سعياً للتعريف بتجربة مملكة البحرين الثقافية، شاركت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسية هيئة البحرين للثقافة والآثار، مساء أمس الأربعاء الموافق 8 أبريل 2015، في الدورة الثالثة من سلسلة محاضرات الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) الشرفية، وذلك بعد دعوة تلقّتها من الدكتور عبد الله حمد محارب المدير العام للمنظمة، حيث استعرضت معاليها خلال المحاضرة، التي عقدت بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية في القاهرة، أبرز ملامح الاشتغال الثقافي الذي تعايشه البحرين تحت مظلة مشروع "الاستثمار في الثقافة”، وسط حضور رسمي ودبلوماسي وإعلامي وعدد من أبرز الشخصيات الأدبية والفنية. في كلمته الترحيبية أشاد الدكتور عبد الله حمد محارب بجهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في إثراء المشهد الثقافي في البحرين وخارجها، مؤكداً أن دعوة منظمة الألكسو لمعاليها تأتي كاعتراف بهذه الجهود التي يقدّرها الجميع. وقال: "اليوم نحتفل برمز عربي من رموز الثقافة المعاصرة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خدمت وما زالت تخدم الثقافة العربية من خلال مسارات فعالة ومبتكرة”. كما وأشار إلى أن تجربة الشيخة مي في الاستثمار في الثقافي تعد تجربة فريدة ومتميزة، مبدياً فخره وفخر العالم العربي أجمع بإنجازاتها المتواصلة. بدورها توجّهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالشكر إلى منظمة الألكسو التي تعترف بأهمية العمل الثقافي والاستثمار فيه قائلة "نراهن على الثقافة، نراهن على الجمال الذي تكتنزه ذاكرة الحضارة العربية العريقة لنواجه التحديات المختلفة في أوطاننا”.كما وأشارت إلى أن الثقافة تعد مسؤولية شاملة يشترك في صونها وتعزيزها القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية الملتزمة بالشأن الثقافي، مردفة: "الثقافة مسؤولية يمكن لنا جميعا أن نتقاسمها على أرض الواقع”. وبينت كذلك أنه من الضرورة أن تتكامل الأدوار وتتقاسم المهام من أجل تفعيل المشاريع واستثمار المعطيات. واستعرضت أهم مراحل الاستثمار في الثقافة الذي بدأ في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث كقطاع أهلي، موضحة أنه ومنذ تأسيس المركز عام 2002 استطاع أن يعيد إحياء بيوت المحرق والمنامة القديمة ويستضيف حتى الآن أكثر من 400 شخصية من عوالم الفكر، الأدب، الصحافة والفن. وأشارت إلى أنها نقلت فكرة الاستثمار في الثقافة إلى القطاع العام بعد تسلّمها المهام الرسمية فيه، وذلك من خلال صناعة شراكة ما بين القطاعين العام والخاص لدعم مشاريع البنى التحتية المعنية بالثقافة والسياحة، موضحة أن هذا الدعم أنتج بنية تحتية استطاع هذا الاستثمار الخاص تأمين متطلباته والتي تقدر بحوالي مئة مليون دولار. وفي سياق متصل استعرضت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أهم مشاريع الاستثمار في الثقافة والتي تصدّرتها رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لإنشاء مسرح البحرين الوطني الذي أنجز عام 2012 في حين كانت تحتفل المنامة باختيارها عاصمة للثقافة العربية، ودعم بنك أركابيتا لإنشاء متحف موقع قلعة البحرين الذي يوثق تاريخ أول موقع للبحرين يدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، كما وتطرقت إلى الدعم الذي تلقاه عدد آخر من المشاريع كمشروع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو منذ العام 2012، المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وباب البحرين، إضافة إلى غيرها من المشاريع الحيوية المهمة التي أنجزت في مملكة البحرين. وحول أهم المشاريع المستقبلية ضمن الاستثمار في الثقافة فأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى مجموعة منها، كمتحف ومركز أبحاث مستوطنة سار، متحف عالي وتطوير سلسلة التلال أثرية ومصانع الفخار في عالي، متحف الصوت، متحف الطفل، مركز زوار معبد باربار وفندق البحرين. وفي ختام اللقاء تسلّمت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة درع "محاضرات الألكسو الشرفية”، حيث كرّمها الدكتور عبد الله حمد محارب المدير العام للألكسو. كما وأشاد الحاضرون عبر مداخلات تلت المحاضرة بالمنجز الثقافي الذي حققته البحرين من خلال جهود الشيخة مي ودورها في الارتقاء بالثقافة المحلية والعربية. يذكر أن المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم (الألكسو) تنفذ برنامجا ثقافيا وعلميا دوليا تحت مسمى "محاضرات الألكسو الشرفية”، وذلك اعترافاً منها بما حققه أعلام الفكر، السياسة والدبلوماسية من إنجازات متميزة، حيث يجوب البرنامج الدول العربية والعالم. كما ويسعى البرنامج إلى تكريم هذه الشخصيات ومناقشة الأثر الذي تتركه على المجتمع العربي والدولي. ومن الجدير ذكره أيضاً أن منظمة الألكسو هي واحدة من المنظمات العربية والإقليمية المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية، التي تعنى بشؤون التربية والتعليم وحماية التراث المادي وغير المادي في الوطن العربي. وأنشئت المنظمة عام 1970م، وتضم في عضويتها كل الدول العربية.