إعداد: هدى عبدالحميد
رغم كف بصرها إلا أنها استطاعت ببصيرتها أن تنجز العديد من الأعمال التي قد يصعب على المبصرين تنفيذها تخرجت في كلية الآداب قسم لغة عربية من جامعة البحرين بتقدير جيد جداً وتجيد الرسم والتلوين والتصميم على "الفوتوشوب" والإنشاد وقراءة القرآن بالتجويد حصلت على العديد من الشهادات التقديرية والتدريبية وياريت السطور تتسع لكتابة جميع هذه الشهادات ولكنها تحتاج لمجلد خاص فهي تزيد عن 55 شهادة ولكن سنذكر بعضها ومنها شهادة المدرب المحترف معتمد من بريطانيا وكندا البحرين، وشهادة مدرب المدربين للدكتور نادي من كنغستون الأمريكية دورة في مقاربة أنماط الشخصية، والمرشد الزوجي والأسري، وإعداد البحث العلمي، وحصلت على الكوتش الاستشارة التوجيهية النفسية من كامبردج وقدمت العديد من المحاضرات ومنها "ابنتك جوهرة في نادي المرأة وشاركت في العديد من المسابقات.
وتقول فاطمة محمد علي حبيل لـ "الوطن" رغم معاناتي ككفيفة والصعوبات التي واجهتني منذ طفولتي فإن إرادتي جعلتني أتخطى المستحيل وبتدبري للقرآن وتفسيره شاهدت قدرة الله في خلقه وبات حبي لله متعمقاً في قلبي وهذا ما قادني للتحمل والصبر والمثابرة لتحقيق ذاتي وتفوقي وقد أزلت كلمة مستحيل من قاموس حياتي".
وذكرت فاطمة "أحب الأدب وكتابة القصص ولقد أصدرت روايتي الأولى "غرد يا قلب" وهي مستوحاة من الخيال ومن الواقع، تتناول كيف ينظرالمجتمع للكفيف بنظرة تسلب منه حقه ورغبته في تكوين أسرة"، وكتبت روايتي الثانية "عاشقة الصمت" والتي تضمن قصصاً اجتماعية قصيرة ومازال لدي العديد من الأفكار والكتب ولكني لا أمتلك التكلفة المادية لطباعتهم فأنا حالياً بدون عمل، وكنت أعمل كمدرسة متطوعة بمكافأة حيث رشحني معهد النور "المعهد السعودي البحريني للمكفوفين" للعمل كمساعدة لطالبة مكفوفة وكان هذا يتطلب أن أمسك يد الطالبة للتعليم ومع انتشار فيروس كورونا أصبح من الصعب الاستمرار وأصبحت بلا أي دخل.
وحول إعاقتها تقول "لقد كنت طفلة عادية جميلة ذات عيون واسعة فقد كنت مبصرة، ألعب وأساعد والدتي في مهام المنزل بحب حتى سن 6 سنوات.. بعدها عانيت من مشاكل صحية في العين، فأعتقد أن ما أصابني بسبب الحسد ومع الأسف فقدت نظري تدريجياً حيث عانيت من غمام على العين وسافرت لإحدى الدول العربية حيث أجريت لي عمليتان جراحيتان في العين نفس الأسبوع، وعيني لم تتحمل ذلك.. وكنت أعاني من سوء معاملة الممرضين لي فكانوا يعاملونني بقسوه لا تتحملها طفلة في عمري كما تعرضت لخطأ طبي من الطبيب بترك سليكون في عيني فتسبب في تضرر بصري بشكل كبير وبعد عودتي للبحرين أصبت من قبل طفل بالكرة في عيني وابيضت إحدى عيني".
وتضيف فاطمة بالقول "شعرت بصعوبة ممارسة حياتي بمفردي كنت اذهب إلى معهد النور للدراسة واذهب لادرس في محو الامية بمدرسة القادسية حفاظاً على دراستي بالقلم واستكملت دراستي الابتدائية ولكن واجهتني الصعوبة في الذهاب لاحقاً فلم اعد ارى سوى بصيص نور فشعرت بالوحدة وبالغربة ولكن معهد النور أصبح بالنسبة لي الأمان وشكل عالماً جديداً لي".
وقالت: "عند بلوغي الـ12 سنة فقدت النظر تماماً.. كان الشعور قاسياً بالوحدة والظلام يحيطني من جميع الجوانب والتحقت بصفوف الدمج وعمري 14 عاماً، ذهبت إلى مدارس سترة، وكنت أكره ذهابي للمدرسة فلم يكن الطلبة قادرين على التعامل معي بشكل واعٍ وكنت شديدة العصبية ولكن مع الوقت تأقلمت وتفوقت وتميزت وفي المرحلة الثانوية اتسعت دائرة معارفي ففزبت في انتخابات مجلس الطلبة ب 77 صوتاً مقابل 66 صوتاً للأخرى".
