تصدّرت كوريا الجنوبية مجدداً أحدث "مؤشر للابتكار" تعدّه وكالة "بلومبرغ"، فيما خرجت الولايات المتحدة من قائمة أفضل 10 دول.
واستعادت كوريا الجنوبية المركز الأول من ألمانيا التي تراجعت إلى المركز الرابع. وتصدّرت الدولة الآسيوية المؤشر لسبع من السنوات التسع التي نُشِر فيها. وتقدّمت سنغافورة وسويسرا نقطة واحدة إلى المرتبتين الثانية والثالثة. تلتهما ألمانيا والسويد والدنمارك وإسرائيل وفنلندا وهولندا والنمسا.
ويحلّل مؤشر "بلومبرغ" عشرات المعايير، مستخدماً 7 مقاييس متساوية الأهمية، بما في ذلك الإنفاق على البحث والتطوير، والقدرة على التصنيع، وكثافة شركات التكنولوجيا.
وتعكس تصنيفات 2021 عالماً أدت فيه مكافحة فيروس كورونا المستجد إلى بروز الابتكار، من الجهود الحكومية لاحتواء الجائحة، إلى البنية التحتية الرقمية التي مكّنت النشاطات الاقتصادية من العمل والسباق على تطوير لقاحات.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن كاثرين مان، أبرز الخبراء الاقتصاديين العالميين في مصرف "سيتي غروب" قولها: "في عام كوفيد وبمواجهة المسألة الملحّة لتغيّر المناخ، تزداد أهمية أساسيات الابتكار. يُقاس الابتكار غالباً بأفكار ومنتجات وخدمات جديدة، لكن انتشارها واعتمادها هو المقياس الحقيقي للنجاح".
المؤشر وكورونا
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن كثيراً من بياناتها يعود إلى ما قبل أزمة كورونا. واستدركت أن دولاً كثيرة تتصدّر المؤشر مثل كوريا الجنوبية وألمانيا وإسرائيل، كانت رائدة في العالم في بعض مجالات مكافحة الفيروس، سواء من خلال تتبع الاحتكاك بين مصابين وآخرين أو التلقيح السريع.
ويعكس بروز مؤسسات أميركية، مثل "زوم" و"فايزر"، في قطاع الابتكار العام الماضي الترتيب الأعلى للولايات المتحدة في كثافة شركات التكنولوجيا.
واعتبر الاقتصادي الأميركي بول رومر، الحائز جائزة نوبل، أن كورونا أبرز أيضاً نوعاً مختلفاً من الاختراق يرتبط بالسياسة والتنظيم أكثر من التكنولوجيا أو البحث. وأضاف: "يجب أن ندرك أن المقاييس المتاحة تفتقر إلى أبعاد مهمة للابتكار. أظهر مسؤولون في ووهان الصينية للمرة الأولى إمكان إخضاع 10 ملايين من سكان المدينة لاختبارات، خلال أسبوعين، بحثاً عن كورونا. كان ذلك ابتكاراً مهماً جداً في قطاع الصحة العامة".
ورأت "بلومبرغ" أن استعادة كوريا الجنوبية المركز الأول في مؤشرها تعود بشكل أساسي إلى زيادة نشاط براءات الاختراع التي احتلت فيها المرتبة الأولى، إضافة إلى أداء قوي في البحث والتطوير والتصنيع.
وقال لي كيونغ موك، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة سيول الوطنية، إن هناك توافقاً شبه كامل في كوريا الجنوبية على أن قطاع "البحث والتطوير ضروري ليكون لدينا مستقبل". وأضاف: "إنها تقع بين دول أكثر تقدماً، والتي لا تزال تتفوّق عليها في التكنولوجيا. وهناك الصين التي تلحق بالركب بسرعة، معتمدة على انخفاض تكاليف العمالة".
تراجع أمريكا والصين
أما سنغافورة التي احتلت المرتبة الثانية، فتخصص أموالاً في موازنتها لمساعدة العمال والشركات على الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي، وتسجل درجات عالية في التصنيع، كما أن جامعاتها تضعها في صدارة مقياس التعليم العالي.
وتأتي سويسرا ثالثة، وتحتل مرتبة متقدّمة في فئتَي البحث في المؤشر، علماً أنها رائدة في التكنولوجيا المالية والبيولوجية.
وخسرت ألمانيا المرتبة الأولى بعد تحذير وجّهه قبل سنتين يورغن ميتشيلز، أبرز الاقتصاديين في مصرف Bayerische Landesbank، قائلاً إن بلاده تفتقر إلى عمال مهرة واستراتيجية مناسبة للجيل المقبل من التكنولوجيا.
وباعتبارهما أضخم اقتصادَين في العالم، تشهد الولايات المتحدة والصين ابتكارات كثيرة، كما تخوضان معركة بشأن ملفات جوهرية، مثل حقوق الملكية الفكرية. وأظهر المؤشر تقلّصاً مطرداً للفجوة بينهما، كما أن تصنيفهما انخفض في أحدث مؤشر.
