في عصر «السوشال ميديا» تغير العديد من المفاهيم وانقلب كثير من الموازين التي كانت راسخة كقواعد تحكم البشرية طيلة قرون مضت، حتى بتنا ونحن في خضم معركتنا الذاتية للتأقلم والتكيف مع المستجدات، في حيرة بين الرضوخ والتسليم أو الاستنكار والمقاومة، لسرعة وتيرة هذه التغيرات وتناقضاتها.
من جملة هذه التغيرات التي عصفت بنا، هو تغير مفهوم الشهرة وقادة الرأي المؤثرين، فمنذ وقت ليس ببعيد كانت الشهرة ينالها من هم تحت دائرة الضوء من صناع الحياة كالعلماء والحكماء والفنانين والإعلاميين والسياسيين والوجهاء إلخ..، ممن يمتلكون موهبة حقيقية ويقدمون إسهامات مهمة للمجتمع.
أما اليوم فقد اختلف هذا التعريف واختل تماماً، فأصبح المشهور هو من يمتلك «الرقم الأكبر» من المتابعين والمشاهدات، وليس بالضرورة تقديمه محتوى رصيناً أو موهبة ربانية، إنما قد يكون في كثير من الأحيان لجرأته في كسر كل ما اعتدنا عليه من منظومة القيم والأخلاق والأعراف الاجتماعية.
إن ما عزز هذه الظاهرة وجعلها تنتشر وتترسخ هو انجرار بعض الجهات الرسمية للاحتفاء بهم وتكريمهم في المهرجانات والمؤتمرات ضيوفاً ومتحدثين، وتصنيفهم في خانة المؤثرين لمجرد أنهم يمتلكون ملايين المتابعين على حساباتهم في «السوشال ميديا»، بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمونه للناس.
ولكن من أين وكيف جاءت هذه الأرقام؟ وهل تعكس بالضرورة موهبة حقيقية أو محتوى يستحق الإشادة والاحتفاء.
لن أتطرق إلى مسالة شراء المتابعين والأرقام الوهمية، رغم أنها بالفعل أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة لما لها من دلالات وتبعات، ولكن عند تصنيف وتفنيد هذه الأرقام سنجدها تتضمن نسبة كبيرة من المراهقين دون سن الـ16 وهذه الفئة متلقية ومازالت في مرحلة التكوين والاستكشاف وليس لديها الوعي الكافي لمعرفة الغث من السمين في عالم «السوشال ميديا».. كثير من الناس في الأغلب يتابع «المؤثرين» من منطلق الدهشة والفضول والهجوم على هذه الظاهرة من المشاهير الجدد، وحين تغوص معهم في الحديث عن جدوى ومبررات المتابعة رغم إبداء الاستياء والرفض، يأتي الرد بأنه كفرد لن يستطيع إيقاف هذه الظاهرة من التفشي!
إن معركتنا الحقيقية هي معركة وعي بالدرجة الأولى، فالاستمرار بالإضافة والمتابعة لمن لا يستحق، ينطوي في حقيقة الأمر على عدم تقدير كافٍ لذواتنا. فإذا كنت بالفعل من الرافضين لانتشار هذه الظاهرة توقف عن التعامل مع نفسك كرقم يستخدمه الفارغون للشهرة، وكن على قدر المسؤولية، وضع ذاتك في مكان يليق بها، وتابع من تجد أنه يستحق ليس فقط المتابعة، بل من يمثلك ويقدم فائدة وقيمة مضافة لك وللمجتمع.
من جملة هذه التغيرات التي عصفت بنا، هو تغير مفهوم الشهرة وقادة الرأي المؤثرين، فمنذ وقت ليس ببعيد كانت الشهرة ينالها من هم تحت دائرة الضوء من صناع الحياة كالعلماء والحكماء والفنانين والإعلاميين والسياسيين والوجهاء إلخ..، ممن يمتلكون موهبة حقيقية ويقدمون إسهامات مهمة للمجتمع.
أما اليوم فقد اختلف هذا التعريف واختل تماماً، فأصبح المشهور هو من يمتلك «الرقم الأكبر» من المتابعين والمشاهدات، وليس بالضرورة تقديمه محتوى رصيناً أو موهبة ربانية، إنما قد يكون في كثير من الأحيان لجرأته في كسر كل ما اعتدنا عليه من منظومة القيم والأخلاق والأعراف الاجتماعية.
إن ما عزز هذه الظاهرة وجعلها تنتشر وتترسخ هو انجرار بعض الجهات الرسمية للاحتفاء بهم وتكريمهم في المهرجانات والمؤتمرات ضيوفاً ومتحدثين، وتصنيفهم في خانة المؤثرين لمجرد أنهم يمتلكون ملايين المتابعين على حساباتهم في «السوشال ميديا»، بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمونه للناس.
ولكن من أين وكيف جاءت هذه الأرقام؟ وهل تعكس بالضرورة موهبة حقيقية أو محتوى يستحق الإشادة والاحتفاء.
لن أتطرق إلى مسالة شراء المتابعين والأرقام الوهمية، رغم أنها بالفعل أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة لما لها من دلالات وتبعات، ولكن عند تصنيف وتفنيد هذه الأرقام سنجدها تتضمن نسبة كبيرة من المراهقين دون سن الـ16 وهذه الفئة متلقية ومازالت في مرحلة التكوين والاستكشاف وليس لديها الوعي الكافي لمعرفة الغث من السمين في عالم «السوشال ميديا».. كثير من الناس في الأغلب يتابع «المؤثرين» من منطلق الدهشة والفضول والهجوم على هذه الظاهرة من المشاهير الجدد، وحين تغوص معهم في الحديث عن جدوى ومبررات المتابعة رغم إبداء الاستياء والرفض، يأتي الرد بأنه كفرد لن يستطيع إيقاف هذه الظاهرة من التفشي!
إن معركتنا الحقيقية هي معركة وعي بالدرجة الأولى، فالاستمرار بالإضافة والمتابعة لمن لا يستحق، ينطوي في حقيقة الأمر على عدم تقدير كافٍ لذواتنا. فإذا كنت بالفعل من الرافضين لانتشار هذه الظاهرة توقف عن التعامل مع نفسك كرقم يستخدمه الفارغون للشهرة، وكن على قدر المسؤولية، وضع ذاتك في مكان يليق بها، وتابع من تجد أنه يستحق ليس فقط المتابعة، بل من يمثلك ويقدم فائدة وقيمة مضافة لك وللمجتمع.