ما يعتاده الجميع هو أن تكون التخفيضات على السلع والخدمات، ولكن لم يشاهد أحد سابقاً تخفيضات على درجات الطلبة، وهو ما يحصل للأسف الشديد في بعض الجامعات في البحرين، ومن بينها الجامعة الوطنية.

خفض المنحنى، أو ما اعتاد الطلبة سماعه بـ «curve down» هو فيلم رعب لجميع الطلبة، فتخيل عزيزي القارئ أن تكون قد حصدت درجة تعادل A، وبقدرة قادر تنقلب إلى B، ما يعني خسارتك قرابة عشر درجات، فقط ليكون منحنى درجات الطلبة في المادة كسنام الجمل.

وعندما تتحدث إلى مدرس المقرر أو رئيس القسم، يجيبك بكل صراحة بـ «curve down» وبكل برود أيضاً، غير عابئ بالمجهود الذي بذلته طيلة الفصل الدراسي.

وحقيقة، لم أصل من خلال حديثي مع عدة أكاديميين حول السبب وراء ذلك التخفيض، ولكن كل ما يقال إن منحنى درجات الطلبة، من الأفضل أن يكون بشكل تصاعدي بدءاً من الرسوب، ويكون معظم الطلبة في منتصف الدرجات، ثم يعاود الانخفاض مع الوصول إلى الدرجات العليا.

هذا الأمر يحدث كل فصل دراسي، ولا أعلم إن كان يجري بعلم من التعليم العالي، أم بعيداً عن أعينه، ولكن بكل تأكيد هو ما يعاني منه العديد من الطلبة في بعض الجامعات الخاصة وجامعة البحرين.

الأمر الأكثر سوءاً من تخفيض درجات الطلبة، هو «احتكار المادة» من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس، فلا تجد سوى هذا الدكتور لهذه المادة عدة سنوات، وهو أمر شائع وخصوصاً في كلية الهندسة، والأقسام العلمية، وإن حدث خلاف بينك وبين مدرس المقرر، فمن الأفضل لك أن تنسحب من الجامعة، أو تنتظر حتى يتقاعد الدكتور، قبل أن تفكر في النجاح والتخرج.

هذه الظاهرة هي الأخرى بحاجة إلى تحرك عاجل وسريع وفوري، لزيادة مدرسي المقررات، وتهيئة صفوف جديدة من المدرسين، أو حتى التعاقد مع أعضاء هيئة أكاديمية جدد.

وليس ببعيد عن هذا الأمر ما يتعلق بنسبة الكادر التدريسي إلى الطلبة، والتي تصل إلى أرقام مخيفة في كليات الهندسة، والكليات العلمية، وبحاجة لوقفة جادة من قبل الجهات المعنية كافة.

* آخر لمحة:

الطالب الذي يقرر دخول الجامعة، بنى أحلاماً وآمالاً كبيرة، ويجب على المؤسسة أن تدعمه وتساعده للوصول إليها، بدلاً من أن تحطم آماله، وعقله!