قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى أن ثقافة التغيير الإيجابي الذي يواجه التحديات و يجعل منها فرصة لتحفيز المزيد من التقدم هي سمة مشتركة تجمع البحرين و كوريا ، مشيرا إلى أن ما حققته البحرين من مكاسب و نتائج ايجابية جعلت منها مركزا ماليا إقليميا بارزا.وأشاد سموه، لدى زيارته إلى مركز تدريب العمليات الخاصة التابع للجيش الكوري يرافقه نجله سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة ضمن زيارة سموه الرسمية للعاصمة الكورية سيئول اليوم الأربعاء، بمستوى التعاون العسكري بين البلدين ، خاصة في مجال التدريب ، و ما يشكله ذلك من امتداد للعلاقات الثنائية بين البلدين و التبادل الثقافي و التجاري بينهما منذ القدم.واستقبل سموه لدى وصوله القاعدة اللواء يوون كوانغ ساب قائد العمليات الخاصة ، حيث شهد خلال الزيارة عددا من المرافق في القاعدة كما حضر عددا من التمارين والعروض التي أظهرت كفاءة و مهارات القوات الكورية ، منوها سموه بالمستوى العالي من الانضباط العسكري الذي يعرف به الجيش الكوري و ما تميز به من قيم الروح العالية في الانجاز و التخطيط و الولاء و الافتخار.كما شاهد سموه عرضا فيلميا عن الجيش الكوري و قاعدة العمليات الخاصة.وحضر سموه و الوفد المرافق في وقت سابق من اليوم غداء العمل الذي استضافه كل من الاتحاد الكوري للصناعات و الهيئة الكورية للتجارة الدولية و غرفة الصناعة و التجارة الكورية و الاتحاد الكوري للصناعات الصغيرة و المتوسطة وبالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية بمملكة البحرين.وقال سموه في كلمته خلال الفعالية إن ما حققته مملكة البحرين من مكاسب و نتائج ايجابية جعلت منها مركزا ماليا إقليميا بارزا على مر السنوات الماضية و من أكثر الاقتصاديات انفتاحا و تحررا في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتاج جهد متواصل و أدراك لأهمية صياغة الأنظمة التي تدعم النمو و تنمية الكوادر بالتعليم و التدريب.واعتبر سموه أن ما بذلته مملكة البحرين من جهد بقيادة جلالة الملك الوالد حفظه الله و رعاه لمواصلة عملية النماء و التطور هو ما يجعلنا ننظر بعين الاحترام و التقدير للنماذج المشابهة التي حققت نجاحا مبهرا مثل جمهورية كوريا الصديقة و نسعى دائما للاستفادة من ما حققوه و من خبراتهم عبر الدخول في شراكات فاعلة.وأضاف سموه أن ثقافة التغيير الايجابي الذي يواجه التحديات و يجعل منها فرصة لتحفيز المزيد من التقدم هي سمة مشتركة تجمع مملكة البحرين و كوريا ، فنحن مثلها أدركنا أهمية تنويع اقتصادنا و تشجيع القطاع الخاص و التركيز على أهمية التعليم و التدريب و نسعى لتكريس ثقافة الحوكمة و التنظيم و الشفافية في كل القطاعات.ولي العهد يرحب بتأسيس جمعية الصداقة البحرينية الكورية ورحب سموه بإعلان تأسيس جمعية الصداقة البحرينية الكورية التي تؤسس لمرحلة جديدة تبني على الشراكة القوية بين مملكة البحرين و كوريا ، متمنيا سموه أن تكون زيارته الرسمية إلى سيئول عنصرا يساهم في تعزيز مستوى التعاون البحريني الكوري.وأشاد سموه بمستوى الديناميكية العالي الذي لا يسع المرء إلا أن يلحظه في كل أوجه التنمية في كوريا ، يعكس السياسات المستنيرة التي اتبعتها كوريا في ترسيخ خطوات انجازها على أرض الواقع.وألقى السيد كيونغ شيك سوهن رئيس غرفة التجارة و الصناعة الكورية كلمة رحب فيها بالزيارة الرسمية لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد و الوفد المرافق الذي يضم مسئولين و رجال أعمال إلى سيئول.