إعداد: كوثر العيد

رئيسة جمعية أصدقاء الصحة

يعمل كثيرون في وظائف تتطلب الجلوس على المكاتب أو حول طاولات المؤتمرات ساعات طويلة في اليوم، ويرتبط العديد من المخاطر الصحية أساساً بالجلوس فترات طويلة، لذلك لا بد من أن نحافظ على نشاطنا في مكان العمل، وأظهرت الأبحاث أن الجلوس فترات طويلة غالباً ما يرتبط بالبدانة، ومرض السكري من النوع الثاني، إضافة إلى زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان، وقد يؤدي الجلوس المطول إلى إبطاء عملية الأيض (الهدم والبناء)، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على قدرة الجسم في التحكم في مستوى ضغط الدم والسكر، بالإضافة إلى التخلص من نسبة الدهون التي لا يحتاجها الجسم فتؤدي إلى السمنة.

ومن خلال ممارسة بعض التمارين اليومية يمكنك أن تحد من نسبة ارتفاع المخاطر الصحية الناجمة عن قلة الحركة، وقد كشفت إحدى الدراسات عن أن القيام بنشاط بدني مدة 30 دقيقة على مدار 5 أيام في الأسبوع، سواء من خلال الذهاب إلى النادي الرياضي، أو قيادة الدراجة إلى العمل، أو القيام بنزهة في وقت الغداء، يمكن أن يحول دون وفاة شخص من بين 12 شخصاً على مستوى العالم. إن التمتع بلياقة بدنية عالية يمكن أن يحميك من بعض الأضرار الصحية المترتبة على الضغوط في مكان العمل.

غالباً ما يؤثر الإجهاد على الصحة النفسية للفرد، كما قد يتسبب في ظهور أعراض الاكتئاب وارتفاع في ضغط الدم، وعلى الأرجح سيحول ذلك دون مزاولتك العمل. عموماً تتراوح ساعات العمل بين 7 و10 ساعات في اليوم، لذلك قد يكون من المستحيل أن تعثر على فرصة للتحرك من مكانك.

ووفقاً لدراسة في حال كنت تعاني من زيادة الوزن وقلة النشاط، قد يكون ركوب الدراجة إلى العمل فعالاً جداً في فقدان بعض الوزن. اقترحت دراسة أن الحركات البسيطة قد تكون مفيدة للتصدي لبعض الآثار السلبية الناجمة عن الجلوس مطولاً، ويتسم دمج التمارين الرياضية بروتينك اليومي خلال ساعات الدوام بالعديد من الفوائد على الصحة، كما يساهم ذلك في تقليص نسبة التغيب عن العمل فضلاً على تعزيز القدرات الإدراكية وتحسين المزاج، ناهيك عن ارتفاع نسبة الإنتاجية. عليك أن تتذكر أن أي نشاط مهما كان بسيطاً، ولو لمدة 10 دقائق فقط، يعد أفضل بكثير من بقائك ساكناً دون حراك.