على مدى أسابيع تواصلت التحذيرات من الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، ومن شخصيات رسمية وشعبية، من خطورة التهاون بالإجراءات الاحترازية، خصوصاً فيما يتعلق بالتجمعات ومخالطة كبار السن والمرضى.

ولكن وكما يقول المثل البحريني الشعبي «عمك أصمخ»، وكأن كل التحذيرات والإجراءات وتكثيف الحضور الإعلامي لفريق البحرين، لم يشكل لثلة من المستهترين أي معنى، ما سهم إلى الارتفاع الملحوظ في أعداد الإصابات، واكتشاف بعض الإصابات بفيروس كورونا والمتحور، وهو ما اضطر الحكومة للإعلان عن العودة لفرض بعض القيود، وإيقاف العودة للمدارس وتعليق الخدمات الداخلية في المطاعم.

هذه الإجراءات والتي ستستمر لثلاثة أسابيع سيكون رفعها أو إبقاؤها رهناً بتبعات تطور الإصابة، ومدى جدية المواطن والمقيم بالالتزام بها، باختصار «الكرة» عادت لنا مرة أخرى لنظهر مدى التزامنا وحرصنا على وطننا، بعد ما عانيناه طوال السنة الماضية، وما انعكس علينا جميعاً من آثار سلبية طالت كل القطاعات الاقتصادية.

كلمة حق، قلتها وسأبقى أرددها، بأن الحكومة وفريق البحرين لم يدخر جهداً في الحفاظ على صحة الجميع، وتقديم الدعم للقطاعات الاقتصادية الأكثر تضرراً، رغم الظروف الاقتصادية العالمية السيئة، إلا أنها عملت على تسخير كل إمكانياتها حماية للوطن والمواطنين.

ومع التطورات الأخيرة، ورغم السعي الحثيث لتأمين اللقاح للجميع، فلا يزال بيننا، للأسف، من يعيش على نظرية المؤامرة، ولا يرى غضاضة في الضرب عرض الحائط بآراء الأطباء والمختصين، محملاً «جهات خفية» مسؤولية كل ما يجري حول العالم.

وهنا لا بد لي أن أقولها بصراحة بأن هذه الفئة، وإن كانت صغيرة، فإن ما تقوم به من تجاهل ومحاولة تشويه الحقائق، هو السبب الرئيس فيما وصلنا إليه، إضافة إلى الإصرار على خرق القواعد والإجراءات الاحترازية، في محاولة لإثبات صحة نظريتهم.

إضاءة..

«كلنا فريق البحرين، مواطنين ومقيمين، قطاعاً عاماً وخاصاً، ومسؤوليتنا مشتركة تجاه وطننا وواجبنا أن نلتزم للبحرين جميعاً لحماية المجتمع من مخاطر هذا الفيروس ومستجداته فنحن نخوض جميعاً مرحلة هامة في التعامل مع جائحة فيروس كورونا عنصر النجاح فيها هو حرص الجميع على اتباع التعليمات الصادرة من الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا والجهات المعنية، واضعين نصب الأعين المصلحة العليا للوطن وسلامة المواطنين والمقيمين». «سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء».

* إضاءة أخرى..

شكر وتقدير خالصين لفريق العمل والمتطوعين في مركز البحرين للمعارض على جهودهم المستمرة وتنظيمهم السلس والرائع لسير الفحوصات والمركبات منذ بداية الجائحة وحتى يومنا هذا، وأشكر أيضاً «الجندي المجهول» الأخ محمود مجبل مسؤول الفحص والتطعيم، والذي يعد أحد النماذج المشرفة للشباب البحريني الذي يستحق منا كل تقدير وامتنان.