بترشيح من المجلس الأعلى للمرأة وبالتنسيق مع وزارة الخارجية البحرينية، شاركت ست قياديات في فعالية إطلاق "شبكة التنمية الاقتصادية النسائية المتحدة"، وهي مبادرة تأتي في سياق متابعة وتنفيذ التوقيع التاريخي على إعلان مبادئ إبراهيم، وتهدف الشبكة إلى التركيز على فرص مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية في دولها، في وقت يُنظر فيه إلى التمكين الاقتصادي والمالي للمرأة كأحد أهم المجالات التي تسعى الدول مجتمعة لتحقيقها تحت أجندة 2030 للأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
كما تهدف هذه الشبكة التي تضم بجانب مملكة البحرين كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية وجمهورية السودان وأذربيجان وكوسوفو ودولة إسرائيل إلى توطيد الثقة والتقارب الحضاري بين النساء وتعزيز مجالات مشاركتهن الاقتصادية وريادة الأعمال ولتبادل الخبرات وتكثيف التواصل بين مختلف القطاعات التجارية والحكومية من أجل إيجاد وتنويع فرص تعاون اقتصادية أكبر في المنطقة من أجل مستقبل واعد للأجيال القادمة.
وشاركت في إطلاق هذه الشبكة من خلال الاتصال الالكتروني المرئي كل من سعادة د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة وكيل وزارة الخارجية وعضو المجلس الأعلى للمرأة، وسعادة الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة مديرة مكتب صاحبة السمو الملكي قرينة عاهل البلاد المفدى، الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، والشيخة دينا بنت راشد آل خليفة مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، وسعادة السفيرة السيدة هدى عزرا نونو العضوة السابقة بمجلس الشورى وسفيرة مملكة البحرين السابقة في الولايات المتحدة الأميركية، وسعادة السيدة أفنان راشد الزياني عضو المجلس الأعلى للمرأة.
وأشارت سعادة د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة إلى تأكيد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، على أن المجتمع لا يمكن أن يتقدم بوتيرة سريعة دون المشاركة الفعالة للمرأة، وأوضحت أن جلالته أصدر الأمر السامي بتأسيس المجلس الأعلى للمرأة في 22 أغسطس 2001، والذي كرّس الرؤية التقدمية لجلالته في مختلف مجالات نهوض المرأة، مشيرةً إلى أن المجلس برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، قد تمكّن خلال العقدين الماضيين من بناء منظومة عمل مؤسسي داعمة للمرأة، وهي منظومة كسبت اهتمام واحترام العالم وأحرزت مملكة البحرين بموجبها مكانة دولية متقدمة في مختلف قضايا المرأة.
وأعربت سعادة د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة عن فخرها واعتزازها على الثقة الملكية السامية بتعيينها وكيل وزارة خارجية مملكة البحرين، باعتبارها أول امرأة في المنطقة تتولى هذا المنصب، مشيرة إلى عمق وجدية المساعي التي بذلت على مر السنين للنهوض بمكانة المرأة في مملكة البحرين.
بدورها أوضحت السيدة أفنان الزياني أن المرأة البحرينية تحقق عاماً بعد عام نجاحات متوالية على صعيد رفع نسبتها في سوق العمل بالقطاعين العام والخاص، أو حضورها في الكيانات الاقتصادية البحرينية مثل مجلس التنمية الاقتصادية وغرفة التجارة والصناعة، إضافة إلى وجود العديد من النساء القيادات في القطاع الخاص على رأس عدد من أكبر وأهم الشركات والمؤسسات .
وقالت إن لا تحديات تشريعية أو قانونية أو تمويلية أو غيرها تواجه رائدات وسيدات الأعمال البحرينيات، مشيرة إلى امتلاكهن الكثير من الخبرات والمهارات في عالم الأعمال، وبعضهن تمكن بالفعل من الوصول بخدمات ومنتجات مشاريعهن إلى الأسواق الإقليمية والعالمية..
إلى ذلك أشارت الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة إلى أن الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية (2013- 2022) تتضمن خمسة محاور تسعى إلى ضمان تحقيق الاستقرار الأسري في إطار الترابط العائلي، وتعزيز قدرتها على المساهمة التنافسية في مسار التنمية، القائم على مبدأ تكافؤ الفرص، وإدماج احتياجات المرأة في التنمية الوطنية.
وأوضحت أن المجلس الأعلى للمرأة يضع مسألة تعزيز حضور المرأة في المشهد الاقتصادي لمملكة البحرين في مقدمة أولوياته، ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وقالت إن المجلس تمكن خلال العقدين الماضيين من بناء الكثير من الخبرات والتدابير الملائمة لنهوض المرأة اقتصاديا، معربةً عن استعداد المجلس للعمل مع جميع الشركاء على المستوى الإقليمي والدولي من أجل توفير وتطوير الأطر الملائمة لانطلاقة واثقة مستدامة للمرأة في مختلف مجالات العمل الاقتصادي.
من جانبها قالت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، أن مملكة البحرين أولت أهتماماً خاصاً بزيادة الرقعة الخضراء خاصة في ظل ما يحظى به هذا القطاع من دعم ومساندة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمجلس الأعلى للمبادرة، وما تقوم به من جهود في سبيل الارتقاء بالقطاع الزراعي في البلاد، وقدمت الشيخة مرام لمحة عن عدد من مشاريع المبادرة الوطنية مثل معرض البحرين الدولي للحدائق الذي يستقطب الآلاف من داخل وخارج البحرين كل عام، إضافة إلى مشاريع الأمن الغذائي وتوفير أسواق لعرض منتجات المزارعين البحرينيين.
هذا وتحدثت السفيرة هدى عزرا نونو عن تجربتها كعضو مجلس شورى لسنوات عديدة، ودور المرأة البحرينية في دعم عدد من التشريعات والقوانين التي تصب في صالح الأسرة البحرينية، ثم انتقالها للعمل كسفيرة في الولايات المتحدة الأمريكية كأول امرأة بحرينية وخليجية تشغل هذا المنصب الهام والذي من خلاله عززت مكانة البحرين في الأوساط الدبلوماسية والتعريف بها كدولة تضرب أروع الأمثلة في التسامح والتعايش بين مختلف الأديان.