كل ما نحتاجه هو 3 أسابيع فقط، لنكمل عامنا الجديد دون جائحة كورونا (كوفيد19)، بدون إغلاق، وبدون خوف، وبدون وفيات يومية، وبدون فحوصات طبية.

الأمر ليس صعباً، كما أنه ليس معجزة، ولا يمكن أن يكون فوق طاقة أي إنسان، ولا يحتاج لأي شيء خارق، سوى اقتناع فقط، بأن ممارسات بسيطة قد تؤدي إلى خسائر مدمرة، وقناعة داخلية بأن كلاً منا هو وزير صحة، بيده مفاتيح الحلول.

كنا ومازلنا مجتمعاً واعياً، يضرب بنا المثل، وأثبتت لنا الـ 340 يوماً الماضية منذ اكتشاف أول حالة كورونا، أن النصائح الذهبية هي ذاتها، وليس هناك أي إضافات عليها، لا تجمعات، ولا مخالطة، استخدم المعقمات، وارتدِ الكمام.

3 موجات شهدتها البحرين حتى الآن، الأولى كانت مع بدء الجائحة، والأخرى بعدها بعدة أشهر، ثم شهدنا انخفاضاً، حتى اقتربنا من النهاية، لنعود مجدداً إلى المربع الأول تقريباً.

الدولة وفرت كل ما عليها، وفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، بذل الغالي والنفيس، وقدم كل ما يمكن من أجل مكافحة هذا الوباء.

فواتير كهرباء مدفوعة، وقروض مؤجلة، ودعم رواتب، ضمن حزمة مالية أمر بها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، فضلاً عن العشرات من المبادرات الأخرى، التي لا يمكن إلا أن تسطر بحروف من ذهب وسط صفحات التاريخ، كل ذلك من أجل ألا يشعر المواطن بأي تغيير كبير، ولا يفقد الجميع وظائفهم، ولتحافظ الدولة على مكتسبات المواطنين جميعاً.

ولكن في المقابل، نرى أن البعض لا يكترث، ولا يلتزم بأبسط الأمور المطلوبة منه، فكيف يمكن أن تأخذ دون أن تعطي؟ وكيف للشخص أن يطالب بمزيد، وهو لم يقدم شيئاً؟ بل يرفض اللقاح الذي لطالما سأل عن وقت تواجده.

حتى الآن، الأرقام الرسمية تقول إن هناك أكثر من 101 ألف إصابة، و371 حالة وفاة بمعدل حالة تقريباً في اليوم منذ أول إصابة في البحرين، كان أكبرها في التسعينيات من عمره، وأصغرها في العشرينيات، رحمهم الله جميعاً، وهناك سلالات أخرى قد تعقد الأمر، وكلنا ثقة في الفريق الوطني الطبي للتصدي للفيروس، ولكن يجب أن نستعيد الثقة بأنفسنا لنتغلب على الجائحة، وكل ما نحتاجه مجدداً هو 3 أسابيع فقط.

* آخر لمحة:

هناك من هم في الصفوف الأمامية لم يأخذوا ولو يوم راحة لمدة عام كامل تقريباً، فإن لم نستشعر خطورة المرض وخطواتنا للتغلب عليه، فلنستشعر على الأقل جهود هؤلاء الأبطال، ولنساعد في تخفيف العبء عنهم.