عندما يعيش الطفل في أجواء العائلة فإنه يتربى على عدة مصطلحات تتكرر عليه باستمرار من أهمها مصطلح «العيب» والذي يرتبط عادة بالناس وكلامهم، حيث يزرع الخوف والرهاب في الإنسان من صغره نتيجة كلام الناس، فيتحول إلى خط أحمر لا يجوز تجاوزه بأي شكل من الأشكال، والمصيبة العظمى إذا كان هذا الأمر أكثر حضوراً من غيره فقد يربى الطفل أو الشاب على خطورة العيب بهذا المعنى وضرورة اجتنابه أكثر من خطورة المحرمات الشرعية!
وتزيد المشكلة إذا كبر هذا الخوف مع الإنسان وأصبح عائقاً أمام أهدافه وطموحاته في الحياة فقد تكون له رغبة في القيام بشيء، كدراسة أو عمل أو تجارة ولكن خوفه من كلام الناس وردود أفعاله تمنعه من ذلك، بل قد يصبح غرض الحياة والهدف الأسمى فيها عند البعض هو إرضاء الناس لكي لا يتكلموا عليه فيفقد الإنسان كل إرادة واختيار ويتحول إلى آلة تطبق ما يريده الناس، وهذا ما نراه اليوم جلياً في قضايا الأسرة كالزواج والطلاق والإنجاب والتربية إذ المدار فيها على رضا الناس لا على المصلحة.
وهنا نحتاج أن نضع قواعد للتعامل مع هذا المرض «الناس بين القيل والقال»:
القاعدة الأولى: أول أمر لا بد لكل إنسان أن يعرفه أنه لا أحد يسلم من كلام الناس «رضا الناس غاية لا تدرك»، ومجنون من توهم أن بإمكانه إرضاء الناس وإسكاتهم، فمن طلب إسكات الناس والسلامة من ألسنتهم كمن يطلب ماء الحياة!
ألم يقولوا لله عز وجل: إنه ثالث ثلاثة؟ ألم يشبهوه بخلقه؟ ألم يقولوا: إنه الدهر؟ ألم يقولوا: إنه الفلك؟ ألم يقولوا: إنه جسم؟ ألم يقولوا: إنه صورة؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناول بما تكره! فاستعن بالله واصبر، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين.
القاعدة الثانية: إن كلام الناس لا يغير في الواقع شيئاً، وهذه القاعدة ضرورية الفهم والتطبيق.
فإذا كنت إنسان ناجح وقال عنك الناس أنك فاشل فإن نجاحك لن يتحول إلى فشل بل ستبقى ناجحاً، وإذا كنت إنساناً جيداً واجتمع الكل على أنك سيء فإن هذا لن يغير منك شيئاً، ولذلك فإنه من الخطأ أن يبذل الإنسان جهده في محاولة تغيير قناعات الناس مع العلم بأن كلامهم لا يمس الواقع بل الصحيح أن يكمل الناجح نجاحه ويسير في طريقه حتى النهاية، فبمجرد أن يبذل جهده في إرضاء الناس سيفشل بالفعل.
القاعدة الثالثة: بناء على ما تقدم فإن كلام الناس ليس له تأثير في الواقع الخارجي لكن الكلام كل الكلام هو تأثيره الداخلي «النفسي»، فلا شك أن كلام الناس هو بمثابة الأسهم التي تقع في قلب الإنسان فتؤذيه وتدميه، فكيف نتعامل معها؟
الطريقة الأولى هي الإعراض عن سماع ما يقال وتجنب البحث والتفتيش فيه، ومن يقرأ القرآن الكريم يجد أن الله قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة أن يعرض عن كلام للمنافقين لما يحويه من طعن في الدين وتثبيط للمؤمنين.
.الطريقة الثانية هي الاستعانة بالله جل جلاله واستمداد المدد الغيبي لحصول التوفيق ونزع ما قد يحصل في النفس من الألم، وقد أعطانا القرآن وصفة علاجية لمن يحصل عنده هذا الأمر: «ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (97) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (98) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».
