للعلم لست من المولعين بتفسير الأحلام والكتب المختصة بهذا العلم -إن صح التعبير- ليسوا في «مفضلتي» إنما حين تحلم بحلم يرشدك لأمر لا علم لك به، أو حلم يفتح لك باب التساؤلات حول حقيقة تواصل المتوفين رحمهم الله مع الأحياء فإنك تقف قليلاً وتتريث وتفتح باب الأسئلة.

كنت قد كتبت عن حلمي الذي جاءتني فيه امرأة ثلاث ليالٍ متوالية قالت لي إن جدتك المتوفاة تقول لك وزعي لحماً في ثوابها وحين تأخرت عن التنفيذ في الليله الثالثة قالت لي أنا من الجن فتحديتها أن ترى ما في الصندوق المغلق الذي في يدي إن كانت من الجن حقيقة، فأجابتني أننا معشر الجن نسمع ولا نرى وقرأت سورة الجن.

بعد مقالي هذا أرسل لي الأصدقاء تقريراً عرضته قناة اللؤلؤة المهووسة بي ومحبيني كثر في تلك القناة، التقرير التلفزيوني مفاده سوسن الشاعر تتواصل مع الجن وقرأوا مقالي، وبما أنهم يحبون هذه المواضيع خاصة تلك التي أختارها ليوم الخميس باعتباره آخر الأسبوع وأنتقي فيه موضوعاً طريفاً مغايراً فلنقدم لهم مادة لتقرير جديد، سوسن الشاعر تتواصل مع الموتى!

هذه المرة الحلم مختلف ولن أطيل عليكم.

حلمت بسيدة من أقاربي متوفاة، وتلك السيدة كانت ذات شخصية قوية جداً رحمها الله ومسيطرة على أبنائها وزوجها رحمه الله، الكلمة كلمتها لا ترد مرتين والكل يحسب لها حساباً، حلمت بها تقص شعري!

استغربت ولأنها امرأة استثنائية لم أعتقد أنه حلم عادي، فلم تكن على بالي ولم يتحدث أحد عنها معي في الآونة الأخيرة ومضى على وفاتها عدة سنوات، وأن تحلم بأن ميت يقص شعرك فهذا أمر غريب بحد ذاته، فتحت جوجل وبحثت في «تفسير إن رأيت ميتاً يقص شعرك» فظهر لي هذا التفسير أنه ربما على الميت دين ويطلب تسديده!!

لم أنتظر كتبت رسالة لابنتها على الواتسآب الساعه الخامسة فجراً قصة الحلم وتفسيره وقلت لها تباحثي مع أخوتك فلربما نسيتم ديناً على أمكم لم يسدد، ثم جاءتني بالعلم صباح اليوم التالي.

تقول ابنتها في البداية كنا نتساءل أنا وأخوتي هل هناك دين لا نعرف عنه، إلى أن انتبهت أختنا الصغرى للأمر، فقالت عرفت الدين الذي لم نسدده، تقول أمي أوصتنا قبل وفاتها أن يستمر عطاؤها لسيدتين من «الضعوف» كانت تساعدهما بمبلغ شهري في حياتها، ونحن التزمنا بالوصية بعد وفاتها، إنما قبل عدة أشهر فقط رأينا أن هناك من هم أحوج من هاتين السيدتين فقطعنا عنهما المبلغ، وأعطيناه لأسرة أخرى اعتقاداً منا أن المهم هو إخراج ذات المبلغ ولا يهم لمن، وأعتقد أن أمي غير راضية عن تصرفنا لذلك أرسلت من ينبهنا! وعلقت ابنتها على الحلم «الله يرحمها كلمتها ماشية في حياتها وحتى في مماتها لم تترك لنا حرية التصرف».

تواصل الموتى مع الأحياء مثار جدل واسع و«الأحلام» أو المنامات كانت إحدى تلك القنوات التي يعتقد أنها تتخذ لهم، ما بين الواقع والخيال ما بين العلم والوهم ما بين الحقيقة والشك يبقى السؤال مفتوحاً، هل يشعرون بنا؟ ماذا يصلهم مما نقدمه في ثوابهم؟

بانتظار تقرير قناة اللؤلؤة ولو أن أحداً لا يتابعها ولكن من يحصل على التقرير يرسله رجاء فعندي كمية حب شمسي وأبحث عن مادة مسلية معه.