حسن الستري وياسمينا صلاح:
أكد عضو اللجنة العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني رئيس الجامعة الأهلية عبدالله الحواج، أن مناقشات اللجنة لم يكن فيها أي أمر يحظر طرحه، كما كان للجنة مطلق الحرية في إدخال التعديلات على مسودة الميثاق المقدمة من قبل الحكومة، مبينا أن اللجنة أدخلت تعديلات بنسبة تراوح من 70 إلى 80% على المسودة.
وقال الحواج خلال ندوة "الوطن"، بعنوان: "ميثاق العمل الوطني.. نهضة وطن": إن "مشاريع الإصلاح دائما تأتي من القاعدة، ولكن في التجربة البحرينية جاءت المبادرة من رأس الهرم وتلقفتها القاعدة، معتبراً ذلك سبباً مهماً للنجاح لأن الرؤى بين القيادة والقاعدة توافقت".
وأشار إلى أنه عندما قامت رئيسة وزراء إيرلندا ماري روبرتسون بزيارة البحرين مؤخراً، قالت إن بلادها تدرس 3 تجارب عالمية وتستحق الإشادة وأن من نفذها فعلاً قائد ملهم، وهي تجربة قائد جنوب إفريقيا نلسون مانديلا، والتجربة الثانية تشكسوفاكيا التي نقلها رئيسها من الحكم الشيوعي إلى الديمقراطي، والتجربة الثالثة تجربة البحرين وهذا يعني أن دول الخليج والدول العربية تسير على نفس خطوات البحرين لأنها تنعم بالأمن والأمان والاستقرار والتنمية.
وذكر أنه تحققت خلال هذه السنوات وبسبب الميثاق الكثير من الإنجازات، فدائما الشعوب تنجز عندما تجد نوعاً من الحريات، مؤكداً أن صاحب هذه المبادرة يجب أن يسجل في التاريخ، فلا تأتي المبادرات إلا من رجل شجاع.
وقال: "صدر عن الميثاق مساواة بين الرجل والمرأة لجعلها قادرة على المشاركة في الانتخابات، بفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حيث منح المرأة جميع حقوقها، فدائما المبادرات العظيمة تحتاج لقادة عظماء وملهمين، وأقول بكل عز وافتخار إن الميثاق كان هدية لشعب البحرين هذا الشعب العظيم يستحق هذا الميثاق العظيم".
وأضاف الحواج "مع الاحتفال بمرور 20 ذكرى على ميثاق العمل الوطني، فإنني أتحدث عن تلك الأيام التي نقلت البحرين نقلة نوعية إلى الدول المتقدمة وأصبحنا مملكة دستورية بفضله، حيث أتذكر اللقاءات المميزة التي كان يعقدها جلالة الملك المفدى، لقاءات متعددة مع الجمعيات والنوادي والاجتماعات، كانت فردية وجماعية وكان هناك مشروع وكأنه مولود ولم نكن نعرف حجم هذا المولود، وكيف سيكون عليه هذا المولود كبيرا أم صغيرا أم جميلا أم قبيحا، والحقيقة أن الأجواء كانت مهيأة".
وأضاف: "أقول ذلك بصفتي عضوا في اللجنة العليا وأيضا ممثل لجنة التعليم في الميثاق، وتشرفت بإلقائي خطاب التعليم أمام جلالة الملك المفدى عندما سلمناه الوثيقة الأولى المسودة النهائية للمشروع الوطني قبل الانتخابات والاستفتاء الذي حدث، والكل كان يتحدث عن ذلك".