تراجعت الولايات المتحدة مرتبتين إلى المركز الـ11، علماً أنها تصدّرت أول مؤشر للابتكار أعدّته "بلومبرغ"، في عام 2013. ووَرَدَ في تقرير أعدّه "المجلس الوطني للعلوم" العام الماضي: "في وقت كانت فيه الولايات المتحدة رائدة بلا منازع في العلوم والهندسة، فإننا نؤدي الآن دوراً أقل هيمنة".
"الابتكار في أمريكا"
وسجلت الولايات المتحدة نتائج سيئة في التعليم العالي، رغم أن جامعاتها مشهورة عالمياً. ويُحتمل أن يكون هذا الأداء الضعيف زاد سوءاً، نتيجة عراقيل تواجه الطلاب الأجانب الذين يكونون عادة بارزين في العلوم والتكنولوجيا، أو بسبب سياسة التأشيرات التي اعتمدتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، أو جرّاء كورونا.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة تنشيط التصنيع في بلاده من خلال استثمار 300 مليار دولار في البحث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة، وهي سياسة أطلق عليها "الابتكار في أميركا".
ونقلت "بلومبرغ" عن سونغ وون سون، وهو خبير اقتصادي في جامعة لويولا ماريماونت في لوس أنجلوس، أن الولايات المتحدة لا تزال في الطليعة، مستدركاً أن ابتكاراتها تأتي الآن من شركات أصغر حجماً، وتستغرق وقتاً أطول للوصول إلى المستهلك. وأضاف: "هناك أفكار جديدة كثيرة من عدة شركات ناشئة. وسيستغرق الأمر وقتاً كي تُترجَم الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق".
تقدّم الهند
وذكرت الوكالة أن الصين التي تراجعت مرتبة واحدة إلى المركز الـ16 في مؤشر 2021 تخوض معركة مع الولايات المتحدة بشأن جوانب أساسية لسياسة الابتكار.
وحقق الاقتصاد الصيني مكاسب على منافسيه، مسجلاً تعافياً أسرع من الركود الذي سبّبه كورونا. لكن تراجعه في المؤشر يعكس ملفات بعيدة المدى، مثل تآكل التصنيع ذي القيمة المضافة، الذي حقق فيه منافسون إقليميون مكاسب، مثل فيتنام وبنغلادش.
وتُعتبر الهند من الرابحين الآخرين في مؤشر هذا العام، إذ دخلت مجدداً لائحة أفضل 50 دولة للمرة الأولى منذ عام 2016، والأوروغواي أُدرجت في المؤشر للمرة الأولى؛ وفي المقابل تراجعت دول مثل الجزائر والأرجنتين.
واستعادت كوريا الجنوبية المركز الأول من ألمانيا التي تراجعت إلى المركز الرابع. وتصدّرت الدولة الآسيوية المؤشر لسبع من السنوات التسع التي نُشِر فيها. وتقدّمت سنغافورة وسويسرا نقطة واحدة إلى المرتبتين الثانية والثالثة. تلتهما ألمانيا والسويد والدنمارك وإسرائيل وفنلندا وهولندا والنمسا.
ويحلّل مؤشر "بلومبرغ" عشرات المعايير، مستخدماً 7 مقاييس متساوية الأهمية، بما في ذلك الإنفاق على البحث والتطوير، والقدرة على التصنيع، وكثافة شركات التكنولوجيا.
وتعكس تصنيفات 2021 عالماً أدت فيه مكافحة فيروس كورونا المستجد إلى بروز الابتكار، من الجهود الحكومية لاحتواء الجائحة، إلى البنية التحتية الرقمية التي مكّنت النشاطات الاقتصادية من العمل والسباق على تطوير لقاحات.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن كاثرين مان، أبرز الخبراء الاقتصاديين العالميين في مصرف "سيتي غروب" قولها: "في عام كوفيد وبمواجهة المسألة الملحّة لتغيّر المناخ، تزداد أهمية أساسيات الابتكار. يُقاس الابتكار غالباً بأفكار ومنتجات وخدمات جديدة، لكن انتشارها واعتمادها هو المقياس الحقيقي للنجاح".
المؤشر وكورونا
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن كثيراً من بياناتها يعود إلى ما قبل أزمة كورونا. واستدركت أن دولاً كثيرة تتصدّر المؤشر مثل كوريا الجنوبية وألمانيا وإسرائيل، كانت رائدة في العالم في بعض مجالات مكافحة الفيروس، سواء من خلال تتبع الاحتكاك بين مصابين وآخرين أو التلقيح السريع.
ويعكس بروز مؤسسات أميركية، مثل "زوم" و"فايزر"، في قطاع الابتكار العام الماضي الترتيب الأعلى للولايات المتحدة في كثافة شركات التكنولوجيا.
