات حاجزا بين أحد، ويظهر ذلك جليا من خلال المناسبات الدينية والاجتماعية التي تجمع كافة مدن وقرى المحافظة، فأهالي الدير يلتقون في مجالس الحد، وأهالي سماهيج تراهم في مجالس المحرق، وأهالي قلالي في مجالس عراد، فهذه هي المحرق، وهذه مجالسها التي باتت مثالاً يحتذى به في العيش الكريم، والتآخي بين الجميع».وأضاف أن المدينة «تتميز بنسيج اجتماعي مترابط، فالأمن الاجتماعي موجود بين مدنها وقراها، فأنا كمحافظ أحرص شخصياً على زيارة المجالس، كون مجالسنا العريقة يتم من خلالها مناقشة كافة الأمور المتعلقة بالمنطقة، ونستمع من خلالها للعديد من الآراء، ونتشاور فيما بيننا، ونتلمس من خلالها حاجات المواطنين».وأشار إلى أن «الأقسام المتخصصة في المحافظة أوجدت قاعدة بيانات موسعة مع الأهالي بفضل قنواتها المفتوحة دائماً انطلاقاً من تواصلها المستمر مع المواطنين عبر مختلف الوسائل سواء كانت عبر المجلس الأسبوعي للمحافظة الذي نلتقي من خلاله بالأهالي، أو عبر زيارة منتسبي المحافظة الدائمة للمجالس الأهلية الأسبوعية واليومية، ومشاركتهم للمواطنين في مختلف المناسبات». ورأى بن هندي أن لمجالس المحرق الأهلية «أهمية خاصة ودوراً كبيراً في تربية النشء على عاداتنا وتراثنا الأصيل، حيث تسهم المحافظة في هذه المجالس بالمشاركة وإقامة المحاضرات والندوات التي من شأنها تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية وتهيئة الأجيال القادمة على التواصل والتناصح». وأكد أن هذه المجالس «تسهم بدور اجتماعي في حل النزاعات، ناهيك عن أدوارها الوطنية والدينية، وهي مثال للوحدة المجتمعية، إذ كانت تقدم المساعدات وتلم الشمل، وأسهمت من خلال أبوابها المفتوحة في نبذ الطائفية».وأكد «هناك إقبال من فئة الشباب من الجنسين على حضور هذه المجالس، ونحن نحرص على ذلك إيماناً منا بأهمية تعريف الأبناء والجيل القادم بأهمية المجالس ودورها، كونها تقدم خلاصة التجارب وما تحويه من مواضيع ونقاشات تثري عقول الأبناء وتنمي إدراكهم وتمكنهم من استخلاص العبر والمواعظ»، مشيراً إلى أن «زوار المجلس من فئة الشباب يطلعون على ما يتم طرحه من مواضيع هامة وسط حضور الأهالي من مختلف مدن المحرق وقراها، وكيفية النقاش البناء وطرح القضايا والتدرج في إيصال الملاحظات».واشار بن هندي إلى أن «المحافظة أعدت برنامجاً لعدد من مدارس المرحلة الثانوية يرتكز على استضافة الطلبة لتعريفهم بكيفية طرح القضايا والمواضيع وإتاحة المجال لهم للمناقشة وتقديم الاقتراحات». وقدم المحافظ الشكر لوزارة التربية والتعليم بعد أن «بدأت في تطبيق دراسة الطلبة لمادة المواطنة والثقافة الشعبية، والتي من خلالها أوضحنا لمختلف الطلبة الذين زاروا المجلس الأسبوعي للمحافظة على أهمية حضور المجالس الأهلية التي تزخر بها المدينة كونها تعتبر مدارس ينهل منها الجميع العلم والمعرفة».وحول جهود المحافظة في حل مشكلات المحافظة المختلفة، قال: «إن ظاهرة سكن العمال العزاب بوسط الأحياء السكنية من أولويات برامج عملنا، حرصاً منا على عدم طمس هوية المحافظة، والمحرق وأهلها الكرام بطبيعتهم شعب مضياف يرحب بالجميع، وما يهمنا هو الأمن والأمان والشعور بالطمأنينة لدى الأهالي»، مشيراً إلى أن «المحافظة حملت على عاتقها إعادة إحياء جمعية المحرق التعاونية الاستهلاكية، وتوفير الضمانات للمساهمين، ولم نغفل عن البيوت الآيلة للسقوط التي احتضنتها المحافظة من البداية، وحملت همومهم إلى القيادة الحكيمة التي تفضلت وأمرت بحلها، ناهيك عن التعاون مع كافة وزارات الدولة ومؤسساتها بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص لكل ما من شأنه خدمة المواطن وجمالية المحافظة». وأشار إلى أن «الفعاليات التراثية والاجتماعية من أبرز الأمور التي توليها المحافظة اهتماماً خاصاً، خاصة وأن المحرق غنية بتراثها العريق وأصالتها التاريخية الممتدة إلى قديم الزمان، فكون المحافظة شهدت ولادة أول مدرسة نظامية في البحرين والخليج العربي، وكونها كانت شاهداً على أبرز العصور للمملكة، وشهدت حراكاً اجتماعياً وسياسياً، كل ذلك يجعلك توظف طاقاتك في سبيل الحفاظ على ذلك الإرث العظيم، وفي سبيل ذلك أخذت المحافظة على عاتقها إحياء العادات والتقاليد القديمة التي اشتهرت بها المحرق». وقال: «وجدنا كل الدعم والتشجيع والاهتمام من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى».