وكالات
في مارس 2020، تفشى وباء كورونا بشكل سريع حول العالم، فبادرت حكومات عدة إلى فرض الإغلاق وحث الناس على ملازمة بيوتهم والتقليل من التجمعات قدر الإمكان، لكن هذه القيود سرعان ما جرى تخفيفها، بعد ذلك.

وفي البرازيل، مثلا، حيث لم تفرض الحكومة إجراءات مشددة، وظل الرئيس جايير بولسونارو، يشكك في خطورة كورونا، رغم أن البلاد تأثرت بالوباء على نحو بالغ، حرصت شابة برازيلية على عزل نفسها لمدة وصفت بالقياسية.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن الشابة باربي فوتادو، عزلت نفسها داخل غرفة نومها، في بيت من 3 غرف نوم، ووصلت مدة عزلها حتى إلى 265 يوما.

وبدأت باربي بعزل نفسها، بينما كانت مدينتها فورتاليزا، تسجل أقل من ثلاثين حالة إصابة فقط بفيروس كورونا، وفيما كانت المدارس والمحلات التجارية مفتوحة أمام الناس الذين يتبادلون الزيارات فيما بينهم.

ولا تعاني الشابة التي تبلغ 32 سنة، أي مرض مزمن يجعلها تخشى بشدة أن تصاب بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، أواخر 2019، ثم تحول إلى جائحة عالمية.

وأوردت الشابة في تصريح صحفي "ما زلت غير جاهزة لأن أذهب إلى الخارج، لأن فيروس كورونا المستجد ما يزال هناك".

وتبدي هذه الشابة شكوكا في أرقام الإصابات المعلن عنها نت قبل السلطات، قائلة إن الناس ما زالوا يمرضون بفيروس كورونا حتى الآن.

وتتابع هذه الشابة دراستها الجامعية عن بعد، بفضل الإنترنت، وتقول إنها لا تعتزم العودة إلى الحياة الطبيعية وإنهاء حالة العزلة إلا بعد "هزيمة الفيروس" من خلال اللقاح.

ويرى معلقون أن هذه الشابة دخلت في هذا العزل على الأرجح لأنها تستطيع الحصول على الطعام والأشياء الأخرى الضرورية وهي مرتاحة داخل الشقة مع أهلها، بينما يصعب على كثيرين أن يخوضوا التجربة نفسها.

وتعد البرازيل من الدول التي تنتشر فيها خدمات التوصيل "الدليفري" بشكل واسع، سواء تعلق الأمر بالسلع أو بالخدمات، وهذا الأمر أتاح لكثيرين أن يبقوا في بيوتهم، لأجل وقاية أنفسهم قدر الإمكان، لكن المستفيدين من هذه "العملية" يدخلون ضمن المحظوظين في بلد يعاني من فوارق اقتصادية واجتماعية.