نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن مسلسل «التاج»، The Crown الذي يروي السيرة الإنسانية لأهم العائلات الملكية الحاكمة في العالم، وهي الأسرة الحاكمة البريطانية وعلى رأسهم الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا عمراً وجلوساً على العرش بعد تخطيها فترة الستة عقود، فقد عاصرت 12 رئيساً أمريكياً و12 رئيس وزراء ببريطانيا و7 باباوات.
إن هذا المسلسل بحياديته وتجرده استعرض بعمق أكبر البعد الإنساني لطبيعة شخصية تشارلز الذي عانى من ظروف قاسية منذ نشأته كونه ولي العهد والملك المستقبلي للعرش البريطاني، وما قاساه من جفاف عاطفي وعدم تفهم لشغفه للثقافة والفنون وتعلقه في بداية حياته بكاميلا، تلك المرأة التي استطاعت أن تفهمه وتسعده وتنتشله من وحدته وهذا البؤس الذي يعانيه، وتتحد معه فكرياً وعقلياً ونفسياً وهو ما كان في أشد الاحتياج له، رغم ذلك تم التفريق بينه وبين حبه الأول لاعتبارات العائلة التي لم تستسغ كاميلا، وإجباره على الزواج بمن يليق به من وجهة نظر ملكية.
إن الناس تميل دائماً لتصديق القصص الخيالية أكثر من القصص الواقعية المملة، هذا ما جاء على لسان كاميلا وهي تدرك حتمية الهزيمة أمام شعبية وجمال ديانا الذي يبدو للناظر وكأنها خرجت للتو من الروايات الأسطورية بجمالها وحسها الإنساني المرهف، ولكنها للأسف كانت تفتقر للثقافة والعمق والقدرة على التكيف والانسجام مع احتياجات تشارلز الإنسانية.
هذا المسلسل جعلنا نستمع إلى الطرف الآخر من الرواية، ويعطينا درساً آخر في أهمية أن نتجرد وأن نعيد قراءة التاريخ بشكل محايد بعيداً عن الزخم والتضليل الإعلامي الذي يميل إلى الإثارة وتوجيه الرأي العام بشكل مضلل في كثير من الأحيان.
إن أكثر ما يلفت النظر في هذا المسلسل هو مستوى الحرية في الطرح وعرضه سير شخوص مازالوا على قيد الحياة وتعرضه لأحداث مازالت ماثلة في الذاكرة الجمعية، رغم تأكيد كاتبه بيتر مورغان اعتماده أسلوب السرد القصصي وأن أحداث المسلسل ليست واقعية تجنباً للمشاكل والاحتجاجات التي تعرض لها المسلسل مع العائلة الحاكمة، كل ذلك لم يمنع أو يحد من حرية الرأي والتعبير التي يحتاجها الفن ليلعب دوره الحقيقي والمؤثر في المجتمعات، وهذا ما تفتقر له الكتابة في الدراما التاريخية بالعالم العربي، فمازالت الكتابة تخلو من الحياد والتجرد، فالشخصيات إما طيبة غارقة في المثالية وإما شريرة غارقة في السوداوية، دون إدراك للطبيعة البشرية التي تحمل في طياتها مزيجاً من الخير والشر والصراع بينهما، كما أن قراءة الأحداث التاريخية تتطلب كثيراً من العمق والتحليل والنظرة الشمولية لكل العوامل والمؤثرات، ومن هنا أيضاً جاءت أهمية وخطورة تلك المنصات الإعلامية التي باتت تنتج أعمالاً درامية بعيداً عن المؤسسات الإعلامية الرسمية في الدول والتي تفرض في كثير من الأحيان أجنداتها على الكتاب والأعمال الفنية التي تقوم بإنتاجها، وهذا ما يدعونا لمراجعة الأعمال الدرامية العربية في ظل المنافسة الشرسة من قبل هذه المنصات، فقد حان الوقت لنفتح المجال ونتيح هامشاً أكبر من الحرية والإبداع لصناع الدراما العربية ليبدعوا قبل أن تحكم هذه المنصات السيطرة على المشاهد العربي وتخطفه من أمام شاشات التلفزة العربية.