وعن الصعوبات التي كانت تواجهها في الدراسة قالت في المدرسة الإعدادية "كانت الكتب تتأخر فالحال ليس كما هو الآن، فالطابعة في السابق تحتاج وقتاً، فكنت أقوم بكتابة الدروس بنفسي، وفي هذه المرحلة اكتشفت معلمة اللغة العربية قدرتي على الكتابة والتعبير، فكرمتني وأشادت بقدرتي الكتابية، هنا كانت أول شهادة تكريم أحصل عليها، ثم تلتها شهادات عدة في التحصيل الدراسي، ومن ثم التكريم من وزارة التربية والتعليم".
وأضافت "مع تفوقي العلمي حيث كنت الأولى على المدرسة، حصلت على المركز الثاني في معرض الرسم، فقد كنت أرسم على الورق المقوى حيث كنت اتحسس الخطوط التي أحفرها ثم ألون داخل هذه الخطوط ويعود الفضل في ذلك للمعلمة حياة الصياد.. وكرمني إبراهيم هجرس، وللمعلمة حنان ميرزا معلمة اللغة العربية دور كبير في صقل موهبتي.. فقد فتحت لي آفاق الكتابة والإبداع، تخرجت من المرحلة الثانوية بامتياز ثم التحقت بكلية الآداب بجامعة البحرين وكان هذا احد رغباتي التي سعيت لتحقيقها لقد شاركت في أنشطة الجامعة المختلفة، ومنها فنون القيادة وحفظ القرآن والمهارات الشخصية، شاركت أيضاً في برنامج إعداد القادة ونجحت وتفوقت وقد ساهمت التكنولوجيا في ذلك الوقت في مساعدتي على المذاكرة من خلال البرامج الناطقة بالهاتف".
واختتمت حديثها قائلة "كل ما أريد معرفته أتعلمه فأنا أريد أن أكون، شخصية ملهمة قادرة على العطاء وصناعة النجاح أثبت للمجتمع أن الكفيف قادر على ما يفعله الأصحاء وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للعمل كمدرسة أدرس لغير المكفوفين فأنا لدي القدرة على إيصال المعلومة وبسهولة.
رغم كف بصرها إلا أنها استطاعت ببصيرتها أن تنجز العديد من الأعمال التي قد يصعب على المبصرين تنفيذها تخرجت في كلية الآداب قسم لغة عربية من جامعة البحرين بتقدير جيد جداً وتجيد الرسم والتلوين والتصميم على "الفوتوشوب" والإنشاد وقراءة القرآن بالتجويد حصلت على العديد من الشهادات التقديرية والتدريبية وياريت السطور تتسع لكتابة جميع هذه الشهادات ولكنها تحتاج لمجلد خاص فهي تزيد عن 55 شهادة ولكن سنذكر بعضها ومنها شهادة المدرب المحترف معتمد من بريطانيا وكندا البحرين، وشهادة مدرب المدربين للدكتور نادي من كنغستون الأمريكية دورة في مقاربة أنماط الشخصية، والمرشد الزوجي والأسري، وإعداد البحث العلمي، وحصلت على الكوتش الاستشارة التوجيهية النفسية من كامبردج وقدمت العديد من المحاضرات ومنها "ابنتك جوهرة في نادي المرأة وشاركت في العديد من المسابقات.
وتقول فاطمة محمد علي حبيل لـ "الوطن" رغم معاناتي ككفيفة والصعوبات التي واجهتني منذ طفولتي فإن إرادتي جعلتني أتخطى المستحيل وبتدبري للقرآن وتفسيره شاهدت قدرة الله في خلقه وبات حبي لله متعمقاً في قلبي وهذا ما قادني للتحمل والصبر والمثابرة لتحقيق ذاتي وتفوقي وقد أزلت كلمة مستحيل من قاموس حياتي".
وذكرت فاطمة "أحب الأدب وكتابة القصص ولقد أصدرت روايتي الأولى "غرد يا قلب" وهي مستوحاة من الخيال ومن الواقع، تتناول كيف ينظرالمجتمع للكفيف بنظرة تسلب منه حقه ورغبته في تكوين أسرة"، وكتبت روايتي الثانية "عاشقة الصمت" والتي تضمن قصصاً اجتماعية قصيرة ومازال لدي العديد من الأفكار والكتب ولكني لا أمتلك التكلفة المادية لطباعتهم فأنا حالياً بدون عمل، وكنت أعمل كمدرسة متطوعة بمكافأة حيث رشحني معهد النور "المعهد السعودي البحريني للمكفوفين" للعمل كمساعدة لطالبة مكفوفة وكان هذا يتطلب أن أمسك يد الطالبة للتعليم ومع انتشار فيروس كورونا أصبح من الصعب الاستمرار وأصبحت بلا أي دخل.