واستذكر الحواج، بكل فخر وامتنان أحد اللقاءات مع جلالة الملك المفدى وكانت في قصر الصافرية، وتذكرت بكل أمانة أنني قلت لجلالة الملك وقتها قبل 20 سنة عندما كنت وليا للعهد كان لك بصمة كبيرة في التعلم وخصوصا التعليم العالي كيف أنه كان يشجع الدراسة، وعندما نتحدث عن هذا الميثاق وفكرة الميثاق كان يناقشها قبل أن يصدر الأمر الملكي بتشكيل اللجنة، كان مسرورا جدا، واعتبر التعليم في قلب أي عملية إعلامية وحيث إني في مجال التعليم، كنت أتمنى أن تحدث نقلة نوعية للتعليم.
وأضاف: "بعدها بأيام قليلة جاءتني مكالمة من المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية، رئيس اللجنة العليا لإعداد مشروع الميثاق حيث كان رجلاً عظيماً وديمقراطياً إلى درجة لا حدود لها عندما كنا نناقش بنود الميثاق، وطلب منا أن نكون أعضاء في هذه اللجنة".
ويقول الحواج: "شخصيا شعرت بعزة، وبأن هناك مهمة مطلوبة منا وكيف ستكون هذه المهمة إلى أن جاء الأمر الأميري بتشكيل اللجنة العليا للميثاق وبدأنا في مناقشة المسودة الأولى للميثاق التي قدمت لنا، وكان التوجيه واضحا ومباشرا.. أنتم المسؤولون عن هذا الميثاق هذه مسودة فقط، ولكم أن تقرروا كيف تكون المسودة النهائية وتغير الكثير منها".
وقال: "كنا في البداية نتوقع أننا سنقر الميثاق، وطرحت فكرة التصويت عليه عبر مؤتمر كبير في جامعة البحرين، دعي له 2000 شخص، ثم تطور إلى أن جاء توجيه من جلالة الملك المفدى بأن يعرض الميثاق على الاستفتاء الشعبي العام".
وأكد أننا تحدثنا عن الحريات الشخصية، كحرية الاقتصاد والتعليم، وعلى سبيل المثال الذي قرأ الكلام في الفصل الأول للميثاق يقول إن الجامعات منارات علمية وحضارية وتشجع دولة البحرين إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة، وهنا حدث نقاش كبير جدا من اللجنة العليا لأن هناك من اعترض، كيف نتحدث عن جامعات وتعليم في الميثاق؟.
وقال إن "التوجيه المباشر جاء لإصلاح ما لم يكن التعليم في قلب هذا الإصلاح ولذلك وضع في الفصل الأول قبل الحديث عن نظام الحكم ونوع نظام الحكم، وكان هناك حديث عن الخدمة العسكرية، وكنا نتوقع أن هذه وسائل محظورة ولكن قيل لنا تحدثوا وسنأخذ بما تتوصلون إليه، وكان الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة رحمه الله، يأخذ بما يتم الاتفاق عليه، كان ديمقراطيا ولذلك خرج هذا الميثاق بصيغته.
وأوضح الحواج، أن الجميع يتمنى أن ينسب إليه هذا الميثاق، خصوصاً وأن نسبة المشاركة كانت أعلى نسبة تصويت تقريباً، إذ بلغت 95% وكانت نسبة من قال نعم 98.4%، وهذا في الواقع مبايعة جديدة ونقلنا البحرين نقلة كبيرة إلى الممالك الدستورية، مبيناً أن الجامعة الأهلية هي من أولى ثمرات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، لأننا تقدمنا بإنشاء هذه الجامعة منذ 8 أو 9 سنوات وظل يراوح هذا الموضوع بين الحكومة والوزراء، ولم يحركه الا الميثاق.
وقال: "لو أردنا أن نضع مؤشرات قياس على نجاح هذه التجربة لنرى كيف كان التعليم قبل الميثاق واليوم بعد 20 سنة، حيث بدأت البحرين بأخذ موقعها الطبيعي بين جيرانها دول مجلس التعاون بعد أن كانت متخلفة عنهم على الرغم من تقدمنا قبل 100 سنة في التعليم، فنحن آخر دول قمنا بفتح جامعة، واليوم في البحرين 15 جامعة، وعدد كبير حصلت على الاعتماد الأكاديمي ويمكن أن تكون البحرين رائدة في التعليم العالمي بين مجلس التعاون الخليجي".
