يقول د. غازي القصيبي رحمه الله: «بدأتُ حياتي العملية بلصق الصور. قمت بالعمل عن طيبة خاطر، يوماً بعد يوم، حتى «رُقيت» وكلفت بمراقبة الطلبة أثناء الامتحانات. لم أقل قط، إن أي عمل كلفت بأدائه كان عملاً لا يليق بمستواي».
هناك نماذج عديدة لنوعية أداء الموظفين في أعمالهم، والتي تؤثر على منظومة العمل بأكمله، وتساهم بالسلب أو الإيجاب في المخرجات المرجو تحقيقها في نهاية المطاف. فهناك من يغدو لعمله وهو في قمة النشاط والحماس، وفي المقابل هناك من يغدو لعمل متعباً متضجراً مترصداً يخطط من أجل الإطاحة بغيره من الناجحين. ليس العظة بمن يحضر للعمل من الساعة السابعة صباحاً إلى الثانية ظهراً وقد أشيد به في الانضباط الوظيفي، إنما العظة بمن كانت مؤشرات إنجازه أفضل بكثير من غيره وإن قلت ساعات حضوره. هذا ما كشفته لنا أزمة كورونا من خلال تطبيق منظومة «العمل عن بعد»، فالبعض إنجازه يفوق غيره بمن يحضر في مقر العمل، في حين أن البعض الآخر يعتقد أن «عمله عن بعد» إنما هو «إجازة وراحة» ويؤجل أعماله وطلبات المسؤولين إلى الأيام التي يكون فيها في مقر العمل! فشتان بين هذا وذاك وشتان بمن ساعد نفسه ليكون «القوي الأمين» فيما يكلف به من أعمال فلا ينتظر متابعة المسؤولين له، بل تراه شغوفاً بعمله ينجزه قبل الأوان، وبين الذي ألقى عتبه على الظروف واتهم «عمله» بعدم العدالة، فهو يرى بأنه يجب أن يعامل كمثل ذلك الموظف الذي ليس لديه من المهام التي يعملها ولو «عن بعد». يعني بمفهوم «لازم تساوييني مع غيري وإلا يكفي اشتغل في ساعات معدودة».
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إحدى مقولاته الإدارية: «في كل صباح في أفريقيا يستيقظ غزال يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من خطوات الأسود وإلا كان الموت مصيره. وفي كل صباح في أفريقيا، يستيقظ أسد يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من أبطأ غزال وإلا سيموت جوعاً. لا يختلف عليك الأمر سواء أكنت غزالاً أم أسداً، عندما تبزغ الشمس «عليك أن تعدو بأقصى سرعة». نعم هذا هو المفهوم الصحيح، بأن يصحو الموظف مع إشراقة كل يوم جديد وفي نفسه الطموح والأمل بأن يقدم للبشرية كل خير ويعمل مهما كان عمله لأنه يريد أن يترك أجمل الأثر، فلا يهمه مكان الكرسي، بل يهمه أن يكون منتجاً معطاءً يتعامل مع الظروف المحيطة بكل مرونة، ويساعد الجميع مهما كانت الوظيفة التي يقوم بها، ولا يغتر بنفسه أبداً بحجة «هذا تخصصي فحسب»، فإنما الموظف اليوم يفوز بمهاراته وحسن تدبيره وإنجازه وعقليته وفكره القيادي الذي قد يحمله فوق السحاب.
من السهولة بمكان أن تضع المستندات فوق المكتب وتؤخر الإنجاز بحجة أن هناك متسعاً من الوقت. ولكنك في الوقت ذاته قد تتسبب في خسارة كبيرة سيجنيها من تقوم بخدمته، فلربما كانت الدقائق المعدودة التي تأخرت بها في هذا الخدمة كانت كفيلة بسد حاجة آخرين والتخفيف عن لوعاتهم. نحتاج إلى عقليات تدرك حجم العمل المكلفة به ونوعيته، ولا تقارنه بأي وظيفة أخرى، وتعيش من أجل الإنجاز والإحساس بأهمية المسؤولية، فإنما المرء في نهاية المطاف يرضي الله عز وجل أولاً وأخيراً، وكما يقولون «يحلل لقمة عيشه» ويرضي ضميره ولم يهدر وقته فيما لا فائدة منه.. ولنا وقفة أخرى.
