العين الأخبارية
وصلت طائرة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى مطار الناصرية بمحافظة "ذي قار" العراقية استعدادا لتوجهه إلى مدينة أور الأثرية.
جاء ذلك بعد لقاء تاريخي بين البابا والمرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف.
ويقيم البابا فعالية عند مبنى الزقورة بحضور مختلف الديانات والمذاهب.
وتعد "زقورة أور" من أقدم المعابد في العراق، (40 كم غرب الناصرية)، مركز محافظة ذي قار والتي بناها مؤسس سلالة "أور" الثالثة، سنة 2050 ق.م.
وتم اكتشاف بقايا الزقورة لأول مرة بواسطة، الجيولوجي البريطاني، ويليام لوفتوس في عام 1850م، وتم الحفر الشامل والكشف عن بقايا المعبد في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، بواسطة عالم الآثار السير ليونارد وولي.
وعن الاستعدادات للزيارة، قال حاكم الشمري، مدير الإعلام بالهيئة العامة للآثار بالعراق، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الفرق الفنية نصبت خلال الأيام الماضية ممرات خشبية حول مبنى الزقورة عند مدينة أور الأثرية فضلاً وضع السرادق وتجهيز المبنى بالمولدات الكهربائية وتهيئة الطرق بما لا يخل بهويتها التاريخية".
وأضاف: "تم نشر الأضواء حول مبنى الزقورة، وتلك الجهود تأتي بالتعاون مع المجالس المحلية وعلى نفقة شركة نفط ذي قار".
وأكد "الشمري"، أن "زقورة أور التاريخية قد بنيت من قبل الملك أورنمو الذي ينتمي لسلالة أور الثالثة عام 2100 ق.م، وهي أقدم فكرة للبناء المدرج في العالم".
من جهته يؤكد الباحث الأثري ومدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق، أن أور "هي أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك، وظهر السكن فيها منذ أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد".
وتتألف الزقورة من ثلاث طبقات وثلاثة سلالم، كل منها مؤلفة من مئة درجة، حيث رقم 3 من الأرقام المقدسة بالعراق القديم، ولهذا يراه بعض علماء الآثار رقما ميتافيزيقيا، ما وراء أو ما فوق عالم الطبيعة، ويعطي بُعدا آخر لطريقة تفكير السومريين آنذاك.
وبُنيت زقورة أور على قاعدة مربعة طول ضلعها 42 مترا، ترتفع الطبقات المتعاقبة والمتساوية الارتفاعات، وهي صلدة ومبنية جميعها من الطين اللبِن، وقد كسيت من الخارج بطبقة سميكة من الآجر الأحمر المفخور، وبطريقة هندسية، تسمى "السبط"، ويميل البناء إلى الداخل كلما ارتفع إلى الأعلى، مما يعطي للناظر خدعة بصرية، ليبدو أعلى من ارتفاعه الحقيقي.
وارتفاع الزقورة الحالي 16 مترا ونصف المتر، لكن ارتفاعها القديم عند بنائها الأول كان 26 مترا ونصف المتر، ولم يتبقَ من الزقورة الآن سوى الطبقة الأولى، وأجزاء من الثانية، أما الثالثة فغير موجودة، إلى جانب المعبد العلوي أيضا الذي انهار بسبب عوامل التعرية.
وتوجد في الزقورة ومن كل جوانبها "فتحات" تسمى "العيون الدامعة" يراها السائح عندما يرفع عيونه للمشاهدة إلى الأعلى، وهذه الفتحات الشاقولية الممتدة لهيكل الزقورة الداخلي تستخدم لاستخراج مياه الأمطار وتصريفها عبر الأنابيب في وقتنا الحاضر، ويخرج ماء المطر كما تخرج الدموع من العيون.
وبدأ بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، زيارة تاريخية للعراق في الخامس من مارس/ آذار الحالي، تستغرق 4 أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين، إلى جانب المرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف وزيارة مدينة أور التاريخية، وإقامة قداس في بغداد فضلاً عن زيارة المدينة القديمة في الموصل وإقليم كردستان العراق.