يحصي تيار مرشد ولاية الفقيه، الأيام والليالي المتبقية على الانتخابات الرئاسية بإيران، ومعها يزداد لهيب الهجوم على الرئيس حسن روحاني.
محاولات المحافظين لإظهار ضعف الإصلاحيين بدأت مبكرًا، فالهجوم على روحاني لا يستهدفه بالأساس؛ بل أي محاولات من فريقه لاتخاذ خطوة للأمام نحو كرسي الحكم.
ولا يستطيع روحاني الترشح بعد أن قضى فترتين متتاليتين كل منهما 4 سنوات؛ حيث تجرى الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران المقبل.
ووجد أبناء خامنئي فرصة الأزمات المتصاعدة في الهجوم على روحاني، وأمسك رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف بخيط الهجوم الأول ووجه انتقادات شديدة للرئيس وسوء إدارته.
قاليباف قال خلال كلمة أمام جمع من مسؤولي النظام في المحافظات، وهو يذرف دموع التماسيح بسبب مشاكل الناس: "سوء الإدارة في المجال الاقتصادي تسبب في مشاكل في حياة الناس اليومية".
واستشهد بوقوف الإيرانيين في الطوابير للحصول على الدجاج كل يوم بسبب ارتفاع الأسعار في البلاد، محذرا من انخفاض قيمة العملة الإيرانية يوميا.
وبدا واضحاً التصعيد والتلميع المفاجئ لإبراهيم رئيسي، رئيس القضاء في عهد خامنئي، الذي يشتهر بـ"جلاد السلطة"، هو الأقرب لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة.
ولم يفوت بدوره الفرصة، وخلال زيارته إلى محافظة كيلان، قال رئيسي: "حتى الآن، قمنا بزيارات عديدة للمصانع في جميع أنحاء البلاد، لكن الوضع الذي شهدناه في مصانع الملابس الإيرانية غريب جدًا".
وتابع: "الوضع مأساوي هنا ودمروا هذا الموقع. استخدموا هذا الموقع ذريعة لإسقاط هذا المصنع من كونه مصنع. لكي يمكن استخدام أراضيه"، بحسب موقع مجاهدي خلق المعارض.
وما بين قاليباف ورئيسي، خرج إمام الجمعة وممثل خامنئي في تبريز المعمم آل هاشم في صلاة الجمعة الماضية متحدثا عن آلامه وشكاوه من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وضعت النظام في حالة انتظار.
وقال: "الرئيس السابق دونالد ترامب خفف من عمل بايدن والآن هو (بايدن) لا يستطيع فرض عقوبات جديدة تسبب تكلفة له ولا يرغب في رفع العقوبات. بايدن يريد يضع النظام في حالة انتظار".
ومع اعترافه بالضعف والتخاذل في أعلى مستويات حكم روحاني، أضاف : "لا يحق لأحد أن يظهر بوادر ضعف وتخاذل في التعبير والسلوك".
أحد أبناء خامنئي أيضًا، وهو المعمم محمد تقي زاده حذر خلال صلاة يوم الجمعة في كامفيروز من تعليق بعض قادة النظام "المنبهرین بالغرب وضعيفو الهمة " الآمال على بايدن.
وتابع: "من الحماقة أن نعلق الآمال على بايدن. لقد لعب ترامب دوره علانية، لكن بايدن يعمل سريًا".
ومنذ فترة، تصاعد الخلاف بين أجنحة النظام الإيراني في طهران، ما انتهى برفض البرلمان لمشروع ميزانية حكومة روحاني.
ويهيمن على البرلمان الإيراني التيار المحافظ المدعوم من المرشد علي خامنئي، والذي يقود صراعا سياسيا مع الإصلاحيين قبل الانتخابات الرئاسية المنتظرة العام المقبل.