كثيرون هم أولئك الذين شعروا بوخز في قلوبهم عندما وجه إليهم هذا السؤال؛ لأنهم يشعرون بالوحدة ومتلهفون لهذه السعادة. الإنسان كائن هزيل يتصرف بغرابة ودون حذر، تدمره كلمة وتبنيه طبطبة! نحن نبحث عن المواساة في أشياء وأشخاص ليسوا أهلاً لذلك، يقع علينا اللوم بنسبة لا بأس بها في كثير من الأوقات ما المانع أن تكون أنت الحاضن لنفسك، المحب لها؟ ما الذي يدفعك لأذية نفسك أكثر مما حل بك؟ ألا تكتفي بما تشعر به؟

إن ما يرهقنا هو الاعتماد على الآخر، ننتظر منهم ما لا ننتظره من أنفسنا، نرغب في المزيد مما لديهم دون أن نعي أن العطاء خيار ستجد السعادة حين تتفهم نفسك وتتفهم الآخر، فالوضوح أفضل الحلول لإبقاء حياتك في صفاء وسلام. لا تتوقف عند واقعة واحدة، القادم حافل بالكثير من الوقائع، الجميلة والسيئة معاً. لا تحاول تجاهل المشكلة التي تواجهك وتتطلب منك حلاً فورياً.

لا تصدق شيئاً قبل أن تراه بعينك، ولا تحكم عليه قبل أن تعرف أصله ومغزاه، أعي تماماً أن ذلك صعب جداً، لكنك بالغ وعاقل وتستطيع التدرب على ذلك. اظهر بجهدك، واظهر ما لديك بثقة، لا تحاول أن تطلب من الآخرين ذلك دون أن يكون لك يد في الأمر.

لا تنتظر سؤالاً ولا تطلب حباً، لا تناضل من أجل من تحب، فقط لأنك تحبه وهو لا يشعر، كن عادلاً وبادل نفسك بعض الحب الذي تسرف به على للآخرين وما من مقدرٍ لذلك.

إبحث عن سعادتك في أشياء تستحقك وتستحقها، في مرافقة أسرتك، الكتب، مشاهدة الأفلام، الكتابة، المهارات التي تمتلكها وتجيدها، الخروج للتنزه، السفر للأماكن المرغوبة التي كنت تتمنى السفر إليها، عش كما هو مطلوب منك لتسعد نفسك، وهذه الخيارات مطروحة للجميع فئات المجتمع، لا عذر لديك مهما كانت ظروفك، خذ منها ما يتناسب مع احتياجاتك وظروفك وتقدم.

لا يجب أن تفهم من كلامي هذا أن تقطع اتصالك وتواصلك مع البشر من حولك، هذا قصور في الفهم، الناس للناس، لكنهم لا يدومون وتطرأ عليهم التغيرات وتجبرهم الظروف، كن على حياد دائماً مع نفسك ومع من حولك، لست أحطمك، إنما أخبرك بالواقع.

لا توجد حياة مثالية أرجوك كن على يقين أن ذلك مستحيل وليس سمة بشرية، لذا فإن مصادر الراحة والسلام متعددة خذ ما شئت ودع ما لا يناسبك. عندها تشعر بالراحة والاسترخاء والسعادة، هذه هي الحياة فيها المرارة والحلاوة هي خليط من كل شيء ولن تكون صامداً ما لم تتذوقها كما هي على حالها، عندها تشعر بالراحة والاسترخاء والسعادة، هذه هي الحياة فيها المرارة والحلاوة هي خليط من كل شيء ولن تكون صامداً ما لم تتذوقها كما هي على حالها.