الرأي

clubhouse

طفا على السطح تطبيق عالمي جديد يختص بإنشاء النقاشات والمحادثات في غرف صوتية اسمه clubhouse، وما أن قام إيلون ماسك مؤسس شركة «تسلا»، وأحد عمالقة وادي السيليكون، بإقامة نقاش مطول مع الرئيس التنفيذي لتطبيق «روبن هود» فلاد تينيف الذي كان حديث العالم في الآونة الأخيرة لتأثيره على البورصة الأمريكية بسبب سماحه للأفراد وذوي الدخل المحدود بالمضاربة في سوق الأسهم دون أي حواجز، حتى شهد التطبيق إقبالاً خيالياً من جميع دول العالم ومازال عدد المستخدمين محدوداً لاقتصار المستخدمين على الدعوات، وهذا ما دعا البعض لتصنيفه بالتطبيق النخبوي.

كانت تجربة جميلة جداً الخوض في هذا العالم الافتراضي الجميل والذي يسمح لك بالنقاش مع شخصيات لم تحلم يوماً بلقائها، وبسبب سياسة الخصوصية التي يتمتع بها البرنامج ارتفع سقف النقاشات السياسية والاجتماعية بين النخبة وبين كل صاحب رأي وفكرة، ما يجعلك تخرج بفائدة جميلة من كل نقاش تستمع إليه أو تخوضه.

كما ساهم التطبيق في إبراز تلك العقول التي لم تكن تتقن الكتابة أو لم تكن تهوى صناعة المحتوى الرقمي من تصوير وإخراج لتوصل صوتها إلى العالم، إضافة إلى تلك الفرص التي خلقت في هذا الوقت القصير حيث شهدت في إحدى الغرف عرض توظيف من أحد رؤساء مجالس الإدارة لفتاة تكلمت بطرح راقٍ وجذاب ليقتنصها كل من يبحث عن الاستثمار في البشر.

مع توسع رقعة النقاش والتنقل من غرفة إلى أخرى كمتحدث ومستمتع لاحظت وجود ظاهرة اختزال الرأي أو الجماعة في شخص أحدهم، حيث يتحدث أحدهم ويقول إنه يمثل الرأي الآخر أو الرأي المعارض، دون إدراك منه لواقع أنه لا يمثل إلا نفسه وأفكاره ولا يحق له الحديث عن أي كان والتعبير عن أفكارهم في سبيل إقناع نفسه بأنه مدعوم بجماعة أو بأغلبية.

إن الجماهير هي بوصلة الحديث لأولئك المستعدين للتخلي عن مبادئهم وعاداتهم وتقاليدهم لمجرد مداهنة الجمهور واللعب على وتر العاطفة، وهناك البعض الآخر الذي يبحث عن إثارة الجدل فقط لكي يعرف ومثل ما قيل «خالف تعرف»، هناك أيضاً من يبحث عن الأمور الشاذة ليتحدث بها ومع عرض جميل وفصاحة لسان يقع في شباك خداعه خلق كثير.

منصة جديدة جميلة وتجربة أخرى في العالم الافتراضي سنبقيها خارج المقارنة وانتظار ما يخبئ لها المستقبل وهل ستصمد أم أنها مجرد «هبة» وستمر مثلما مر غيرها.