فالذي يتأثر بكلام الناس السيئ عليه أن يبادر لذكر الله عز وجل لكي تحصل له الطمأنينة والراحة النفسية لا أن يبذل جهده في إرضاء هذا وذاك.
وللحديث بقية..
وتزيد المشكلة إذا كبر هذا الخوف مع الإنسان وأصبح عائقاً أمام أهدافه وطموحاته في الحياة فقد تكون له رغبة في القيام بشيء، كدراسة أو عمل أو تجارة ولكن خوفه من كلام الناس وردود أفعاله تمنعه من ذلك، بل قد يصبح غرض الحياة والهدف الأسمى فيها عند البعض هو إرضاء الناس لكي لا يتكلموا عليه فيفقد الإنسان كل إرادة واختيار ويتحول إلى آلة تطبق ما يريده الناس، وهذا ما نراه اليوم جلياً في قضايا الأسرة كالزواج والطلاق والإنجاب والتربية إذ المدار فيها على رضا الناس لا على المصلحة.
وهنا نحتاج أن نضع قواعد للتعامل مع هذا المرض «الناس بين القيل والقال»:
القاعدة الأولى: أول أمر لا بد لكل إنسان أن يعرفه أنه لا أحد يسلم من كلام الناس «رضا الناس غاية لا تدرك»، ومجنون من توهم أن بإمكانه إرضاء الناس وإسكاتهم، فمن طلب إسكات الناس والسلامة من ألسنتهم كمن يطلب ماء الحياة!
ألم يقولوا لله عز وجل: إنه ثالث ثلاثة؟ ألم يشبهوه بخلقه؟ ألم يقولوا: إنه الدهر؟ ألم يقولوا: إنه الفلك؟ ألم يقولوا: إنه جسم؟ ألم يقولوا: إنه صورة؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناول بما تكره! فاستعن بالله واصبر، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين.
القاعدة الثانية: إن كلام الناس لا يغير في الواقع شيئاً، وهذه القاعدة ضرورية الفهم والتطبيق.
فإذا كنت إنسان ناجح وقال عنك الناس أنك فاشل فإن نجاحك لن يتحول إلى فشل بل ستبقى ناجحاً، وإذا كنت إنساناً جيداً واجتمع الكل على أنك سيء فإن هذا لن يغير منك شيئاً، ولذلك فإنه من الخطأ أن يبذل الإنسان جهده في محاولة تغيير قناعات الناس مع العلم بأن كلامهم لا يمس الواقع بل الصحيح أن يكمل الناجح نجاحه ويسير في طريقه حتى النهاية، فبمجرد أن يبذل جهده في إرضاء الناس سيفشل بالفعل.
القاعدة الثالثة: بناء على ما تقدم فإن كلام الناس ليس له تأثير في الواقع الخارجي لكن الكلام كل الكلام هو تأثيره الداخلي «النفسي»، فلا شك أن كلام الناس هو بمثابة الأسهم التي تقع في قلب الإنسان فتؤذيه وتدميه، فكيف نتعامل معها؟
الطريقة الأولى هي الإعراض عن سماع ما يقال وتجنب البحث والتفتيش فيه، ومن يقرأ القرآن الكريم يجد أن الله قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة أن يعرض عن كلام للمنافقين لما يحويه من طعن في الدين وتثبيط للمؤمنين.
.الطريقة الثانية هي الاستعانة بالله جل جلاله واستمداد المدد الغيبي لحصول التوفيق ونزع ما قد يحصل في النفس من الألم، وقد أعطانا القرآن وصفة علاجية لمن يحصل عنده هذا الأمر: «ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (97) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (98) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».
فالذي يتأثر بكلام الناس السيئ عليه أن يبادر لذكر الله عز وجل لكي تحصل له الطمأنينة والراحة النفسية لا أن يبذل جهده في إرضاء هذا وذاك.
وللحديث بقية..