واعتبر الاقتصادي الأميركي بول رومر، الحائز جائزة نوبل، أن كورونا أبرز أيضاً نوعاً مختلفاً من الاختراق يرتبط بالسياسة والتنظيم أكثر من التكنولوجيا أو البحث. وأضاف: "يجب أن ندرك أن المقاييس المتاحة تفتقر إلى أبعاد مهمة للابتكار. أظهر مسؤولون في ووهان الصينية للمرة الأولى إمكان إخضاع 10 ملايين من سكان المدينة لاختبارات، خلال أسبوعين، بحثاً عن كورونا. كان ذلك ابتكاراً مهماً جداً في قطاع الصحة العامة".
ورأت "بلومبرغ" أن استعادة كوريا الجنوبية المركز الأول في مؤشرها تعود بشكل أساسي إلى زيادة نشاط براءات الاختراع التي احتلت فيها المرتبة الأولى، إضافة إلى أداء قوي في البحث والتطوير والتصنيع.
وقال لي كيونغ موك، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة سيول الوطنية، إن هناك توافقاً شبه كامل في كوريا الجنوبية على أن قطاع "البحث والتطوير ضروري ليكون لدينا مستقبل". وأضاف: "إنها تقع بين دول أكثر تقدماً، والتي لا تزال تتفوّق عليها في التكنولوجيا. وهناك الصين التي تلحق بالركب بسرعة، معتمدة على انخفاض تكاليف العمالة".
تراجع أمريكا والصين
أما سنغافورة التي احتلت المرتبة الثانية، فتخصص أموالاً في موازنتها لمساعدة العمال والشركات على الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي، وتسجل درجات عالية في التصنيع، كما أن جامعاتها تضعها في صدارة مقياس التعليم العالي.
وتأتي سويسرا ثالثة، وتحتل مرتبة متقدّمة في فئتَي البحث في المؤشر، علماً أنها رائدة في التكنولوجيا المالية والبيولوجية.
وخسرت ألمانيا المرتبة الأولى بعد تحذير وجّهه قبل سنتين يورغن ميتشيلز، أبرز الاقتصاديين في مصرف Bayerische Landesbank، قائلاً إن بلاده تفتقر إلى عمال مهرة واستراتيجية مناسبة للجيل المقبل من التكنولوجيا.
وباعتبارهما أضخم اقتصادَين في العالم، تشهد الولايات المتحدة والصين ابتكارات كثيرة، كما تخوضان معركة بشأن ملفات جوهرية، مثل حقوق الملكية الفكرية. وأظهر المؤشر تقلّصاً مطرداً للفجوة بينهما، كما أن تصنيفهما انخفض في أحدث مؤشر.
تراجعت الولايات المتحدة مرتبتين إلى المركز الـ11، علماً أنها تصدّرت أول مؤشر للابتكار أعدّته "بلومبرغ"، في عام 2013. ووَرَدَ في تقرير أعدّه "المجلس الوطني للعلوم" العام الماضي: "في وقت كانت فيه الولايات المتحدة رائدة بلا منازع في العلوم والهندسة، فإننا نؤدي الآن دوراً أقل هيمنة".
"الابتكار في أمريكا"
وسجلت الولايات المتحدة نتائج سيئة في التعليم العالي، رغم أن جامعاتها مشهورة عالمياً. ويُحتمل أن يكون هذا الأداء الضعيف زاد سوءاً، نتيجة عراقيل تواجه الطلاب الأجانب الذين يكونون عادة بارزين في العلوم والتكنولوجيا، أو بسبب سياسة التأشيرات التي اعتمدتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، أو جرّاء كورونا.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة تنشيط التصنيع في بلاده من خلال استثمار 300 مليار دولار في البحث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة، وهي سياسة أطلق عليها "الابتكار في أميركا".
ونقلت "بلومبرغ" عن سونغ وون سون، وهو خبير اقتصادي في جامعة لويولا ماريماونت في لوس أنجلوس، أن الولايات المتحدة لا تزال في الطليعة، مستدركاً أن ابتكاراتها تأتي الآن من شركات أصغر حجماً، وتستغرق وقتاً أطول للوصول إلى المستهلك. وأضاف: "هناك أفكار جديدة كثيرة من عدة شركات ناشئة. وسيستغرق الأمر وقتاً كي تُترجَم الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق".
تقدّم الهند
وذكرت الوكالة أن الصين التي تراجعت مرتبة واحدة إلى المركز الـ16 في مؤشر 2021 تخوض معركة مع الولايات المتحدة بشأن جوانب أساسية لسياسة الابتكار.
وحقق الاقتصاد الصيني مكاسب على منافسيه، مسجلاً تعافياً أسرع من الركود الذي سبّبه كورونا. لكن تراجعه في المؤشر يعكس ملفات بعيدة المدى، مثل تآكل التصنيع ذي القيمة المضافة، الذي حقق فيه منافسون إقليميون مكاسب، مثل فيتنام وبنغلادش.
وتُعتبر الهند من الرابحين الآخرين في مؤشر هذا العام، إذ دخلت مجدداً لائحة أفضل 50 دولة للمرة الأولى منذ عام 2016، والأوروغواي أُدرجت في المؤشر للمرة الأولى؛ وفي المقابل تراجعت دول مثل الجزائر والأرجنتين.