ذكر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد في لقائه مع رؤساء التحرير أن البحرين تتطلع إلى تبني برنامج لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة لحماية النسيج الاجتماعي وفق الضوابط القانونية.
ثم أشاد عدد من القانونيين والحقوقيين والتشريعيين بهذا التوجه العصري لتحديث الأنظمة في مراكز الإصلاح، وصرح وزير الداخلية أنهم بصدد وضع المعايير والمتطلبات لهذا التوجه الجديد.
فما هو السجن المفتوح، وماذا قالت بعض الدول كبريطانيا وإيرلندا وفنلندا عن هذه التجربة؟
السجن المفتوح هو كل سجن يقضي فيه السجناء مدة عقوبتهم مع الحد الأدنى من الإشراف والأمن والحراسة المحيطة بهم وغالباً ما يتم تلافي احتجازهم في زنزانات. وقد يُسمح للسجناء القيام بوظائف أثناء قضاء مدة عقوبتهم. وتكون هذه السجون في المملكة المتحدة على سبيل المثال جزءاً من خطة إعادة تأهيل السجناء المنقولين من السجون المغلقة. في إطار عقوبات سجنية موجهة أو مخصصة بدرجة أولى للسجناء الذين يعتبرون أقل خطورة على النظام العام. والذين يقضون عقوبات منخفضة المدة، وتستبدل العقوبات المادية في هذه الحالة بعناصر معنوية تتمثل في الثقة الممنوحة للسجين والتي تحمل على كاهله لعدم فراره. ويتمتع السجناء في السجون المفتوحة بحرية كاملة ولا يُسمح لهم بمغادرة المبنى إلا لأغراض محددة، مثل الذهاب إلى وظيفة خارجية. المصدر (ويكيبديا)
طرحت عدة أسئلة هامة على التجربة الفنلدية على سبيل المثال، مثل ما هو أثر هذه التجربة على معدل الجريمة وعلى عودة المحكوم إلى عالم الجريمة مرة أخرى وعلى سلوكه؟
ابيو لابي سابلا رئيس قسم علم الإجرام في جامعة هيلسينكي بفنلندا يشرح هذا الأمر:
«ليس لدينا فكرة حبس الناس بقية حياتهم، بقدر ما نطمح للاستثمار فيهم وطمأنتهم بأن هناك إمكانية لإعادة تأهيلهم».
لم يكن هكذا الحال دائماً، فقبل عقود كانت فنلندا تتصدر أوروبا في أعداد الطلاب المسجونين خلال ستينات القرن الماضي، في تلك الفترة أجرى باحثون إسكندنافيون دراسات حول مدى فعالية العقاب في تخفيض الجرائم، كانت النتائج سلبية جداً.
«كان ذلك أول مرة تستطيع دراسة أن تثبت أن الحبس كآلية عقاب لا تقدم شيئاً ذا جدوى إطلاقاً» يقول تابيو لاتي.
ثم بعد ذلك قامت فنلندا بتغيير سياساتها الجنائية شيئاً فشيئاً طوال السنوات الثلاثين اللاحقة، حتى وصلت الآن إلى مرحلة التخلص من مفهوم العقاب تماماً،
فنلندا اليوم لديها أقل معدل سجناء في العالم.
هؤلاء السجناء يعلمون أن الفرار ليس بالأمر الصعب، يقول كاليو وهو أحد السجناء الذي أجري عليه البحث «نستطيع أن نهرب إذا أردنا لكننا سنعود إلى الزنزانة ثانية، وهذا ما لا نريده فالمكان في المشتل هنا أفضل». يعمل أكثر من 70 سجيناً في مشتل يكسبون منه أجراً مقابل الساعة.
في فنلندا، ظهرت السجون المفتوحة منذ 30 سنة، في تلك الحقبة كانت تبدو كمخيمات عمل، أما اليوم فقد وصلت إلى آخر جيل من أنواع السجون.
بالمقابل فإنه لا يتمتع بمثل هذا السجن المرفه المفتوح إلا من يظهر تحسناً في عودته للحياة الطبيعية، حوالي ثلث سجناء فنلندا يعيشون اليوم في سجون الفضاءات المفتوحة، وحسب مركز العقوبات الجنائية في فنلندا، فإن السجناء الفنلنديين هم الأقل عرضة لإعادة تجربة السجن مقارنة بسجناء بلدان العالم، حيث 20% منهم فقط من يعاد اعتقالهم.
السجون المفتوحة هي أيضاً أقل تكلفة، إيسا فيستريبيكا المسؤولة عن مركز العقوبات الجنائية، تشرح هذا الأمر بأن ما يعادل ثلث تكلفة السجين الواحد تنفقها الدولة في احتياجاته الخاصة وأنظمة المراقبة، وهذا ما تستغني عنه السجون المفتوحة. تضيف «ليس ذلك بالطبع هو السبب الرئيس في خلق هذا النوع من السجون، ولكنه أيضاً لصالح ميزانية الدولة». (موقع ساسه بوست)
تلك كانت إضاءة على موضوع السجون المفتوحة من خلال تجربتين البريطانية والفنلندية، ونتائجهما مشجعة و محفزة إنما المهم أن تكون التجربة البحرينية خاضعة للتقييم باستمرار وتلبس لبوساً محلياً يتناسب مع طبيعتنا، والأهم هو الناتج النهائي لهذه التجربة، بمعنى هل سينصلح حال من يخضع لهذه التجربة أم أنهم سيستغلونها؟ لا يمكن الإجابة على هذا السؤال إلا بعد التجربة.