ولفت إلى أن البحرين، وصلت الآن إلى نسب الدول المتقدمة من حيث التعليم، فهذا المشروع لم يكن وليد اللحظة أو ساعات، إنما كان وليد سنوات في رؤية واضحة لا يمكن أن تأتي إلا من قارئ ملهم، مبدياً سعادته بتشرفه بإلقاء كلمة أمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، عندما قمنا بتسليمه المسودة وها نحن في طريقنا إلى تحقيق ما كنا نتمناه.
عندما أسمع أحدا يتحدث عن سبب زيارة البحرين ويكون لطلب العلم أو للعلاج، أشعر كبحريني أن هذه هي البحرين القديمة، لأن كثيراً من موطني دول مجلس التعاون تعلموا في البحرين قبل 100 سنة وميثاق العمل الوطني يعزز هذا التوجه".
وحان الوقت لأن نقيم تجربة العشرين سنة ونضع مؤشرات قياس، ماذا حققنا في المجال التعليمي والصحي والاقتصادي حتى نقيس أنفسنا هل نحن متجهون إلى رؤية 2030، دولة الخدمات الممتازة وأنا أقول نعم وأول الخدمات الممتازة هي خدمة التعليم العالي فهي أسمى خدمة ولذلك أدعو إلى الاستثمار في التعليم بغزارة لأن هذا هو طريقنا لأن يكون لنا حظ في قطار الحضارة السريع ونرى أين وصلت الدول المتقدمة بسبب التعليم.
إذ يقول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إن من خلق عظمة أمريكا هي جامعاتها وأشار إلى العشر جامعات بالاسم، فنحن نمر في نفس القارب وأتمنى أن نرى البحرين في مثل هذا التقدم، وأكثر ولو تمسكنا بالميثاق سنصل، فالميثاق هو وثيقة قانونية صوت عليها الجميع ولذلك هي أعلى وثيقة، وبتمسكنا بالميثاق خرجت البحرين بخير مما حدث في 2011 بينما بعض الدول ضاعت.
وعن أبرز التغييرات التي أدخلت على الميثاق، قال الحواج: إن "المسودة الأولى لم نتحدث فيها عن التعليم ولم يكن هناك أحاديث عن الاستفتاء واستشرافات المستقبل، كانت الفكرة أن يعقد مؤتمر شارك به تقريباً 2000 شخص ويوجد من قال إنه لم يكن هناك عدد محدود ويبصمون على هذا الميثاق، وكان هناك في أول جلسة من اختلف معنا وهناك من انسحب من اللجنة العليا لأسباب واضحة، البعض كان متخوفا، هل سنعطي هذا الميثاق ونبصم عليه أم سيكون لنا المجال لمناقشته.
وقد قيل لنا إن "هذه مسودة ولكن المخرجات ما تقررونها أنتم ويمكن أن تبدلوا ما بها، والمسودة التي سلمت في الأخير تختلف عن الأولى بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80%، وبها تغير جذري وشارك فيها الجميع، قمنا بعمل عدد من الاجتماعات الطويلة ولكن بين هذه الاجتماعات، هناك العشرات من الاجتماعات".
وتابع "كنا نتجمع في جميع الأوقات وكثير مما كتب، كنا نشعر بالسعادة لأننا نرسم معالم هذا المولود، وقمنا برسمه بأيدينا وأتمنى ألا يكون هناك نقص في الميثاق وإن وجد سيكون التقصير منا لأن الميثاق جاء نتيجة عمل مضن لهؤلاء الأعضاء. وهناك من يقول إن الميثاق في بعض البنود يحتاج للتفسير، ولذلك كان هناك خلاف على قضية المجلسين، في الواقع كان واضحا جدا، إنه تقليد على ما هو موجود في أمريكا.