إن هذا المسلسل بحياديته وتجرده استعرض بعمق أكبر البعد الإنساني لطبيعة شخصية تشارلز الذي عانى من ظروف قاسية منذ نشأته كونه ولي العهد والملك المستقبلي للعرش البريطاني، وما قاساه من جفاف عاطفي وعدم تفهم لشغفه للثقافة والفنون وتعلقه في بداية حياته بكاميلا، تلك المرأة التي استطاعت أن تفهمه وتسعده وتنتشله من وحدته وهذا البؤس الذي يعانيه، وتتحد معه فكرياً وعقلياً ونفسياً وهو ما كان في أشد الاحتياج له، رغم ذلك تم التفريق بينه وبين حبه الأول لاعتبارات العائلة التي لم تستسغ كاميلا، وإجباره على الزواج بمن يليق به من وجهة نظر ملكية.
إن الناس تميل دائماً لتصديق القصص الخيالية أكثر من القصص الواقعية المملة، هذا ما جاء على لسان كاميلا وهي تدرك حتمية الهزيمة أمام شعبية وجمال ديانا الذي يبدو للناظر وكأنها خرجت للتو من الروايات الأسطورية بجمالها وحسها الإنساني المرهف، ولكنها للأسف كانت تفتقر للثقافة والعمق والقدرة على التكيف والانسجام مع احتياجات تشارلز الإنسانية.
هذا المسلسل جعلنا نستمع إلى الطرف الآخر من الرواية، ويعطينا درساً آخر في أهمية أن نتجرد وأن نعيد قراءة التاريخ بشكل محايد بعيداً عن الزخم والتضليل الإعلامي الذي يميل إلى الإثارة وتوجيه الرأي العام بشكل مضلل في كثير من الأحيان.
إن أكثر ما يلفت النظر في هذا المسلسل هو مستوى الحرية في الطرح وعرضه سير شخوص مازالوا على قيد الحياة وتعرضه لأحداث مازالت ماثلة في الذاكرة الجمعية، رغم تأكيد كاتبه بيتر مورغان اعتماده أسلوب السرد القصصي وأن أحداث المسلسل ليست واقعية تجنباً للمشاكل والاحتجاجات التي تعرض لها المسلسل مع العائلة الحاكمة، كل ذلك لم يمنع أو يحد من حرية الرأي والتعبير التي يحتاجها الفن ليلعب دوره الحقيقي والمؤثر في المجتمعات، وهذا ما تفتقر له الكتابة في الدراما التاريخية بالعالم العربي، فمازالت الكتابة تخلو من الحياد والتجرد، فالشخصيات إما طيبة غارقة في المثالية وإما شريرة غارقة في السوداوية، دون إدراك للطبيعة البشرية التي تحمل في طياتها مزيجاً من الخير والشر والصراع بينهما، كما أن قراءة الأحداث التاريخية تتطلب كثيراً من العمق والتحليل والنظرة الشمولية لكل العوامل والمؤثرات، ومن هنا أيضاً جاءت أهمية وخطورة تلك المنصات الإعلامية التي باتت تنتج أعمالاً درامية بعيداً عن المؤسسات الإعلامية الرسمية في الدول والتي تفرض في كثير من الأحيان أجنداتها على الكتاب والأعمال الفنية التي تقوم بإنتاجها، وهذا ما يدعونا لمراجعة الأعمال الدرامية العربية في ظل المنافسة الشرسة من قبل هذه المنصات، فقد حان الوقت لنفتح المجال ونتيح هامشاً أكبر من الحرية والإبداع لصناع الدراما العربية ليبدعوا قبل أن تحكم هذه المنصات السيطرة على المشاهد العربي وتخطفه من أمام شاشات التلفزة العربية.