* ومضة أمل:
بإمكانك أن تنجز بلا تذمرات.
هناك نماذج عديدة لنوعية أداء الموظفين في أعمالهم، والتي تؤثر على منظومة العمل بأكمله، وتساهم بالسلب أو الإيجاب في المخرجات المرجو تحقيقها في نهاية المطاف. فهناك من يغدو لعمله وهو في قمة النشاط والحماس، وفي المقابل هناك من يغدو لعمل متعباً متضجراً مترصداً يخطط من أجل الإطاحة بغيره من الناجحين. ليس العظة بمن يحضر للعمل من الساعة السابعة صباحاً إلى الثانية ظهراً وقد أشيد به في الانضباط الوظيفي، إنما العظة بمن كانت مؤشرات إنجازه أفضل بكثير من غيره وإن قلت ساعات حضوره. هذا ما كشفته لنا أزمة كورونا من خلال تطبيق منظومة «العمل عن بعد»، فالبعض إنجازه يفوق غيره بمن يحضر في مقر العمل، في حين أن البعض الآخر يعتقد أن «عمله عن بعد» إنما هو «إجازة وراحة» ويؤجل أعماله وطلبات المسؤولين إلى الأيام التي يكون فيها في مقر العمل! فشتان بين هذا وذاك وشتان بمن ساعد نفسه ليكون «القوي الأمين» فيما يكلف به من أعمال فلا ينتظر متابعة المسؤولين له، بل تراه شغوفاً بعمله ينجزه قبل الأوان، وبين الذي ألقى عتبه على الظروف واتهم «عمله» بعدم العدالة، فهو يرى بأنه يجب أن يعامل كمثل ذلك الموظف الذي ليس لديه من المهام التي يعملها ولو «عن بعد». يعني بمفهوم «لازم تساوييني مع غيري وإلا يكفي اشتغل في ساعات معدودة».
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إحدى مقولاته الإدارية: «في كل صباح في أفريقيا يستيقظ غزال يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من خطوات الأسود وإلا كان الموت مصيره. وفي كل صباح في أفريقيا، يستيقظ أسد يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من أبطأ غزال وإلا سيموت جوعاً. لا يختلف عليك الأمر سواء أكنت غزالاً أم أسداً، عندما تبزغ الشمس «عليك أن تعدو بأقصى سرعة». نعم هذا هو المفهوم الصحيح، بأن يصحو الموظف مع إشراقة كل يوم جديد وفي نفسه الطموح والأمل بأن يقدم للبشرية كل خير ويعمل مهما كان عمله لأنه يريد أن يترك أجمل الأثر، فلا يهمه مكان الكرسي، بل يهمه أن يكون منتجاً معطاءً يتعامل مع الظروف المحيطة بكل مرونة، ويساعد الجميع مهما كانت الوظيفة التي يقوم بها، ولا يغتر بنفسه أبداً بحجة «هذا تخصصي فحسب»، فإنما الموظف اليوم يفوز بمهاراته وحسن تدبيره وإنجازه وعقليته وفكره القيادي الذي قد يحمله فوق السحاب.
من السهولة بمكان أن تضع المستندات فوق المكتب وتؤخر الإنجاز بحجة أن هناك متسعاً من الوقت. ولكنك في الوقت ذاته قد تتسبب في خسارة كبيرة سيجنيها من تقوم بخدمته، فلربما كانت الدقائق المعدودة التي تأخرت بها في هذا الخدمة كانت كفيلة بسد حاجة آخرين والتخفيف عن لوعاتهم. نحتاج إلى عقليات تدرك حجم العمل المكلفة به ونوعيته، ولا تقارنه بأي وظيفة أخرى، وتعيش من أجل الإنجاز والإحساس بأهمية المسؤولية، فإنما المرء في نهاية المطاف يرضي الله عز وجل أولاً وأخيراً، وكما يقولون «يحلل لقمة عيشه» ويرضي ضميره ولم يهدر وقته فيما لا فائدة منه.. ولنا وقفة أخرى.
* ومضة أمل:
بإمكانك أن تنجز بلا تذمرات.