أكد العقيد عبدالعزيز العامر آمر مدرسة الدفاع المدني أن إعداد وتأهيل الكوادر البشرية لخدمة مملكتنا الحبيبة وحماية أبنائها الأوفياء والمحافظة على مقدرات الدولة ومنجزاتها من شتى الأخطار، هو أمر يقع على رأس اهتمامات المدرسة التي قامت بتدريب أكثر من أربعة آلاف متدرب خلال عامي 2014 وحتى شهر إبريل من العام الجاري فقط، مشيرا إلى تنوع وزيادة البرامج التدريبية التي تقدمها المدرسة والتي فاق عددها خلال نفس الفترة الزمنية أكثر من 250 دورة ونحو 60 محاضرة.وقال العامر في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين "بنا" إن الدعم الذي يتلقاه الدفاع المدني من قبل القيادة الحكيمة وتوجيهات ورؤى معالي وزير الداخلية وسعادة رئيس الأمن العام، أسهم في تطوير كفاءة الجهاز ومستوى فعاليته سواء من حيث العناصر البشرية المدربة والتجهيزات الحديثة أو من حيث نظم الاتصال الفعالة، لافتا إلى أن التطور الحاصل في مستوى الاستعداد خطى بالجهاز خطوات واسعة في شتى المجالات، وبما واكب عمليات التحديث والتطوير التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، وبما يضارع مستوى كبريات المؤسسات المتخصصة العاملة في المجال.وذكر أن السياسة التدريبية في مدرسة الدفاع المدني يتم إعدادها وتصميم برامجها سنويا وفق متطلبات العمل الميداني لأعمال الإدارة العامة للدفاع المدني، وبما يلبي احتياجاته الفعلية بحيث يمكن تزويد منتسبي جهاز الدفاع المدني بالعلوم التأسيسية والمتوسطة والمتقدمة في مجالات العمل المختلفة التي يمارسونها، بالإضافة إلى تزويد المتدربين بالمعارف والمهارات العلمية والعملية الحديثة التي تمكنهم من تنفيذ عملهم باحتراف ومهنية عالية، وبما يسهم وبشكل فعّال في تقليل نسبة الأضرار البشرية والمادية وضمان حماية مكتسبات ومقدرات الوطن من الأخطار المختلفة، وتقديم خدمات الأمن والسلامة للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة.وأوضح إن المدرسة قامت بتنظيم 34 دورة لمرتبات الإدارة العامة للدفاع المدني عام 2014 و6 دورات حتى شهر إبريل عام 2015، انتظم فيها 351 و136 متدربا على التوالي، كما قامت المدرسة بتنظيم دورات خاصة لمختلف القطاعات العامة، حيث نظمت 142 دورة عام 2014 حضرها 2024 متدربا، وتم تنظيم 81 دورها حتى إبريل من العام الجاري حضرها 2252 متدربا، فضلا عن عدد 59 محاضرة توعوية عام 2014 و12 محاضرة حتى إبريل من العام الجاري.وبيِّن أن الإدارة العامة للدفاع المدني تعمل من أجل رفع مستوى مرتباتها وتأهيلهم بالعلوم العملية والنظرية في مجال الحماية المدنية كي يقوموا بواجباتهم بكل كفاءة واقتدار ومهنية عالية، مشيرا إلى أن دور مدرسة الدفاع المدني في إعداد وتأهيل رجل الإطفاء دور مهم وكبير جدا، حيث لا يقتصر دور رجل الإطفاء على ما يعتقده البعض بأنه مجرد شخص يستخدم خراطيم الماء، وإنما يتعداه إلى تلقي التدريبات المبنية على أسس علمية ليصبح شخصاً مؤهلاً للقيام بجميع المهمات الموكلة إليه وليمد يد العون والمساعدة ويبذل الجهد لإبعاد الخطر عن الناس وممتلكاتهم رغم التأثيرات والعوامل التي يتعرض لها أثناء تأدية واجبه مما قد يلحق به أضراراً جسمانية نتيجة الجهد البدني الكبير الذي يبذله كحمل معدات الوقاية الشخصية وأدوات مكافحة الحريق والتي يصل وزنها إلى أكثر من (30) كجم والتي يضطر لحملها عدة ساعات.وأضاف العامر أن عمليات التدريب لا تقتصر على عناصر الجهاز والعاملين به وحدهم، مثلما توضح الإحصائيات المذكورة، وإنما تشمل قطاعات المجتمع المختلفة سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، حيث تقوم مدرسة التدريب وضمن برامجها التدريبية السنوية بعقد الدورات التدريبية المختلفة وإعطاء المحاضرات التوعوية لكافة شرائح المجتمع، وذلك بهدف نشر وترسيخ مفاهيم السلامة العامة بغية الوصول إلى مجتمع آمن على أرواح أبنائه وممتلكات استنادا إلى مبدأ: الوقاية هي الغاية، وباعتبار أن المواطن هو رديف ومساند لجهاز الدفاع المدني لتوفير البيئة الآمنة الخالية من الحوادث.