أكد عضو اللجنة العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني رئيس الجامعة الأهلية عبدالله الحواج، أن مناقشات اللجنة لم يكن فيها أي أمر يحظر طرحه، كما كان للجنة مطلق الحرية في إدخال التعديلات على مسودة الميثاق المقدمة من قبل الحكومة، مبينا أن اللجنة أدخلت تعديلات بنسبة تراوح من 70 إلى 80% على المسودة.
وقال الحواج خلال ندوة "الوطن"، بعنوان: "ميثاق العمل الوطني.. نهضة وطن": إن "مشاريع الإصلاح دائما تأتي من القاعدة، ولكن في التجربة البحرينية جاءت المبادرة من رأس الهرم وتلقفتها القاعدة، معتبراً ذلك سبباً مهماً للنجاح لأن الرؤى بين القيادة والقاعدة توافقت".
وأشار إلى أنه عندما قامت رئيسة وزراء إيرلندا ماري روبرتسون بزيارة البحرين مؤخراً، قالت إن بلادها تدرس 3 تجارب عالمية وتستحق الإشادة وأن من نفذها فعلاً قائد ملهم، وهي تجربة قائد جنوب إفريقيا نلسون مانديلا، والتجربة الثانية تشكسوفاكيا التي نقلها رئيسها من الحكم الشيوعي إلى الديمقراطي، والتجربة الثالثة تجربة البحرين وهذا يعني أن دول الخليج والدول العربية تسير على نفس خطوات البحرين لأنها تنعم بالأمن والأمان والاستقرار والتنمية.
وذكر أنه تحققت خلال هذه السنوات وبسبب الميثاق الكثير من الإنجازات، فدائما الشعوب تنجز عندما تجد نوعاً من الحريات، مؤكداً أن صاحب هذه المبادرة يجب أن يسجل في التاريخ، فلا تأتي المبادرات إلا من رجل شجاع.
وقال: "صدر عن الميثاق مساواة بين الرجل والمرأة لجعلها قادرة على المشاركة في الانتخابات، بفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حيث منح المرأة جميع حقوقها، فدائما المبادرات العظيمة تحتاج لقادة عظماء وملهمين، وأقول بكل عز وافتخار إن الميثاق كان هدية لشعب البحرين هذا الشعب العظيم يستحق هذا الميثاق العظيم".
وأضاف الحواج "مع الاحتفال بمرور 20 ذكرى على ميثاق العمل الوطني، فإنني أتحدث عن تلك الأيام التي نقلت البحرين نقلة نوعية إلى الدول المتقدمة وأصبحنا مملكة دستورية بفضله، حيث أتذكر اللقاءات المميزة التي كان يعقدها جلالة الملك المفدى، لقاءات متعددة مع الجمعيات والنوادي والاجتماعات، كانت فردية وجماعية وكان هناك مشروع وكأنه مولود ولم نكن نعرف حجم هذا المولود، وكيف سيكون عليه هذا المولود كبيرا أم صغيرا أم جميلا أم قبيحا، والحقيقة أن الأجواء كانت مهيأة".
وأضاف: "أقول ذلك بصفتي عضوا في اللجنة العليا وأيضا ممثل لجنة التعليم في الميثاق، وتشرفت بإلقائي خطاب التعليم أمام جلالة الملك المفدى عندما سلمناه الوثيقة الأولى المسودة النهائية للمشروع الوطني قبل الانتخابات والاستفتاء الذي حدث، والكل كان يتحدث عن ذلك".
واستذكر الحواج، بكل فخر وامتنان أحد اللقاءات مع جلالة الملك المفدى وكانت في قصر الصافرية، وتذكرت بكل أمانة أنني قلت لجلالة الملك وقتها قبل 20 سنة عندما كنت وليا للعهد كان لك بصمة كبيرة في التعلم وخصوصا التعليم العالي كيف أنه كان يشجع الدراسة، وعندما نتحدث عن هذا الميثاق وفكرة الميثاق كان يناقشها قبل أن يصدر الأمر الملكي بتشكيل اللجنة، كان مسرورا جدا، واعتبر التعليم في قلب أي عملية إعلامية وحيث إني في مجال التعليم، كنت أتمنى أن تحدث نقلة نوعية للتعليم.