ثم أشاد عدد من القانونيين والحقوقيين والتشريعيين بهذا التوجه العصري لتحديث الأنظمة في مراكز الإصلاح، وصرح وزير الداخلية أنهم بصدد وضع المعايير والمتطلبات لهذا التوجه الجديد.
فما هو السجن المفتوح، وماذا قالت بعض الدول كبريطانيا وإيرلندا وفنلندا عن هذه التجربة؟
السجن المفتوح هو كل سجن يقضي فيه السجناء مدة عقوبتهم مع الحد الأدنى من الإشراف والأمن والحراسة المحيطة بهم وغالباً ما يتم تلافي احتجازهم في زنزانات. وقد يُسمح للسجناء القيام بوظائف أثناء قضاء مدة عقوبتهم. وتكون هذه السجون في المملكة المتحدة على سبيل المثال جزءاً من خطة إعادة تأهيل السجناء المنقولين من السجون المغلقة. في إطار عقوبات سجنية موجهة أو مخصصة بدرجة أولى للسجناء الذين يعتبرون أقل خطورة على النظام العام. والذين يقضون عقوبات منخفضة المدة، وتستبدل العقوبات المادية في هذه الحالة بعناصر معنوية تتمثل في الثقة الممنوحة للسجين والتي تحمل على كاهله لعدم فراره. ويتمتع السجناء في السجون المفتوحة بحرية كاملة ولا يُسمح لهم بمغادرة المبنى إلا لأغراض محددة، مثل الذهاب إلى وظيفة خارجية. المصدر (ويكيبديا)
طرحت عدة أسئلة هامة على التجربة الفنلدية على سبيل المثال، مثل ما هو أثر هذه التجربة على معدل الجريمة وعلى عودة المحكوم إلى عالم الجريمة مرة أخرى وعلى سلوكه؟
ابيو لابي سابلا رئيس قسم علم الإجرام في جامعة هيلسينكي بفنلندا يشرح هذا الأمر:
«ليس لدينا فكرة حبس الناس بقية حياتهم، بقدر ما نطمح للاستثمار فيهم وطمأنتهم بأن هناك إمكانية لإعادة تأهيلهم».
لم يكن هكذا الحال دائماً، فقبل عقود كانت فنلندا تتصدر أوروبا في أعداد الطلاب المسجونين خلال ستينات القرن الماضي، في تلك الفترة أجرى باحثون إسكندنافيون دراسات حول مدى فعالية العقاب في تخفيض الجرائم، كانت النتائج سلبية جداً.
«كان ذلك أول مرة تستطيع دراسة أن تثبت أن الحبس كآلية عقاب لا تقدم شيئاً ذا جدوى إطلاقاً» يقول تابيو لاتي.
ثم بعد ذلك قامت فنلندا بتغيير سياساتها الجنائية شيئاً فشيئاً طوال السنوات الثلاثين اللاحقة، حتى وصلت الآن إلى مرحلة التخلص من مفهوم العقاب تماماً،
فنلندا اليوم لديها أقل معدل سجناء في العالم.
هؤلاء السجناء يعلمون أن الفرار ليس بالأمر الصعب، يقول كاليو وهو أحد السجناء الذي أجري عليه البحث «نستطيع أن نهرب إذا أردنا لكننا سنعود إلى الزنزانة ثانية، وهذا ما لا نريده فالمكان في المشتل هنا أفضل». يعمل أكثر من 70 سجيناً في مشتل يكسبون منه أجراً مقابل الساعة.
في فنلندا، ظهرت السجون المفتوحة منذ 30 سنة، في تلك الحقبة كانت تبدو كمخيمات عمل، أما اليوم فقد وصلت إلى آخر جيل من أنواع السجون.
بالمقابل فإنه لا يتمتع بمثل هذا السجن المرفه المفتوح إلا من يظهر تحسناً في عودته للحياة الطبيعية، حوالي ثلث سجناء فنلندا يعيشون اليوم في سجون الفضاءات المفتوحة، وحسب مركز العقوبات الجنائية في فنلندا، فإن السجناء الفنلنديين هم الأقل عرضة لإعادة تجربة السجن مقارنة بسجناء بلدان العالم، حيث 20% منهم فقط من يعاد اعتقالهم.
السجون المفتوحة هي أيضاً أقل تكلفة، إيسا فيستريبيكا المسؤولة عن مركز العقوبات الجنائية، تشرح هذا الأمر بأن ما يعادل ثلث تكلفة السجين الواحد تنفقها الدولة في احتياجاته الخاصة وأنظمة المراقبة، وهذا ما تستغني عنه السجون المفتوحة. تضيف «ليس ذلك بالطبع هو السبب الرئيس في خلق هذا النوع من السجون، ولكنه أيضاً لصالح ميزانية الدولة». (موقع ساسه بوست)
تلك كانت إضاءة على موضوع السجون المفتوحة من خلال تجربتين البريطانية والفنلندية، ونتائجهما مشجعة و محفزة إنما المهم أن تكون التجربة البحرينية خاضعة للتقييم باستمرار وتلبس لبوساً محلياً يتناسب مع طبيعتنا، والأهم هو الناتج النهائي لهذه التجربة، بمعنى هل سينصلح حال من يخضع لهذه التجربة أم أنهم سيستغلونها؟ لا يمكن الإجابة على هذا السؤال إلا بعد التجربة.