منذ فترة ليست ببعيدة رن هاتفي قرابة الساعة الحادية عشرة صباحاً تنبيهاً باستلامي رسالة «واتس أب»، فلم أعر الأمر اهتماماً لانشغالي بمتابعة دروس طفلتي أون لاين.

خلال فترة المساء أمسكت بهاتفي لأتفقد ما غاب عني من أخبار ومعلومات، وإذ تستوقفني رسالة سعادة مدير إحدى مجموعات «الواتس أب» والتي كانت بمثابة تهديد واضح وصريح أنه سيتم حذفي من المجموعة في حال لم أتنازل عن حالة الصمت التي بها أعيش، وأنه عليّ أن أكون من المتفاعلين. ومبدأ «أن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، مقولة قد ذهبت أدراج الرياح عندما حصلت على «بطاقة إنذار» من سعادة مدير مجموعة «واتس أب» أساساً تم إقحامي بها من دون سابق تنبيه، بهدف مزعوم وملغوم أنها تسعى لنشر ثقافة العلم والمعرفة بين الجميع، لأُفاجأ لاحقاً بأن الهدف الأساسي والوحيد بدفع كل من بها إلى تبجيل وتعظيم شخصٍ وجد نفسه عاطلاً في الحياة، فقرر أن ينصّب نفسه مديراً في عالم الخيال وشكل له حاشية مهمتهم أن يثنوا على ما يقول ويمدحون ما يقترح ويحيون صولاته وجولاته بالورود والقلوب الإلكترونية، ولا ننسى علامة التأكيد وأنهم لكلامهم من المؤيدين.. والأكثر من ذلك لا يمكنك أن تكون من المعترضين، فسينزل عليك غضب سعادة المدير ويطردك من هذا الصرح العظيم.

بعد قراءتي الرسالة النصية، انتابتني حالة من الضحك الهستيرية على السخافة الفكرية التي أصبحت تسيطر على بعض العقول البشرية. عقول تجد للأسف في أن إدارة مجموعة «الواتس أب» امرٌ عظيم وأنه منها سوف تحقق نفوذها العنيف.

لا أخفي عليكم، فعلى بالي حقيقة من الكلام الكثير ولأنني لا أزال من أنصار إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، فسوف أكتفي بالقدر الذي شاركتكم فيه، لعل وعسى يقرأ هذا الكلام وينتفع به كل من نصّب نفسه زعيماً في مجموعة يمكن بكبسة زر واحدة أن تصبح في عداد المفقودين ووجودها من عدمه لن يسمن ولن يغني ولن ينشلنا من حالة التائهين إلى مرتبة الفلاسفة والمفكرين.