كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي وجد أن أحد أعضاء جماعة "براود بويز" اليمينية، كان على اتصال بشخص على صلة بالبيت الأبيض في الأيام التي سبقت الهجوم على مبنى الكابيتول، في 6 يناير الماضي، وفقاً لما نقلته عن مسؤول وصفته بأنه مطلع على التحقيقات.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، الجمعة، إن المسؤول، الذي لم تذكر اسمه، أشار إلى أن بيانات شبكات الاتصالات وسجل المكالمات وتحديد المواقع، كشفت عن إجراء مكالمة بين أحد أعضاء "براود بويز"، وأحد المقربين من البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق، دونالد ترمب، لافتة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يحدد ما تم مناقشته في المكالمة، كما لم يكشف المسؤول عن أسماء طرفيها.

وأوضحت الصحيفة، أن الكشف عن الاتصال يأتي في الوقت الذي يكثف فيه "إف بي آي" التحقيقات في الاتصالات بين اليمينيين، وهؤلاء الذين كانوا على صلة بترمب في البيت الأبيض، وأعضاء الكونغرس المحافظين، في الأيام التي سبقت الهجوم.

ونقلت الصحيفة، عن المسؤول، قوله إن البيانات التي تم الحصول عليها لم تكشف عن أي دليل على وجود اتصالات بين مثيري الشغب، وأعضاء الكونغرس خلال الهجوم، وهو ما رأت "نيويورك تايمز" أنه يقوض مزاعم الديمقراطيين بأن بعض المشرعين الجمهوريين شاركوا في الهجوم.

اعتراف

وقال زعيم "براود بويز"، إنريكي تاريو، للصحيفة، إنه سبق أن أجرى اتصالاً مع روجر جيه ستون جونيور، أحد المقربين من ترمب، أثناء تواجده في أحد الاحتجاجات التي تم تنظيمها في الأيام التي سبقت الهجوم، أمام منزل السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، مشيراً إلى أنه وضع المكالمة على مكبر الصوت، لجعل صوت ستون مسموعاً لكل المشاركين في الاحتجاج.

وقال أحد مسؤولي إنفاذ القانون، للصحيفة، إن الاتصال بين تاريو وستون لم يكن هو الذي يخضع للتدقيق، وأن الاتصال الذي تم إجراؤه أمام منزل روبيو كان واقعة مختلفة.

وتابعت الصحيفة: "لكن وجود عضوين من الجماعة على اتصال بأشخاص مرتبطين بترمب يؤكد وصول الجماعات المتطرفة العنيفة إلى البيت الأبيض، وإلى الأشخاص المقربين من الرئيس السابق".

وكان ستون نفى، في تصريحات للصحيفة، الشهر الماضي "أي تورط أو معرفة بالهجوم على مبنى الكابيتول".

اتصالات بين اليمينيين والمشرعين

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن وثائق المحاكمات تظهر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي طالب بالحصول على قائمة بجميع أرقام الهواتف التي تواصلت من خلال الأبراج الخلوية التي تخدم مبنى الكابيتول، وأنه تلقى معلومات من شركات الهواتف المحمولة حول الأرقام التي اتصل بها جميع الموجودين في الكابيتول أثناء أعمال الشغب، وفقاً لثلاثة مسؤولين مطلعين على التحقيقات.

وعلى الرغم من أن المحققين لم يجدوا أي اتصال بين مثيري الشغب، وأعضاء الكونغرس خلال الهجوم، إلا أن السجلات أظهرت أدلة في الأيام التي سبقته على وجود اتصالات بين اليمينيين، والمشرعين الذين كانوا يخططون لحضور تجمع ترمب الذي حدث قبل الهجوم مباشرة، بحسب أحد المسؤولين، والذي أضاف: "وزارة العدل تدرس هذه الاتصالات، لكنها لم تفتح تحقيقاً مع أي شخص".

ضبط أول عضو بإدارة ترمب

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي، الخميس، أنه ألقى القبض على المساعد السابق في وزارة الخارجية، فيديريكو جي كلاين، بتهم تتعلق بالهجوم، بما في ذلك السلوك العنيف وغير المنضبط، وعرقلة الكونغرس وإنفاذ القانون، والاعتداء على ضابط باستخدام سلاح خطير، ما يجعله أول عضو في إدارة ترمب يواجه تهماً جنائية فيما يتعلق باقتحام مبنى الكابيتول.