لا أعتقد أنه في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن وصلت مشاعر الاستياء للإدارة الأمريكية عند الشعوب في دول الخليج العربي ومصر كما هو حاصل اليوم.
وهذا مؤسف جداً فهي حالة لا نود لها الاستمرارية، فما يربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية تحالف إستراتيجي قوي وتاريخ طويل من العلاقات الودية، ولكن يبدو أن الإدارة الجديدة بعيدة جداً عما يجري على أرض الواقع في دولنا.
لا بد لكم من دراسة واقع منطقتنا من خلال المعايشة لا من خلال دفاتركم المدرسية.
أولاً: شعوب المنطقة لا تفرق بين مصدر التقرير إن صدر من هذه الدائرة أو تلك أو أن هذا التقرير صدر للكونجرس لا للبيت الأبيض، فكلها بالنسبة لشعوب المنطقة تقارير أمريكية نقطة ومن أول السطر.
ثانياً: تلك التقارير لا وزن لها ولا مصداقية لأنها أصبحت بالنسبة لتلك الشعوب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باستغلالكم السيء لها كما حدث في العراق وكما حدث في ربيعكم لا ربيعنا عام 2011.
ثالثاً: على أرض الواقع جرت متغيرات كثيرة في دولنا من بعد عام 2011 وما لن يتكرر في عالمنا العربي بشكل عام، واستحالة أن يحدث في دول الخليج وحتى في مصر، لذلك فمحاولاتكم لإحياء الفوضى ليست مستحيلة، بل إن شعوب المنطقة ترى في تلك المحاولات المستميتة تهديداً لأمنها هي واستقرارها ورخائها وسلامها هي، إنكم لا تستهدفون الأنظمة، إنكم تستهدفون الشعوب وهذا تحول تاريخي خطير نظراً لتاريخ العلاقات الأمريكية الخليجية والمصالح الاستراتيجية التي تربطكم بنا.
الأخطر أنه ليس هناك حتى انقسام في الرأي في دولنا الخليجية حتى تراهنون عليه، وهذا يضعكم في مواجهة الاستياء الشعبي الكامل، وبالإمكان قياس هذا الإجماع بسهولة من خلال عدة مؤشرات واقعية لا من خلال افتراضات دفترية، من بعثاتكم الدبلوماسية من تتبع الحراك على وسائل التواصل الاجتماعي من آراء النخب والمثقفين الخليجيين، ولو كانت الأوضاع تسمح بفتح المجالس والدوواين لوصلت لكم الرسائل مباشرة.
لم يحدث أبداً أن تكون الولايات المتحدة خصماً شعبياً في الدول الخليجية فليست لها ذاكرة استعمارية، ولم يحدث أي صدام بين شعوب هذه المنطقة وبين صور الوجود الأمريكي فيها عسكرياً كان أو دبلوماسياً أو تجارياً، شعوب المنطقة ترى في الولايات المتحدة دائماً دولة حليفة صديقة لها دور كبير في حفظ الأمن والاستقرار لها، وحتى عندما انهار العراق كدولة بسبب السياسة الأمريكية بقيت تلك العلاقة الخليجية الأمريكية محافظة على طابعها التحالفي لم تتأثر بشكل مباشر، إلى أن تكشف عن الدور الأمريكي في أحداث البحرين ومصر هنا فقط حدث منعطف كبير في طبيعة العلاقة الشعبية وأشدّد هنا على الشعبية، فاهتزت الثقة بشكل كبير ولم تعد الشعوب ترى في الولايات المتحدة الأمريكية حليفاً مضموناً خاصة وهم يرون تبدل المواقف تجاه إيران وازدواجية المعايير وتناقض السياسة الأمريكية المكشوف لها.
فإن كانت الإدارة الأمريكية الجديدة تعتقد أن شعوب المنطقة سعيدة بالدفاع الأمريكي المصطنع وغير المقنع والمفضوح والمكشوف عن «حقوق» الصحفيين وتعتقد أن الشعوب الخليجية سعيدة باستهداف الأنظمة الخليجية فعليها أن تقيس ردة الفعل الشعبية لا الرسمية.