وأضاف: "بعدها بأيام قليلة جاءتني مكالمة من المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية، رئيس اللجنة العليا لإعداد مشروع الميثاق حيث كان رجلاً عظيماً وديمقراطياً إلى درجة لا حدود لها عندما كنا نناقش بنود الميثاق، وطلب منا أن نكون أعضاء في هذه اللجنة".
ويقول الحواج: "شخصيا شعرت بعزة، وبأن هناك مهمة مطلوبة منا وكيف ستكون هذه المهمة إلى أن جاء الأمر الأميري بتشكيل اللجنة العليا للميثاق وبدأنا في مناقشة المسودة الأولى للميثاق التي قدمت لنا، وكان التوجيه واضحا ومباشرا.. أنتم المسؤولون عن هذا الميثاق هذه مسودة فقط، ولكم أن تقرروا كيف تكون المسودة النهائية وتغير الكثير منها".
وقال: "كنا في البداية نتوقع أننا سنقر الميثاق، وطرحت فكرة التصويت عليه عبر مؤتمر كبير في جامعة البحرين، دعي له 2000 شخص، ثم تطور إلى أن جاء توجيه من جلالة الملك المفدى بأن يعرض الميثاق على الاستفتاء الشعبي العام".
وأكد أننا تحدثنا عن الحريات الشخصية، كحرية الاقتصاد والتعليم، وعلى سبيل المثال الذي قرأ الكلام في الفصل الأول للميثاق يقول إن الجامعات منارات علمية وحضارية وتشجع دولة البحرين إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة، وهنا حدث نقاش كبير جدا من اللجنة العليا لأن هناك من اعترض، كيف نتحدث عن جامعات وتعليم في الميثاق؟.
وقال إن "التوجيه المباشر جاء لإصلاح ما لم يكن التعليم في قلب هذا الإصلاح ولذلك وضع في الفصل الأول قبل الحديث عن نظام الحكم ونوع نظام الحكم، وكان هناك حديث عن الخدمة العسكرية، وكنا نتوقع أن هذه وسائل محظورة ولكن قيل لنا تحدثوا وسنأخذ بما تتوصلون إليه، وكان الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة رحمه الله، يأخذ بما يتم الاتفاق عليه، كان ديمقراطيا ولذلك خرج هذا الميثاق بصيغته.
وأوضح الحواج، أن الجميع يتمنى أن ينسب إليه هذا الميثاق، خصوصاً وأن نسبة المشاركة كانت أعلى نسبة تصويت تقريباً، إذ بلغت 95% وكانت نسبة من قال نعم 98.4%، وهذا في الواقع مبايعة جديدة ونقلنا البحرين نقلة كبيرة إلى الممالك الدستورية، مبيناً أن الجامعة الأهلية هي من أولى ثمرات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، لأننا تقدمنا بإنشاء هذه الجامعة منذ 8 أو 9 سنوات وظل يراوح هذا الموضوع بين الحكومة والوزراء، ولم يحركه الا الميثاق.
وقال: "لو أردنا أن نضع مؤشرات قياس على نجاح هذه التجربة لنرى كيف كان التعليم قبل الميثاق واليوم بعد 20 سنة، حيث بدأت البحرين بأخذ موقعها الطبيعي بين جيرانها دول مجلس التعاون بعد أن كانت متخلفة عنهم على الرغم من تقدمنا قبل 100 سنة في التعليم، فنحن آخر دول قمنا بفتح جامعة، واليوم في البحرين 15 جامعة، وعدد كبير حصلت على الاعتماد الأكاديمي ويمكن أن تكون البحرين رائدة في التعليم العالمي بين مجلس التعاون الخليجي".
