^   تحرّف الكلم عن مواضعه، وتصوغ تقاريرها بأساطير لم يؤلفها مؤلف أساطير هندية ولا إسرائيلية.. تقارير يخيَّل لقارئها أن هذه الحوادث في سوريا أو الصومال أو أفغانستان، وذلك حين حوّلت “الوفاق” حادثاً عابراً قام به مجموعة شباب مندفع تجمهروا على جهة في الشارع، وكأنه عمل عسكري دخلت فيه الدبابات المناطق وأطلقت القذائف وهوجمت بالصواريخ، فها هو اليوم تقريرها تحت عنوان “مجموعات بأسلحة بيضاء تهاجم المواطنين في ظل تواطؤ رسمي” حيث يقول: الأمر يكشف عن غياب أو تواطؤ المؤسسة الأمنية التي سمحت بالتحرك المنظم، وأن أهالي المناطق في النويدرات والعكر والمعامير يتعرضون لخطر التعدي عليهم من هذه المليشيات في أي لحظة – وطالبت المجتمع الدولي بمتابعة هذا الوضع الذي تعمل فيه السلطة على التحريض، وتشترك عبر التغاضي في إثارة التوترات المجتمعية” فها هي الأساطير الوفاقية التي يعجز عن تأليفها أعتى المؤلفين، تحوِّل الماء المالح إلى ماء عذب زلال، فديدنها في كل حادثة وخبر، فهم كما ذكر الله في كتاب “قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر”. ونسأل “الوفاق”، ماذا تسمين تحريض قاسم على سحق رجال الأمن، وماذا تسمين الإرهاب اليومي الذي يمارس من قبل ميلشياتك في كافة مناطق البحرين وشوارعها، وماذا تسمين حوادث الاعتداء على رجال الأمن وحرقهم بقنابل المولوتوف، وماذا تسمين حالات الاعتداء على المواطنين في بيوتهم وتكسير سيارتهم، وماذا تسمين الاعتداء على العمال الأجانب، وقطع أصبع المواطن البريطاني في كرانة، أليس هذا عملاً إرهابياً وتحركاً ممنهجاً، أليس هذا خطراً يتطلب تطبيق القانون على أصحابه، وليس أطلاق سراحه تحت بند حرية الرأي، حتى وصلت حرية الرأي إلى إطلاق سراح من قام بغرس السيخ في رأس الشابة زهراء صالح، أليس هذا تهاوناً في الأحكام وغياب القانون هو السبب الذي دفع ميلشياتك إلى الاعتداء على حياة رجال الأمن والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة في وضح النهار حتى بلغ الأمر إلى تصوير هذه الأعمال وبثها كأعمال بطولية حيث شعر الانقلابيون بالأمان وكأنهم في حماية المنظمات الأجنبية الدولية والدول الغربية التي ساندت المؤامرة الانقلابية. كما قدم لهم تقرير بسيوني العذر حين صنف بعض الجرائم تحت بند حرية الرأي والتعبير، وأوصى بتعويضات سخية لمرتكبي هذه الجرائم. ولكن تبقى الأمة التي لا تحرف الكلم عن مواضعه والتي لا تقول سمعنا وعصينا، وليس من أولئك الذين يتخذون رجال دينهم أرباباً، بل الأمة التي تدين الخطأ وتستنكره وترفضه مهما كان مصدره، وخاصة عندما يكون في الخطأ ضرر على السلم الأهلي وعلى سلامة الوطن وسلامة شرفاء الفاتح، فحياتهم وسلامتهم غالية علينا، ونحن لسنا أولئك الذين يدفعون بأبنائهم قرابين، أو نحرضهم على انتقام، بل نحن أمة الحضارة والأخلاق التي ترفض العمل الإرهابي بشتى أنواعه وأشكاله، الأمة التي تحرم سفك الدماء ولا تعتدي إلا بالحق. ولذلك نقول لشرفاء الفاتح إن مكانكم الفاتح، فإذا ما احتاج الأمر وألحت الظروف فانطلقوا إلى ساحتها ليعلو صوتكم بالتكبير، فمن التكبير انتصرنا وبالتكبير فلحنا، فما خابت أمة سلاحها التكبير، وما نجح قوم قط سلاحهم الإرهاب والقتل والتدمير، فاتركوا الإرهاب لأهله، واتركوا الأمن لرجاله البواسل، فهم قادرون على حفظ الأمن بإذن الله، ومساندتكم لهم هو التزامكم بالقانون وعدم مشاغلتكم لهم حتى يتمكنوا من تأدية واجبهم، فكونوا لهم العون والعين، وقدموا لهم الورود وأدوا لهم تحية شكر وعرفان، فهم رجال البحرين البواسل الذي ندعو الله أن يحفظهم من كيد المتآمرين.