وهذا مؤسف جداً فهي حالة لا نود لها الاستمرارية، فما يربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية تحالف إستراتيجي قوي وتاريخ طويل من العلاقات الودية، ولكن يبدو أن الإدارة الجديدة بعيدة جداً عما يجري على أرض الواقع في دولنا.
لا بد لكم من دراسة واقع منطقتنا من خلال المعايشة لا من خلال دفاتركم المدرسية.
أولاً: شعوب المنطقة لا تفرق بين مصدر التقرير إن صدر من هذه الدائرة أو تلك أو أن هذا التقرير صدر للكونجرس لا للبيت الأبيض، فكلها بالنسبة لشعوب المنطقة تقارير أمريكية نقطة ومن أول السطر.
ثانياً: تلك التقارير لا وزن لها ولا مصداقية لأنها أصبحت بالنسبة لتلك الشعوب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باستغلالكم السيء لها كما حدث في العراق وكما حدث في ربيعكم لا ربيعنا عام 2011.
ثالثاً: على أرض الواقع جرت متغيرات كثيرة في دولنا من بعد عام 2011 وما لن يتكرر في عالمنا العربي بشكل عام، واستحالة أن يحدث في دول الخليج وحتى في مصر، لذلك فمحاولاتكم لإحياء الفوضى ليست مستحيلة، بل إن شعوب المنطقة ترى في تلك المحاولات المستميتة تهديداً لأمنها هي واستقرارها ورخائها وسلامها هي، إنكم لا تستهدفون الأنظمة، إنكم تستهدفون الشعوب وهذا تحول تاريخي خطير نظراً لتاريخ العلاقات الأمريكية الخليجية والمصالح الاستراتيجية التي تربطكم بنا.
الأخطر أنه ليس هناك حتى انقسام في الرأي في دولنا الخليجية حتى تراهنون عليه، وهذا يضعكم في مواجهة الاستياء الشعبي الكامل، وبالإمكان قياس هذا الإجماع بسهولة من خلال عدة مؤشرات واقعية لا من خلال افتراضات دفترية، من بعثاتكم الدبلوماسية من تتبع الحراك على وسائل التواصل الاجتماعي من آراء النخب والمثقفين الخليجيين، ولو كانت الأوضاع تسمح بفتح المجالس والدوواين لوصلت لكم الرسائل مباشرة.
لم يحدث أبداً أن تكون الولايات المتحدة خصماً شعبياً في الدول الخليجية فليست لها ذاكرة استعمارية، ولم يحدث أي صدام بين شعوب هذه المنطقة وبين صور الوجود الأمريكي فيها عسكرياً كان أو دبلوماسياً أو تجارياً، شعوب المنطقة ترى في الولايات المتحدة دائماً دولة حليفة صديقة لها دور كبير في حفظ الأمن والاستقرار لها، وحتى عندما انهار العراق كدولة بسبب السياسة الأمريكية بقيت تلك العلاقة الخليجية الأمريكية محافظة على طابعها التحالفي لم تتأثر بشكل مباشر، إلى أن تكشف عن الدور الأمريكي في أحداث البحرين ومصر هنا فقط حدث منعطف كبير في طبيعة العلاقة الشعبية وأشدّد هنا على الشعبية، فاهتزت الثقة بشكل كبير ولم تعد الشعوب ترى في الولايات المتحدة الأمريكية حليفاً مضموناً خاصة وهم يرون تبدل المواقف تجاه إيران وازدواجية المعايير وتناقض السياسة الأمريكية المكشوف لها.
فإن كانت الإدارة الأمريكية الجديدة تعتقد أن شعوب المنطقة سعيدة بالدفاع الأمريكي المصطنع وغير المقنع والمفضوح والمكشوف عن «حقوق» الصحفيين وتعتقد أن الشعوب الخليجية سعيدة باستهداف الأنظمة الخليجية فعليها أن تقيس ردة الفعل الشعبية لا الرسمية.