يترقب العالم، الخميس المقبل، اجتماعا حاسما لتحالف "أوبك+" في محاولة من الأعضاء لتثبيت نجاح تم تحقيقه لاستقرار الأسواق.
ونجح التحالف من خلال خفض الإنتاج الحالي البالغ قرابة 7.2 مليون برميل يوميا، على أثره صعدت أسعار خام برنت لأعلى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.
ويبدو أن الأعضاء في التحالف من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ترغب في استمرار اتفاق خفض الإنتاج عند مستوياته الحالية، لحين ظهور معالم أكثر وضوحا بشأن الطلب العالمي على الخام.
الشهر الماضي، قال وزير الطاقة السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان إن على التحالف توخي الحذر بشأن أي تراخٍ من جانب الأعضاء، بالتزامن مع تحسن أسعار الخام عالميا.
وذكر الوزير السعودي أن "الكرة لا تزال في الملعب.. لم تنتهِ المباراة بعد"، في إشارة إلى استمرار تأثيرات جائحة كورونا على الطلب العالمي على الخام، وبطء عمليات توزيع اللقاح على غالبية الاقتصادات حول العالم.
في أبريل/نيسان 2020، تمكنت السعودية وروسيا من التوصل لاتفاق وصف حينها بالجريء والتاريخي، عبر خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا استمر حتى نهاية يوليو/تموز الماضي.
ومطلع أغسطس/آب الفائت، تم تخفيف اتفاق خفض الإنتاج إلى متوسط 7.7 مليون برميل يوميا استمر حتى نهاية 2020، ثم تخفيف آخر إلى 7.2 مليون برميل يوميا بدأ مطلع العام الجاري.
وعند اجتماعهم الخميس، سيكون لدى التحالف مجموع خيارات لتبنيها خلال الفترة المقبلة، مع استمرار تسجيل أسعار النفط مكاسب مهمة، وتوجهها لتسجيل 70 دولاراً بحلول الربع الثاني 2021.
وتحسن الطلب العالمي على النفط الخام في شرق وجنوب شرق آسيا وبالتحديد الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، بالتزامن مع البدء بتخفيف قيود جائحة كورونا.
ومع تنفيذ السعودية خفضاً طوعياً في الإنتاج بدأ مطلع فبراير/شباط الماضي، ويستمر حتى نهاية مارس/آذار الجاري، فإن الخطوة أضافت مزيدا من الهدوء والتوازن لدى المنتجين حول العالم.
وجاء موجة البرد التي تشهدها ولاية تكساس الأمريكية، كعامل دعم إضافي للأسعار، إلى جانب الخفض الطوعي السعودي، وهي ظروف قدمت للتحالف معلومات بشأن قرب وصول الأسواق لمرحلة توازن بين العرض والطلب.
ويشير تقرير لشبكة CNBC الأمريكية إلى أن العاصفة الثلجية التي شلت مظاهر الحياة في تكساس، تسببت في اقتطاع نحو 4 ملايين برميل يوميا من إنتاج الولايات المتحدة اليومي من الخام.
ويقدر المحللون أن موجة الطقس السيئ تسببت في محو ما بين 18-40 مليون برميل من إنتاج الولاية بالإضافة إلى تعطل نحو خمس السعة التكريرية للولايات المتحدة ككل.