ولفت إلى أن البحرين، وصلت الآن إلى نسب الدول المتقدمة من حيث التعليم، فهذا المشروع لم يكن وليد اللحظة أو ساعات، إنما كان وليد سنوات في رؤية واضحة لا يمكن أن تأتي إلا من قارئ ملهم، مبدياً سعادته بتشرفه بإلقاء كلمة أمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، عندما قمنا بتسليمه المسودة وها نحن في طريقنا إلى تحقيق ما كنا نتمناه.
عندما أسمع أحدا يتحدث عن سبب زيارة البحرين ويكون لطلب العلم أو للعلاج، أشعر كبحريني أن هذه هي البحرين القديمة، لأن كثيراً من موطني دول مجلس التعاون تعلموا في البحرين قبل 100 سنة وميثاق العمل الوطني يعزز هذا التوجه".
وحان الوقت لأن نقيم تجربة العشرين سنة ونضع مؤشرات قياس، ماذا حققنا في المجال التعليمي والصحي والاقتصادي حتى نقيس أنفسنا هل نحن متجهون إلى رؤية 2030، دولة الخدمات الممتازة وأنا أقول نعم وأول الخدمات الممتازة هي خدمة التعليم العالي فهي أسمى خدمة ولذلك أدعو إلى الاستثمار في التعليم بغزارة لأن هذا هو طريقنا لأن يكون لنا حظ في قطار الحضارة السريع ونرى أين وصلت الدول المتقدمة بسبب التعليم.
إذ يقول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إن من خلق عظمة أمريكا هي جامعاتها وأشار إلى العشر جامعات بالاسم، فنحن نمر في نفس القارب وأتمنى أن نرى البحرين في مثل هذا التقدم، وأكثر ولو تمسكنا بالميثاق سنصل، فالميثاق هو وثيقة قانونية صوت عليها الجميع ولذلك هي أعلى وثيقة، وبتمسكنا بالميثاق خرجت البحرين بخير مما حدث في 2011 بينما بعض الدول ضاعت.
وعن أبرز التغييرات التي أدخلت على الميثاق، قال الحواج: إن "المسودة الأولى لم نتحدث فيها عن التعليم ولم يكن هناك أحاديث عن الاستفتاء واستشرافات المستقبل، كانت الفكرة أن يعقد مؤتمر شارك به تقريباً 2000 شخص ويوجد من قال إنه لم يكن هناك عدد محدود ويبصمون على هذا الميثاق، وكان هناك في أول جلسة من اختلف معنا وهناك من انسحب من اللجنة العليا لأسباب واضحة، البعض كان متخوفا، هل سنعطي هذا الميثاق ونبصم عليه أم سيكون لنا المجال لمناقشته.
وقد قيل لنا إن "هذه مسودة ولكن المخرجات ما تقررونها أنتم ويمكن أن تبدلوا ما بها، والمسودة التي سلمت في الأخير تختلف عن الأولى بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80%، وبها تغير جذري وشارك فيها الجميع، قمنا بعمل عدد من الاجتماعات الطويلة ولكن بين هذه الاجتماعات، هناك العشرات من الاجتماعات".
وتابع "كنا نتجمع في جميع الأوقات وكثير مما كتب، كنا نشعر بالسعادة لأننا نرسم معالم هذا المولود، وقمنا برسمه بأيدينا وأتمنى ألا يكون هناك نقص في الميثاق وإن وجد سيكون التقصير منا لأن الميثاق جاء نتيجة عمل مضن لهؤلاء الأعضاء. وهناك من يقول إن الميثاق في بعض البنود يحتاج للتفسير، ولذلك كان هناك خلاف على قضية المجلسين، في الواقع كان واضحا جدا، إنه تقليد على ما هو موجود في أمريكا.