كما أعرب عن سروره بتأسيس جمعية الصداقة البحرينية الكورية بالتنسيق بين غرفتي التجارة و الصناعة في مملكة البحرين و جمهورية كوريا و ما تشكله من إطار لتفعيل المزيد من التقارب بين القطاع الخاص في البلدين.وألقى الدكتور حسن بن عبد الله فخرو وزير الصناعة و التجارة كلمة قال فيها إن الصداقة كما نعرفها تبنى على الاحترام و الثقة المتبادلة و تزدهر بالتقارب في السمات ، و هذا ما يجمع بين البحرين و كوريا و يأتي تأسيس جمعية الصداقة كأحد صور تجسيد هذه العلاقة المتميزة.وتحدث وزير الصناعة والتجارة في كلمته عن زيادة معدل التجارة بين البلدين ثلاثة أضعاف ما كانت عليه ، مما يدل على الامكانية الكبيرة لتعزيز العلاقات ،مستذكرا أن الخليج هو ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا بينما كوريا هي خامس أكبر شريك تجاري للخليج ، و ذلك يشكل عاملا واعدا .وأشار الوزير الى أن القطاع المالي في المملكة كان أول قطاع غير نفطي تطور في البحرين و تتجاوز عائداته في الاسهام للناتج الاجمالي المحلي تلك التي للنفط ، حيث تضم البحرين 400 مؤسسة مالية اختارت أن تكون البحرين احدى مراكزها الاقليمية ، و تواصل البحرين العمل على تهيئة مناخ الأعمال فيها و البنى التحتية لذلك لتضم عددا أكبر من الاستثمارات الخارجية و تضيف الى القطاعات الأخرى المتوفرة لديها ، مضيفا أن الاستثمارات الكورية كان لها نصيب كبير من الاستثمار في المملكة في مختلف المجالات.وقدمت السيدة فيفيان جمال مدير ادارة تطوير الأعمال بمجلس التنمية الاقتصادية عرضا عن ما حققته مملكة البحرين في مجال التنمية الاقتصادية من تقدم وتنوع اقتصادي كما تطرق العرض الى مجالات الاستفادة من الفرص الواعدة للسوق الخليجية وما يمكن أن تقدمه مملكة البحرين كبوابة الدخول لسوق منطقة الخليج العربي.من جانب آخر عقد سمو الأمير سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع كبرى الشركات الكورية جمعته في لقاءات منفصلة مع السيد اس ار ووه رئيس شركة جي اس للهندسة و المقاولات و السيد كوانسو كيم نائب رئيس شركة سامسونج اس 1 و السيد جاون هوو تشو رئيس شركة ال جي كورب.وقد تم التباحث في اوجه التعاون والفرص الاستثمارية المشتركة و أنشطة الشركات في مملكة البحرين والسوق الخليجية ومجالات تعاونهم مع القطاعات العامة و الخاصة في مملكة البحرين.حضر اللقاءات معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية و سعادة الدكتور حسن بن عبدالله فخرو وزير الصناعة و التجارة والشيخ محمد بن عيسى آل خليفة مستشار الشئون السياسية والاقتصادية بديوان سمو ولي العهد و الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة رئيس ديوان سمو ولي العهد و الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة مستشار سمو ولي العهد و رجل الأعمال السيد عبدالحميد الكوهجي رئيس مجلس ادارة مجموعة عبدالجبار الكوهجي والسيد محمد القائد الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الالكترونية.وعقد الوفد التجاري المرافق لسمو ولي العهد عددا من اللقاءات الثنائية مع نظرائهم من القطاع الخاص الكوري بتنظيم من مجلس التنمية الاقتصادية من اجل استقطاب الشركات الكورية للاستثمار بمملكة البحرين والتباحث في امكانية الدخول في مشاريع مشتركة.