أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن "اشمئزازه"، من تصريحات مقدم برنامج على شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بعد استهزائه بالجنديات الأمريكيات، فيما أدان مسؤولون كبار في البنتاغون، هذه التصريحات.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن الوزير أوستن عبر عن اشمئزازه، من هذه التعليقات التي أدلى بها المذيع تاكر كارلسون، مؤكداً أن الجيش الأميركي "يعمل على جعل الجيش أكثر شمولاً، ويمنح الفرص للنساء بشكل متكافئ.

وأضاف كيربي: "من المؤكد أننا لن نأخذ نصيحة من مذيع أو من الجيش الصيني".وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ودعا مسؤولون أميركيون إلى منع بث قناة "فوكس نيوز" في القواعد العسكرية، وفق شبكة "نيوز ماكس".

وأثار تاكر كارلسون، أحد المذيعين الأكثر شعبية لدى المحافظين في الولايات المتحدة، حالة من الجدل الواسع، ليلة الثلاثاء، بسبب تعليقاته على المجندات.

وقال كارلسون: "لدينا تسريحات شعر جديدة، وبدلات طيران خاصة بالأمومة، فالنساء الحوامل سيخوضن حروبنا.. إنه استهزاء بالجيش الأميركي".

وأثنى كارلسون على "الجيش الصيني لزيادة عدد السفن في أسطوله البحري"، وهي خطوة وصفها بأنها "أكثر ذكورية"، قائلاً: " بينما يصبح الجيش الصيني أكثر ذكورية لأنه يبني أكبر قوة بحرية في العالم، فإن جيشنا يبدو بأنه يرغب في أن يصبح أكثر أنوثة، وخلاصة القول إن الأمر قد بات خارج نطاق السيطرة، وهذا يعد استهزاءً بالجيش الأميركي، وبمهمته الأساسية المتمثلة في الانتصار في الحروب".

ونشر الجيش الأميركي على حسابه في تويتر صوراً لجنديات، مع التأكيد على دعم القيادة العسكرية لهن، رداً على تصريحات كارلسون.

غضب وسط الجيش

ووصف الجنرال الأميركي مايكل غرينستون كلمات كارلسون بأنها "مثيرة للانقسام"، و"خاطئة"، قائلاً على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "تقود النساء وحداتنا الأكثر فتكاً، وكلمات تاكر كارلسون مثيرة للانقسام، ولا تعكس قيمنا، فلدينا أكثر المجندات احترافية وتعليماً وقوة في العالم".

فيما قال رئيس قسم التدريب في الجيش الأميركي، الجنرال بول فونك، على حسابه على تويتر: "آلاف النساء يخدمن بشرف كل يوم في جيشنا في جميع أنحاء العالم، إنهن منارات الحرية، كما أنهن يثبتن خطأ كارلسون من خلال إصرارهن وتفانيهن في عملهن، فنحن محظوظين لأنهن يخدمن في هذا الجيش".

أما عضوة مجلس الشيوخ تامي داكوورث، والتي فقدت ساقيها بعد إسقاط مروحية بلاك هوك كانت على متنها بالعراق في عام 2004، فكتبت: "بينما كان يتعلم كارلسون كيفية المشي، كانت المحاربات الأميركيات يطاردن تنظيم القاعدة، ويثبتن قوة نساء أميركا".

الإناث في الجيش الأمريكي

وأشار موقع "ديفينس وان" الأميركي إلى أنه على الرغم من تعرض جيش الولايات المتحدة للانتقادات بسبب تعامله مع قضايا الاعتداء والتحرش الجنسي، إلا أنه حقق أيضاً مكاسب في السنوات الأخيرة لصالح الإناث، اللاتي يخدمن في الجيش.

وأوضح الموقع أن القوات الجوية غيَرت سياستها في يوليو الماضي، بشأن النساء في فترة الحمل، وفترة ما بعد الولادة، واللاتي يحضرن دورات تعليمية عسكرية مهنية، إذ أصبح بإمكان الطيارات الحوامل واللاتي في مرحلة ما بعد الولادة، حضور دورات التعليم والتدريب المهني خلال العام الأول بعد الولادة، وكان هذا في السابق يتطلب استثناءً من الجهات السياسية".

وتابع: "كما أن الطيارات اللاتي تعرضن للإجهاض، بات لديهن الآن خيار تأخير تقييمات اللياقة البدنية لفترة معينة من الوقت بعد الإجهاض، وذلك اعتماداً على مدة الحمل".