وأشار إلى أن هناك العديد من الدورات التي تعقد في المدرسة، وتوجه لكافة شرائح المجتمع المحلي، ومنها :الدورة التأسيسية لإعداد رجل الإطفاء، والتي تستمر لـ 16 أسبوعا، وتوجه لمرتبات الدفاع المدني أو للعاملين في شركاتنا الوطنية الكبرى، فضلا عن الدورات في مكافحة الحريق والسلامة والإخلاء والإسعافات الأولية وحوادث الطرق وأجهزة التنفس والقيادة والسيطرة لمسئولي مراكز الدفاع المدني والتعامل مع المواد الخطرة وإعداد المدربين والحماية والسلامة وسياقة آليات الإطفاء الثقيلة والخفيفة، هذا بالإضافة إلى الدورات التي تعقد للعاملين في مجال الدفاع المدني والإطفاء لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.وحول دور مدرسة الدفاع المدني الوقائي، أبرز العامر أهمية هذا الدور من خلال عقد الدورات المختلفة لكافة شرائح المجتمع، وذلك لرفع مستوى الوعي والثقافة الوقائية لدى المواطن البحريني الكريم، معتبرا أن تجذير ثقافة السلامة الوقائية يتطلب تدريباً متميزاً قادراً على إحداث تغيير إيجابي في سلوك أفراد المجتمع، بحيث يصبح كل مواطن على أرض المملكة خط دفاع أول قادر على مواجهة ما يهدده ويهدد ممتلكاته من الأخطار، وأن يصبح كل مواطن رجل دفاع مدني يقع على عاتقه واجب تجاه نفسه وأسرته ومحيطه، وكل ذلك لخلق مجتمع واع يمارس احتياطات السلامة والأمان في حياته اليومية، وأن يصبح هذا العمل فكر وثقافة حياة نابعاً من شخصية الفرد.وفي معرض رده على تساؤل الوكالة حول سبل تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية مع مختلف شرائح المجتمع المدني، أشار العامر إلى أن الأمن والأمان هما وجهان لعملة واحدة وأن حماية الأرواح والممتلكات وحماية المنجزات والمكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل رؤى وجهود قيادتنا الحكيمة لا تقع على كاهل الأجهزة الأمنية فقط، بل جميعنا في مملكتنا الحبيبة شركاء في هذا الواجب الوطني، تعزيزا لمسيرة البناء والتقدم في ظل حضرة جلالة ملكينا المفدى، موضحا أنه تحقيقاً لهذه الغاية ولتعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية وتعميقاً لمفهوم السلامة العامة والحماية المدنية، أخذت مدرسة الدفاع المدني في الإدارة العامة للدفاع المدني على عاتقها ومنذ سنوات عديدة التواصل مع المجتمع المحلي بشرائحه ومؤسساته المختلفة والسعي إلى تدريبه على أعمال الدفاع المدني من خلال الدورات والمحاضرات وورش العمل التي يعقدها على مدار السنة، معتمدين في ذلك على نخبة متميزة من المدربين الأكفاء وبرامج فاعلة ومتخصصة مما انعكس إيجابا في تعزيز مفهوم الدفاع المدني الشامل والسلامة الوقائية لكافة شرائح المجتمع المختلفة.وتابع أن تطلعات المدرسة المستقبلية تنبع من رؤى معالي وزير الداخلية ورئيس الأمن العام بأن نكون من أوائل الأجهزة المتميزة في مجال الحماية المدنية والدفاع المدني، حيث تم إعداد مشروع لبناء معهد تدريبي متكامل يتضمن كافة النماذج والمشبهات التدريبية مثل(ميدان الفعاليات الصناعية(المواد الخطرة) وميدان حوادث الطرق وخزانات المواد المشتعلة والمنزل التدريبي والبرج التدريبي وميدان البحث والإنقاذ وميدان السوائل المشتعلة) بالإضافة إلى مبنى تعليمي يحتوي على أحدث القاعات والوسائل التدريبية والتي تساهم بشكل كبير في توفير منظومة تدريبية متكاملة تعتمد في أساسها على منهجية علمية وعملية لتطوير العنصر البشري وفق احدث الأساليب التدريبية .ودعا العامر في نهاية تصريحاته الرأي العام إلى إدراك أهمية التدريب ومدى نجاعته لتلافي المخاطر أو الحوادث أيا كانت، مشيرا إلى أن معالجة الحادث في بدايته بالشكل الصحيح يقلل وبدرجة عالية من أثاره ومن الخسائر التي قد تنجم عنه وبخاصة الحرائق المنزلية التي حصدت الكثير من الأرواح وكبدت الوطن والمواطن خسائر كبيرة، ولذلك تفتح مدرسة الدفاع المدني ذراعيها لكافة شرائح مجتمعنا الطيب للتدريب على إجراءات الحماية والسلامة مثل كيفية استخدام الطفايات اليدوية، والإسعافات الأولية، وعمليات الإخلاء في حال حدوث أي طارئ، والسلامة المنزلية والسلامة في أماكن العمل وغيرها.