التغطية غير العادية التي سخر لها النظام الإيراني ترسانته الإعلامية وخصوصاً الفضائيات التي أسسها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها ويصرف عليها من قوت الشعب الإيراني ببذخ هدفها المبالغة في أهمية سليماني والمهندس اللذين قتلهما الأمريكان في الثالث من يناير من العام الماضي في عملية عسكرية في بغداد هزت أركان الملالي، ونشر فكرة أن من حق النظام أن ينتقم من الأمريكان ومن كل من يعتقد أن له علاقة من قريب أو بعيد بما جرى، وأن كل ما قد يحصل جراء ذلك في المنطقة فإن الملام فيه هي الولايات المتحدة والذين أيدوا ما قامت به في ذلك اليوم وصفقوا لها.

قناة الميادين مثلا خصصت كل برامجها منذ الأيام الأخيرة من السنة الفائتة لتبجيل سليماني والقول بأن القضية الفلسطينية بل فلسطين برمتها كان يمكن أن تضيع لولا أن هذا الشخص كان يشغل منصب قائد «فيلق القدس»، والحال نفسه فيما يخص لبنان وسوريا واليمن، فهو وببركاته وبتأييد خامنئي له حصل كل الذي حصل في هذه الدول من «خير». هذه القناة بالغت إلى الحد الذي بثت مقابلة مسجلة مع حسن نصر الله مدتها أربع ساعات كي يقول عن سليماني والمهندس ما أراد منه النظام الإيراني قوله، وتلتها بمجموعة من المقابلات مع مسؤولين إيرانيين وكذلك ابنة سليماني التي كادت أن تشارك القناة والترسانة الإعلامية الإيرانية وتقول إن والدها أرفع من البشر!

الأمر نفسه فعلته الفضائيات الأخرى الممولة من النظام الإيراني حيث خصصت كل برامجها يوم الأحد الماضي «3 يناير» لإبراز سليماني والمهندس وبالغت في تغطية التجمع الذي تم تنظيمه في بغداد بغية إحراج الحكومة العراقية والقول بأنها المسؤولة عن قتل المذكورين.. طالما أن العملية حصلت في العراق.

الإعداد لتأليه قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هو الذي يجري حالياً في إيران و«توابعها»، ولن يكون غريباً إصدار النظام فتوى باعتبار كل من لا يقوم بذلك كافراً.