خلال أيام قليلة يغادر الرئيس ترامب الإدارة الأمريكية، ويحل مكانه الرئيس الجديد. وبغض النظر عن الإشكالات التي رافقت هذا التحول على الصعيد الداخلي، فإن ما يترقبه العرب من عودة الديمقراطيين، يستند إلى حد بعيد إلى ذاكرة العام 2011م، والتي لخصتها مقولة وزيرة الخارجية الأمريكية، السيدة هيلاري كلينتون في قولها: «إن دعم التغيير في العالم العربي مصلحة استراتيجية أمريكية»، حيث اعتبر هذا التصريح هو الأكثر وضوحاً بخصوص الموقف الرسمي من التحولات التي شهدها العالم العربي آنذاك، بدعم محاولات في بنية النظام السياسي العربي، بما في ذلك دعم وتشجيع الثورات والانتفاضات.
والسؤال اليوم: هل ستتجدد هذه «المصلحة» باعتبارها ذات طابع استراتيجي، بعودة الديمقراطيين بدعم ما أسمته كلينتون بـ «القوى المستقبلية»، والتي يمكن أن تؤمن لها مصالحها في المستقبل، في ظل خارطة المصالح التي لا علاقة لها بمن يجلس في البيت الأبيض؟ أم أن هذه «المصلحة» قد تغيرت أو تعدلت أو خضعت للمراجعة، وفقاً للنتائج والتداعيات الحاصلة في الواقع العربي نفسه؟
إن التغيير الذي أسهمت الولايات المتحدة الأمريكية في إحداثه، كمصلحة استراتيجية بالنسبة إليها، كانت نتائجه في المجمل سلبية، بل وكارثية في بعض الحالات، فهل ستواصل – مع ذلك-ذات النهج بالرغم من تلك الحصيلة، التي تحولت معها الأحلام إلى كوابيس؟؟
إن هذه الاستراتيجية -التي من المرجح أن تخضع للمراجعة- مع الاحتفاظ بأهدافها البعيدة في العمل على تشيع التغيير، سوف تشمل على الأرجح، السعي إلى أن يطال التغيير بنية المجتمع وثوابته، من خلال المدخل السياسي لتنفيذ هذه الاستراتيجية. ولذلك فإنه من المرجح أن يبعث عودة الديمقراطيين إلى السلطة، روحاً جديدة في «مشروع التغيير» الذي تحدثت عنه كلينتون، لكن من الصعب استعادة تلك الأجواء التي رافقت انتخاب الرئيس أوباما، والتي أفضت إلى دعم ما يسمى «ثورات الربيع العربي» التي أطاحت بأنظمة سياسية حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأن مياها كثيرة وتحولات دراماتيكية كبرى قد جرت في مجرى الواقع خلال السنوات العشر الماضية، فعقدت المشهد وخلطت الأوراق وغيرت المعادلات. ولذلك من الصعب إعادة إنتاج مفاعيل تلك الاستراتيجية، أو استنساخها في ظل الظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية الحالية.
ومع ذلك فإن أفضل السبل لقطع الطريق أمام مثل هذا التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، هو العمل على ترسيخ الديمقراطية وتطويرها، وكسب الإرادة الشعبية، وتفكيك الأزمات، وإنجاز الإصلاحات المطلوبة، بما يؤمن الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، وبما يعزز الحريات العامة والخاصة لمواجهة آلة التدخل وآليات التواطؤ معه.
* همس:
...
يا إلهي لي أمنية:
أن يرجع اللحن عراقياً،
وإن كان حزيناً...
.....
أن تغفر لي، وأمي،
والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين.
من قصيدة للشاعر مظفر النواب.
والسؤال اليوم: هل ستتجدد هذه «المصلحة» باعتبارها ذات طابع استراتيجي، بعودة الديمقراطيين بدعم ما أسمته كلينتون بـ «القوى المستقبلية»، والتي يمكن أن تؤمن لها مصالحها في المستقبل، في ظل خارطة المصالح التي لا علاقة لها بمن يجلس في البيت الأبيض؟ أم أن هذه «المصلحة» قد تغيرت أو تعدلت أو خضعت للمراجعة، وفقاً للنتائج والتداعيات الحاصلة في الواقع العربي نفسه؟
إن التغيير الذي أسهمت الولايات المتحدة الأمريكية في إحداثه، كمصلحة استراتيجية بالنسبة إليها، كانت نتائجه في المجمل سلبية، بل وكارثية في بعض الحالات، فهل ستواصل – مع ذلك-ذات النهج بالرغم من تلك الحصيلة، التي تحولت معها الأحلام إلى كوابيس؟؟
إن هذه الاستراتيجية -التي من المرجح أن تخضع للمراجعة- مع الاحتفاظ بأهدافها البعيدة في العمل على تشيع التغيير، سوف تشمل على الأرجح، السعي إلى أن يطال التغيير بنية المجتمع وثوابته، من خلال المدخل السياسي لتنفيذ هذه الاستراتيجية. ولذلك فإنه من المرجح أن يبعث عودة الديمقراطيين إلى السلطة، روحاً جديدة في «مشروع التغيير» الذي تحدثت عنه كلينتون، لكن من الصعب استعادة تلك الأجواء التي رافقت انتخاب الرئيس أوباما، والتي أفضت إلى دعم ما يسمى «ثورات الربيع العربي» التي أطاحت بأنظمة سياسية حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأن مياها كثيرة وتحولات دراماتيكية كبرى قد جرت في مجرى الواقع خلال السنوات العشر الماضية، فعقدت المشهد وخلطت الأوراق وغيرت المعادلات. ولذلك من الصعب إعادة إنتاج مفاعيل تلك الاستراتيجية، أو استنساخها في ظل الظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية الحالية.
ومع ذلك فإن أفضل السبل لقطع الطريق أمام مثل هذا التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، هو العمل على ترسيخ الديمقراطية وتطويرها، وكسب الإرادة الشعبية، وتفكيك الأزمات، وإنجاز الإصلاحات المطلوبة، بما يؤمن الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، وبما يعزز الحريات العامة والخاصة لمواجهة آلة التدخل وآليات التواطؤ معه.
* همس:
...
يا إلهي لي أمنية:
أن يرجع اللحن عراقياً،
وإن كان حزيناً...
.....
أن تغفر لي، وأمي،
والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين.
من قصيدة للشاعر مظفر النواب.