وحول إعاقتها تقول "لقد كنت طفلة عادية جميلة ذات عيون واسعة فقد كنت مبصرة، ألعب وأساعد والدتي في مهام المنزل بحب حتى سن 6 سنوات.. بعدها عانيت من مشاكل صحية في العين، فأعتقد أن ما أصابني بسبب الحسد ومع الأسف فقدت نظري تدريجياً حيث عانيت من غمام على العين وسافرت لإحدى الدول العربية حيث أجريت لي عمليتان جراحيتان في العين نفس الأسبوع، وعيني لم تتحمل ذلك.. وكنت أعاني من سوء معاملة الممرضين لي فكانوا يعاملونني بقسوه لا تتحملها طفلة في عمري كما تعرضت لخطأ طبي من الطبيب بترك سليكون في عيني فتسبب في تضرر بصري بشكل كبير وبعد عودتي للبحرين أصبت من قبل طفل بالكرة في عيني وابيضت إحدى عيني".
وتضيف فاطمة بالقول "شعرت بصعوبة ممارسة حياتي بمفردي كنت اذهب إلى معهد النور للدراسة واذهب لادرس في محو الامية بمدرسة القادسية حفاظاً على دراستي بالقلم واستكملت دراستي الابتدائية ولكن واجهتني الصعوبة في الذهاب لاحقاً فلم اعد ارى سوى بصيص نور فشعرت بالوحدة وبالغربة ولكن معهد النور أصبح بالنسبة لي الأمان وشكل عالماً جديداً لي".
وقالت: "عند بلوغي الـ12 سنة فقدت النظر تماماً.. كان الشعور قاسياً بالوحدة والظلام يحيطني من جميع الجوانب والتحقت بصفوف الدمج وعمري 14 عاماً، ذهبت إلى مدارس سترة، وكنت أكره ذهابي للمدرسة فلم يكن الطلبة قادرين على التعامل معي بشكل واعٍ وكنت شديدة العصبية ولكن مع الوقت تأقلمت وتفوقت وتميزت وفي المرحلة الثانوية اتسعت دائرة معارفي ففزبت في انتخابات مجلس الطلبة ب 77 صوتاً مقابل 66 صوتاً للأخرى".
وعن الصعوبات التي كانت تواجهها في الدراسة قالت في المدرسة الإعدادية "كانت الكتب تتأخر فالحال ليس كما هو الآن، فالطابعة في السابق تحتاج وقتاً، فكنت أقوم بكتابة الدروس بنفسي، وفي هذه المرحلة اكتشفت معلمة اللغة العربية قدرتي على الكتابة والتعبير، فكرمتني وأشادت بقدرتي الكتابية، هنا كانت أول شهادة تكريم أحصل عليها، ثم تلتها شهادات عدة في التحصيل الدراسي، ومن ثم التكريم من وزارة التربية والتعليم".
وأضافت "مع تفوقي العلمي حيث كنت الأولى على المدرسة، حصلت على المركز الثاني في معرض الرسم، فقد كنت أرسم على الورق المقوى حيث كنت اتحسس الخطوط التي أحفرها ثم ألون داخل هذه الخطوط ويعود الفضل في ذلك للمعلمة حياة الصياد.. وكرمني إبراهيم هجرس، وللمعلمة حنان ميرزا معلمة اللغة العربية دور كبير في صقل موهبتي.. فقد فتحت لي آفاق الكتابة والإبداع، تخرجت من المرحلة الثانوية بامتياز ثم التحقت بكلية الآداب بجامعة البحرين وكان هذا احد رغباتي التي سعيت لتحقيقها لقد شاركت في أنشطة الجامعة المختلفة، ومنها فنون القيادة وحفظ القرآن والمهارات الشخصية، شاركت أيضاً في برنامج إعداد القادة ونجحت وتفوقت وقد ساهمت التكنولوجيا في ذلك الوقت في مساعدتي على المذاكرة من خلال البرامج الناطقة بالهاتف".
واختتمت حديثها قائلة "كل ما أريد معرفته أتعلمه فأنا أريد أن أكون، شخصية ملهمة قادرة على العطاء وصناعة النجاح أثبت للمجتمع أن الكفيف قادر على ما يفعله الأصحاء وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للعمل كمدرسة أدرس لغير المكفوفين فأنا لدي القدرة على إيصال المعلومة وبسهولة.